اخبار فلسطين

بايدن يعرب عن قلقه من الإصلاح القضائي في مكالمة هاتفية “صريحة” مع نتنياهو

أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن مخاوفه بشأن خطة الإصلاح القضائي التي تدفع بها حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال مكالمة هاتفية “صريحة وبناءة” أجراها مع رئيس الوزراء يوم الأحد، وفقا لمسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية.

كرر بايدن الدعوات الأمريكية التي سبق أن أعربت عنها إدارته لحكومة نتنياهو لتأمين “توافق واسع قدر الإمكان” للتغييرات الأساسية التي تهدف إلى الحد من صلاحيات محكمة العدل العليا، كما قال المسؤول في الإدارة الأمريكية، كما أعرب عن دعمه لجهود الرئيس يتسحاق هرتسوغ نحو تحقيق حل وسط بين الائتلاف المتشدد والمعارضة واسعة النطاق.

وكان هرتسوغ قد طرح إطارا بديلا لمجموعة التشريعات المثيرة للجدل، وهو اقتراح سرعان ما رفضه الإئتلاف الحاكم.

وجاء في بيان صدر عن البيت الأبيض عقب المكالمة بين الزعيمين “شدد الرئيس على إيمانه بأن القيم الديمقراطية كانت دائما، ويجب أن تظل، سمة مميزة للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وأن المجتمعات الديمقراطية يتم تعزيزها من خلال ضوابط وتوازنات حقيقية، وأنه ينبغي متابعة التغييرات الأساسية بأوسع قاعدة ممكنة من الدعم الشعبي”، وأضاف البيان أن “الرئيس عرض دعمه للجهود الجارية للتوصل إلى حل وسط بشأن الإصلاحات القضائية المقترحة بما يتفق مع تلك المبادئ الأساسية”.

بحسب البيان الإسرائيلي، رد نتنياهو على بايدن بالقول “إن إسرائيل كانت وستظل ديمقراطية قوية ونابضة”.

وسُئل المسؤول في الإدارة الأمريكية الذي تحدث مع الصحفيين عما إذا كان بايدن استغل المكالمة لتوجيه دعوة إلى نتنياهو لزيارة البيت الأبيض. تجنب المسؤول الإجابة مباشرة على السؤال، قائلا إن الولايات المتحدة “تتطلع إلى اجتماع الزعيمين معا”، مقرا في الوقت نفسه بأنه لم يتم تحديد موعد.

إسرائيليون يحتجون على خطط حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإصلاح النظام القضائي الإسرائيلي، في تل أبيب، إسرائيل، 18 مارس، 2023. (AP Photo / Tsafrir Abayov)

قال مسؤول أمريكي لـ”تايمز أوف إسرائيل” الشهر الماضي إنه قد تم تجميد خطط بايدن لاستضافة نتنياهو وسط الإحباط من سياسات الحكومة الجديدة تجاه الفلسطينيين، بالإضافة إلى مخاوف بشأن الإصلاح القضائي.

ستسمح الخطة، بصيغتها الحالية، للكنيست بتجاوز قرارات المحاكم بأغلبية ضئيلة، وحماية القوانين استباقيا من الرقابة القضائية تماما، ووضع اختيار جميع القضاة في أيدي سياسيين من الإئتلاف. ويرى المعارضون أن الخطة ستضعف الطابع الديمقراطي لإسرائيل، وتزيل عنصرا أساسيا من ضوابطها وتوازناتها، وستترك الأقليات دون حماية. في حين يقول مؤيدو الخطة أنها ضرورية لكبح  محكمة “ناشطة”.

قبل توجيه دعوة لنتنياهو، قال المسؤول الأمريكي إن الإدارة تنتظر لترى ما سيحدث خلال شهر رمضان. فترة شهر رمضان، الذي يحل في الأيام المقبلة، أضافت تاريخيا طبقة أخرى من التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

خلال هذه الفترة نفسها، يعتزم الائتلاف تمرير تشريعات خاطفة من خلال الكنيست تهدف إلى الحد من سلطة القضاء.

يصادف يوم الأحد اليوم الثمانين منذ عودة نتنياهو إلى رئاسة الوزراء. تاريخيا، كان رؤساء الوزراء قد زاروا البيت الأبيض بحلول هذا اليوم. غياب الدعوة يثير استياء نتنياهو الذي قال لحكومته الأسبوع الماضي إنه طالما أنه لم يجلس مع بايدن، فسيُمنع جميع الوزراء الآخرين تقريبا من تحديد مواعيد اجتماعات مع نظرائهم الأمريكيين.

خلال مكالمتهما يوم الأحد، قال المسؤول الأمريكي إن بايدن ونتنياهو ناقشا أيضا التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل والتهديدات التي تمثلها إيران ونتائج القمة الإقليمية التي عقدت قبل ساعات في شرم الشيخ في مصر بهدف تهدئة التوترات في الضفة الغربية والقدس الشرقية قبل حلول شهر رمضان  يوم الأربعاء.

وجاء في بيان البيت الأبيض أن بايدن “شدد على ضرورة اتخاذ جميع الأطراف خطوات عاجلة وتعاونية لتعزيز التنسيق الأمني، وإدانة جميع أعمال الإرهاب، والحفاظ على قابلية نجاح حل الدولتين”.

بحسب البيان الإسرائيلي، فإن المكالمة التي استمرت لمدة 45 دقيقة ركزت إلى حد كبير على التهديد الإيراني وهي قضية ذُكرت بشكل مقتضب في نهاية البيان الصادر عن البيت الأبيض وعلى “توسيع دائرة السلام”، وهي نقطة لم يتم ذكرها على الإطلاق في البيان الأمريكي.

وقال مكتب نتنياهو إن رئيس الوزراء استخدم المكالمة أيضا لإطلاع بايدن على الهجوم الذي وقع في بلدة حوارة الفلسطينية قبل ساعات من ذلك، والذي أصيب فيه مواطن إسرائيلي أمريكي، وهو جندي سابق في مشاة البحرية الأمريكية، بجروح خطيرة.

وجاء في البيان الإسرائيلي أن “رئيس الوزراء قال للرئيس بايدن إن إسرائيل ستستمر في اتخاذ إجراءات في كل مكان ضد الإرهابيين ومهندسي الإرهاب. وشكر نتنياهو الرئيس بايدن على التزامه بأمن إسرائيل”.

وكانت المكالمة يوم الأحد هي الثانية التي يجريها الزعيمان منذ عودة نتنياهو إلى الحكم في ديسمبر.

بايدن كان اتصل بنتنياهو في 7 نوفمبر، بعد ستة أيام من فوز زعيم حزب “الليكود” في انتخابات الكنيست الأخيرة.