اخبار فلسطين

رحلة إلى إسرائيل تعبر الأجواء السعودية لأول مرة منذ أن فتحت المملكة أجوائها

دخلت رحلة تجارية متجهة إلى إسرائيل المجال الجوي السعودي يوم الخميس للمرة الأولى منذ أن فتحت السعودية أجوائها أمام جميع الرحلات الجوية، بما في ذلك الرحلات الإسرائيلية، الشهر الماضي.

أقلعت الرحلة التي تديرها شركة الطيران “كاثاي باسيفيك” من هونغ كونغ وكان من المقرر أن تهبط في تل أبيب صباح الخميس.

وأظهرت خدمة تتبع الرحلات أن الطائرة كانت تحلق فوق الإمارات العربية المتحدة والخليج العربي قبل أن تعبر الساحل السعودي بالقرب من مدينة الدمام. وحلقت الطائرة فوق شمال السعودية والأردن، ودخلت الأراضي الإسرائيلية شمال البحر الميت.

اتخذت رحلة أخرى تابعة لشركة “كاثاي باسيفيك” من هونغ كونغ إلى تل أبيب في وقت سابق من هذا الأسبوع مسارا مختلفً، حيث حلقت شمال غربا فوق الصين وكازاخستان وتركيا، ودخلت المجال الجوي الإسرائيلي من البحر الأبيض المتوسط.

وفي الشهر الماضي، أعلنت المملكة السعودية أنها فتحت مجالها الجوي لجميع الرحلات الجوية المدنية قبل ساعات من أن يصبح الرئيس الأمريكي جو بايدن أول زعيم أمريكي يطير مباشرة من إسرائيل إلى المملكة.

وقال بيان السعودية إنها فتحت مجالها الجوي “لجميع شركات الطيران التي تفي بمتطلبات السلطة للتحليق فوقها”، مما يعني أن الشركات الإسرائيلية يمكن أن تقصر الرحلات عن طريق عبور المجال الجوي السعودي. وقبل الإعلان، منعت المملكة العربية السعودية أيضًا تحليق الطائرات من الشركات غير الإسرائيلية التي كانت تسافر من وإلى الدولة اليهودية.

ولم تحلق الخطوط الجوية الإسرائيلية حتى الآن فوق الأجواء السعودية منذ الإعلان.

وقالت هيئة الإذاعة العامة “كان” يوم الأربعاء إن شركة الطيران الوطنية الإسرائيلية “إل عال” تلقت موافقة رسمية من الرياض لبدء استخدام مجالها الجوي.

وفي تقرير متناقد، قالت القناة 13 الأربعاء إن “إل عال” وشركة الطيران الإسرائيلية “أركياع” لا تزالان تنتظران الموافقة النهائية من السعودية، ومن المتوقع أن تتسلمها نهاية الأسبوع.

وأشادت إسرائيل والولايات المتحدة بقرار المملكة العربية السعودية رفع القيود المفروضة على الرحلات الجوية باعتبارها تطورًا رئيسيًا في العلاقات بين القدس والرياض. وقبل زيارة بايدن للمنطقة، أعرب مسؤولون إسرائيليون عن آمالهم الكبيرة في إحراز تقدم نحو التطبيع مع السعودية.

لكن نفت المملكة العربية السعودية ذلك، قائلة إن القرار “لا علاقة له بالعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل” و”ليس بأي حال من الأحوال مقدمة لأية خطوات أخرى” نحو التطبيع.

وبدأت المملكة العربية السعودية في السماح لشركات الطيران الإسرائيلية بالتحليق فوق أراضيها فقط عبر ممر جوي خاص للرحلات الجوية من وإلى الإمارات والبحرين بعد توقيع اتفاقيات إبراهيم في عام 2020، لكنها لم تسمح للرحلات الجوية إلى وجهات أبعد شرقا.

ويعني التغيير أن الرحلات الجوية من وإلى الهند وتايلاند والصين ومواقع أخرى في الشرق يمكن أن تمر فوق شبه الجزيرة السعودية، مما يوفر ساعات من وقت الرحلة.

وكان على الرحلات الجوية من تل أبيب إلى آسيا تجنب شبه الجزيرة العربية حتى الآن، مما أضاف ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات لوقت السفر.

وبالإضافة إلى كونه نعمة للسياح، فإن القرار سيفيد أيضًا مسلمي إسرائيل الراغبين بأداء الحج، حيث سيتم توفير رحلات مباشرة إلى المملكة العربية السعودية سنويًا للحجاج.

ولا توجد علاقات دبلوماسية رسمية بين إسرائيل والسعودية، لكن العلاقات السرية تحسنت في السنوات الأخيرة، حيث ورد أن الرياض وحاكمها الفعلي، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بدأوا يعتبروا إسرائيل شريكا استراتيجيا في المعركة ضد النفوذ الإيراني في المنطقة.

ورفضت المملكة التوقيع على اتفاقيات إبراهيم التي توسطت فيها واشنطن في عام 2020 كما كانت تأمل الولايات المتحدة وإسرائيل، لكن يُعتقد أن المملكة العربية السعودية أعطت البحرين، الخاضعة لنفوذ الرياض، الموافقة للانضمام إلى اتفاقية التطبيع مع إسرائيل، إلى جانب الإمارات والمغرب.