اخبار البحرين

في ظل أزمة وقود.. مظاهرات مرتقبة بباريس لزيادة الأجور ومكافحة الغلاء

دفعت‭ ‬زيادة‭ ‬التضخم‭ ‬وارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الطاقة‭ ‬والمواد‭ ‬الغذائية‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬المواطنين‭ ‬للدعوة‭ ‬إلى‭ ‬النزول‭ ‬للشارع‭ ‬احتجاجاً‭ ‬على‭ ‬الأوضاع‭ ‬ولمطالبة‭ ‬الحكومة‭ ‬بتحسين‭ ‬الأجور‭.‬

وتزامنا‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬أزمة‭ ‬نقص‭ ‬الوقود‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬بسبب‭ ‬إضراب‭ ‬عمال‭ ‬المصافي،‭ ‬تنظم‭ ‬أحزاب‭ ‬اليسار‭ ‬تظاهرات‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬اليوم‭ ‬الأحد‭ ‬يتوقع‭ ‬‏أن‭ ‬تكون‭ ‬حاشدة‭.‬

ويطالب‭ ‬المشاركون‭ ‬برفع‭ ‬مستوى‭ ‬الرواتب‭ ‬ومكافحة‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬وتحديد‭ ‬سن‭ ‬التقاعد‭ ‬عند‭ ‬مستوى‭ ‬الستين‭ ‬عاما‭.‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬المطالب‭ ‬أيضا‭ ‬فرض‭ ‬ضرائب‭ ‬أكثر‭ ‬‏على‭ ‬الأغنياء‭ ‬والشركات‭ ‬التي‭ ‬تحقق‭ ‬أرباحا‭ ‬كبيرة‭ ‬واتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬جدية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭.‬

وتزداد‭ ‬تكاليف‭ ‬المعيشة‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬بسبب‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم‭ ‬التي‭ ‬رفعتها‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭. ‬فوجدت‭ ‬العائلات‭ ‬نفسها‭ ‬أمام‭ ‬وضع‭ ‬صعب‭ ‬لسداد‭ ‬فواتيرها،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬تلك‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالطاقة،‭ ‬مثل‭ ‬الكهرباء‭ ‬والغاز‭.‬

عبد‭ ‬الرحمن،‭ ‬موظف‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬رينو‭ ‬الفرنسية،‭ ‬تلقى‭ ‬مثل‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الفرنسيين‭ ‬رسالة‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬الكهرباء‭ ‬تبلغه‭ ‬بأن‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬سيبدأ‭ ‬تطبيقها‭ ‬على‭ ‬الفواتير‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الشتاء‭.‬

وصرح‭ ‬عبدالرحمن‭ – ‬مهندس‭ ‬طاقة‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬رينو‭ ‬للسيارات،‭ ‬للعربية‭ ‬قائلا‭: ‬قبل‭ ‬أشهر‭ ‬وصلني‭ ‬إيميل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬توتال‭ ‬أبلغوني‭ ‬بزيادة‭ ‬سعر‭ ‬الكيلو‭ ‬الواط،‭ ‬لم‭ ‬يبلغونني‭ ‬بالتسعيرة‭ ‬الجديدة‭ ‬لكنني‭ ‬اطلعت‭ ‬عليها‭ ‬على‭ ‬موقعهم،‭ ‬أنا‭ ‬كنت‭ ‬أدفع‭ ‬صفر‭ ‬فاصلة‭ ‬ثلاثة‭ ‬عشر‭ ‬للكيلو‭ ‬واط‭ ‬واليوم‭ ‬سأدفع‭ ‬صفر‭ ‬فاصلة‭ ‬سبعة‭ ‬عشر،‭ ‬وعلى‭ ‬نهاية‭ ‬السنة‭ ‬سيتم‭ ‬إعادة‭ ‬تقييم‭ ‬استهلاكي‭ ‬لأدفع‭ ‬الفارق‭.‬

هاجس‭ ‬الفواتير

هاجس‭ ‬دفع‭ ‬الفواتير،‭ ‬وإكمال‭ ‬الشهر‭ ‬بما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬الراتب،‭ ‬بات‭ ‬حديث‭ ‬الناس‭ ‬اليومي،‭ ‬بل‭ ‬أيضاً‭ ‬أصبح‭ ‬يهدد‭ ‬بانفجار‭ ‬اجتماعي‭ ‬يلوح‭ ‬في‭ ‬الأفق،‭ ‬مع‭ ‬دعوات‭ ‬لتظاهرات‭ ‬ضد‭ ‬الغلاء‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬تحشد‭ ‬آلاف‭ ‬المواطنين‭ ‬اليوم‭ ‬الأحد‭.‬

وأردف‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭: ‬الإضرابات‭ ‬الحالية‭ ‬هي‭ ‬نتيجة‭ ‬طبيعية‭ ‬للازدياد‭ ‬المستمر‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬الطاقة‭ ‬والمواد‭ ‬الغذائية‭ ‬مقابل‭ ‬ثبات‭ ‬الرواتب،‭ ‬فالتظاهرات‭ ‬واللجوء‭ ‬إلى‭ ‬الشارع‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬مبرر‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الأوضاع‭ ‬الحالية‭.‬

وفرضت‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬واقعاً‭ ‬صعباً‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية،‭ ‬فأصبحت‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬طريق‭ ‬غير‭ ‬قادرة،‭ ‬لا‭ ‬على‭ ‬تجاهل‭ ‬تردي‭ ‬الأوضاع‭ ‬المعيشية‭ ‬لمواطنيها،‭ ‬ولا‭ ‬على‭ ‬التراجع‭ ‬أمام‭ ‬روسيا‭ ‬بعدما‭ ‬فرضت‭ ‬عقوبات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬على‭ ‬موسكو،‭ ‬طالت‭ ‬تداعياتها‭ ‬عواصم‭ ‬كانت‭ ‬تعرف‭ ‬بأن‭ ‬مواطنيها‭ ‬يعيشون‭ ‬حياة‭ ‬الرخاء‭ ‬والرفاهية‭ ‬أحياناً‭.‬