اخبار فلسطين

الولايات المتحدة تحث اسرائيل على تهدئة التوترات قبل رمضان، كما فعلت العام الماضي

للسنة الثانية على التوالي، اعتبرت إدارة بايدن شهر رمضان المبارك عاملاً محتملاً لتصعيد أعمال عنف إضافية بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

استغل كبار المسؤولين الأمريكيين زياراتهم إلى القدس خلال الأسبوعين الماضيين لحث إسرائيل على اتخاذ خطوات استباقية في الأسابيع المقبلة من أجل ضمان ألا يشهد الموسم الحساس إراقة دماء إضافية، حسبما قال مسؤولان أمريكي وإسرائيلي لتايمز أوف إسرائيل يوم الخميس، تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما.

من المقرر أن يبدأ شهر رمضان الكريم حوالي 22 مارس.

ولا تزال المحادثات حول جهود نزع فتيل التوتر في مراحلها الأولى، ولم يوجه مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، الذي زار الأسبوع الماضي، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، الذي زار القدس هذا الأسبوع، طلبات محددة لإسرائيل، بحسب مسؤول إسرائيلي.

ومع ذلك، أوضح كبار مساعدي بايدن أن هذه القضية هي مصدر قلق للولايات المتحدة، وسألوا نظرائهم الإسرائيليين كيف يخططون لمعالجة الأمر.

وقال المسؤول الأمريكي إنه تم التركيز خلال اجتماعات سوليفان وبلينكين بشكل خاص على ضمان التزام إسرائيل بالوضع الراهن في الحرم القدسي، والذي يشهد عادة زيادة في عدد الزوار الفلسطينيين خلال شهر رمضان.

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن (يسار) يصافح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحفي في القدس، 30 يناير 2023 (Ronaldo Schemidt / Pool / AFP)

“هناك سبب لافتراض أن العنف هذا العام سيكون أسوأ، بالنظر إلى أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة أكثر جرأة للتصرف بشكل عقابي، لكن رئيس الوزراء نتنياهو حريص أيضًا على إبقاء الأمور هادئة حتى يتمكن من التركيز على إيران والتطبيع مع السعودية وهذا سيؤثر على حساباته”، قال مسؤول أمريكي سابق مطلع على الأمر.

وقال المسؤول الإسرائيلي إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أكد في كلا الاجتماعين لإدارة بايدن أنه لن يسمح بانتهاك السياسة غير المكتوبة، والتي بموجبها يُسمح للمسلمين بالصلاة في الحرم القدسي، بينما لا يمكن لغير المسلمين الزيارة إلا خلال أوقات محدودة.

لكن وفقًا للمسؤول الإسرائيلي، لم تطلب الولايات المتحدة من نتنياهو منع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير من القيام بزيارة أخرى للموقع الحساس. وأثارت جولته في الموقع الشهر الماضي موجة من الإدانات من جميع أنحاء العالم.

وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يزور الحرم القدسي، 3 يناير، 2023. (Courtesy: Minhelet Har Habayit)

وبقي الممثل الأمريكي الخاص للشؤون الفلسطينية هادي عمرو ومساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف في البلاد بعد مغادرة بلينكن يوم الثلاثاء لإجراء محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين في محاولة لتحديد سلسلة من الخطوات التي يمكن تنفيذها في الأسابيع المقبلة لتخفيف التوترات، قال المسؤول الأمريكي.

وقال المسؤول السابق، الذي خدم سابقًا في إدارة ديمقراطية، إن الولايات المتحدة “سيكون عليها أن تخفض توقعاتها فيما يتعلق بما يمكنها إنجازه”.

وأوضح المصدر أن السلطة الفلسطينية لديها “قائمة من عشر خطوات أحادية الجانب” تعارضها في القدس الشرقية والضفة الغربية.

وتشمل القائمة بناء المستوطنات، وإضفاء الشرعية على بؤرة استيطانية، ومداهمات الجيش الإسرائيلي على المنطقة A الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وانتهاكات للوضع الراهن في الحرم القدسي الشريف.

وبينما حثت السلطة الفلسطينية الولايات المتحدة على إقناع إسرائيل بوقف مثل هذه الأعمال، قال المسؤول الأمريكي السابق إن مثل هذه “الضمانات العلنية” من حكومة نتنياهو المتشددة الجديدة ستكون “مستبعدة إلى حد كبير”.

وأجرى مسؤولو إدارة بايدن محادثات مماثلة مع نظرائهم الإسرائيليين والفلسطينيين في الأشهر التي سبقت شهر رمضان العام الماضي. وفي ذلك الوقت، كان المسؤولون قلقين من أن تزامن شهر رمضان، عيد الفصح العبري وعيد الفصح المسيحي خلال نفس الفترة قد يؤدي إلى تصعيد الاحتكاكات الدينية.

وحثت الولايات المتحدة في ذلك الوقت أيضا إسرائيل على اتخاذ خطوات استباقية للحفاظ على الهدوء قبل وأثناء شهر رمضان، مثل تجميد عمليات الإخلاء وهدم المنازل، إلى جانب تخفيف وجود الشرطة في البلدة القديمة وحولها.

وكان يحكم إسرائيل في ذلك الوقت رئيسا الوزراء السابقين نفتالي بينيت ويائير لبيد، اللذين بذلت حكومة الوحدة المعتدلة التي قاداها جهدًا للتوافق مع واشنطن.

رئيس حزب “الصهيونية الدينية” عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش يلوح بالعلم الإسرائيلي عند باب العامود خارج البلدة القديمة في القدس، خلال احتفالات “يوم أورشليم”، 29 مايو 2022 (Olivier Fitoussi / Flash90)

وفي العام السابق لذلك، تصاعدت التوترات المحيطة بشهر رمضان حتى اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، وتفشي العنف في الشوارع في المدن المختلطة بين اليهود والعرب.

لكن مع ذلك، شهدت الفترة التي سبقت شهر رمضان عام 2022 إراقة دماء كبيرة، بما في ذلك هجمات شهر مارس في بئر السبع والخضيرة وبني براك التي قُتل فيها 11 إسرائيليًا وأجنبيًا. وقُتل أربعة مدنيين آخرين في هجمات إطلاق نار في تل أبيب ومستوطنة أرييل في بداية شهر رمضان ونهايته.

وقتل أربعة أشخاص آخرون في هجوم طعن في مستوطنة العاد بعد أيام من رمضان، بينهم شخص توفي متأثرا بجراحه. وتزامن ذلك الهجوم مع يوم الاستقلال الإسرائيلي.

وخلال نفس الفترة تقريبًا من أواخر فبراير حتى أواخر مايو 2022 قتل 57 فلسطينيًا على أيدي القوات الإسرائيلية، وفقًا للأمم المتحدة. ووقعت معظم الوفيات، وليس كلها، خلال اشتباكات مع القوات أو خلال مداهمات الجيش الإسرائيلي لبلدات فلسطينية.