اخبار فلسطين

“سيف القدس”: كيف أسست لمعادلات جديدة على طريق الانتصار؟

فلسطين المحتلة خاص قُدس الإخبارية: ما زالت معركة “سيف القدس” تكشف عن “أسرار” جديدة عن المعادلات السياسية والعسكرية التي أنجزتها خلال أيام من القتال مع الاحتلال، الذي عمَ فلسطين من جنوبها إلى الشمال، في حدث تاريخي لم يتكرر منذ عقود.

يوم أمس، كشف برنامج “ما خفي أعظم” الذي تضمن لقاءات مع قادة في المقاومة الفلسطينية عن تفاصيل جديدة في المعركة، أكدت فيها على الانتصار المعنوي والسياسي الذي تحقق في مواجهة الاحتلال، في سياق الصراع الممتد منذ عقود، بفضل تطور أداء المقاومة وتعاون مختلف فصائلها والتنسيق العالي مع القوى الأخرى في المنطقة، ودخول ساحات مختلفة في المعركة، وهو الهدف المركزي الذي أكدت عليه المقاومة، من خلال العمل على ربط الساحات.

Qudsnet2
 

كيف نجحت استراتيجية ربط الساحات؟

البرنامج كشف عن “محضر اجتماع” لقادة هيئة أركان المقاومة، قبل شهور من المعركة، يشير إلى استراتيجية عنوانها “توسيع ساحة الاشتباك مع الاحتلال”، وهو ما يؤكد ما ذهب إليه عدد من المحللين بعد المعركة إلى أن المقاومة أرادت في هذه المعركة الخروج من ضيق معادلات محلية محصورة في قضايا غزة إلى أوسع مدى من الالتحام بالقضايا الفلسطينية الأخرى.

يرى الباحث والصحفي محمد بدر، أن “التركيز الشديد من طرف من قابلهم معدّ التحقيق على نقطة البداية في المعركة، والتي كانت بمثابة مبادرة من طرف المقاومة، تؤكد على فكرة طرحها الإسرائيليون أنفسهم مفادها أن التحذير الذي أطلقه قائد هيئة الأركان محمد الضيف وقصف القدس الذي تلاه كانا قد حسما المعركة لصالح المقاومة في دقائقها الأولى، وأن المقاومة تحولت من فعل الدفاع إلى فعل الهجوم من أجل تثبيت معادلات استراتيجية صاغتها قبل الحدث الشرارة”.

ويشير بدر إلى أن “المقاومة تجري مراجعات شاملة وهي من تحدد الاشتباك في المرحلة التالية”، وأوضح: استهداف القدس بالصواريخ لم يكن مرتبطا بقضايا آنية أو حسابات تتعلق بقطاع غزة أو بسبب ظرف سياسي أو أمني مستجد، وإنما ضمن استراتيجية شاملة تم صياغتها في مطلع عام 2021 عنوانها الرئيسي ربط الساحات.

ما هي استراتيجية لإدامة  لربط الساحات؟

وقال الصحفي والكاتب مصطفى الصواف، إن المقاومة تعمل من أجل ربط الساحات بين قطاع غزة والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 والضفة والقدس تأكيداً للاستراتيجية التي نفذتها خلال معركة “سيف القدس”، وأشار إلى أن فلسطيني الداخل يستشعرون هذه المهمة من خلال سلسلة العمليات التي نفذها فدائيون خلال الأسابيع الماضية.

وأضاف: المقاومة تحاول إشعار العدو أن قضية ربط الساحات مركزية ولن يتم التنازل عليها.

وذكر أن المقاومة تعمل على تثبيت هذا الانجاز من خلال الضخ الإعلامي المكثف وحضور قادة المقاومة فيه من خلال التأكيد أن الساحات لا تتجزأ وأنها جزء هام في هذه المعركة.

ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي، وسام عفيفة، أن تثبيت المعادلات السياسية التي أسفرت عنها المعركة كان واضحاً من خلال موجات المواجهة التي وصلت ذروتها في شهر رمضان.

وأوضح: الأرقام تقول إن 19 مستوطناً قتلوا خلال شهرين خلال عمليات فدائية، هذه المعطيات تعطي مؤشرات واضحة أن أحد نتائج المعركة هو استمرار تفاعل الساحات في مختلف مواقعها، وباتت تعمل دوراً في مواجهة الاحتلال وتشتت قدراته العسكرية والاستخباراتية، وأن اعتبارات الاحتلال أن المعركة فقط مع غزة يمكن احتوائها من خلال بعض الإجراءات فشلت.

وأكد أن “المقاومة نجحت في الإبقاء على المعركة في كل الساحة باعتراف الاحتلال في معركة الوعي وأن ربط الساحات أصبح جزء أساسياً في المواجهة”.

“غرفة استخبارات المقاومة” نقلة نوعية

وذكر بدر ما كشف عنه البرنامج من غرفة تنسيق استخباراتي بين المقاومة الفلسطينية وحزب الله والحرس الثوري الإيراني، وأكد أن “هذا العنوان تحوّل إلى كابوس وحمل ثقيل بالنسبة للاحتلال الذي اعترف أنه لم يعد قادرا على التخلص منه، واليوم يمكن القول أكثر من أي وقت مضى إن ما تحقق هو انتصار كامل، لأن الهدف كان ربط القدس بـ غزة وهو ما تحول لأمر واقع، وأحد تجلياته مظاهر الارتباك والاستعداد قبل مسيرة الأعلام التي ستقام غدا، رغم أن هذه المسيرة ظلت على مدار 34 عاما تقام بشكل روتيني دون أي تبعات”.

وأضاف: الغرفة الأمنية المشتركة، والتي ضمت ضباط استخبارات من محور المقاومة والمقاومة الفلسطينية، كانت من أهم ما كشف عنه التحقيق، لأن رسالة الكشف عنها تتجاوز حدود ما ورد عن تأثيرها ودورها، ومن المهم التذكير أن المعركة في أيامها الأخيرة شهدت إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه المستوطنات الشمالية، ويبدو أن رسالة المقاومة في “ما خفي أعظم” أن هذه الصواريخ كانت في سياق التنسيق الكامل بين كل الأطراف وليس كما يدّعي الإسرائيليون أنها لم تكن بالتشاور مع الأطراف الفاعلة في المحور، وبالتالي هذه دلالة مهمة على أن جبهة أخرى كانت مستعدة عسكريا وأمنيا للدخول إلى خط المواجهة وهو ما قد يحدث في مواجهات قادمة.

وفي سياق متصل، شدد على أن ما كشفه عضو هيئة أركان كتائب القسام محمد السنوار عن توزيع المهام في الضربة الأولى بين القسام وسرايا القدس، بحيث تضرب الأولى القدس بالصواريخ، وتستهدف الثانية آلية عسكرية بالكورنيت شمال قطاع غزة، والضربتان تمثلان في قواعد الاشتباك مع الاحتلال إعلان بدء المواجهة، يؤكد أن “حسابات المقاومة مرتبطة بالميدان وتوزيع الأدوار، وأن كل طرف في المقاومة يقوم بدوره ضمن خططه الاستراتيجية الأساسية للهجوم، لكن بالتنسيق الدقيق ضمن غرفة عمليات مشتركة”.

كيف حافظت المقاومة على مستوى عال من النيران في المعركة؟

يؤكد المحلل العسكري واصف عريقات، أن حفاظ المقاومة على مستوى عال ومنتظم من إطلاق الصواريخ خلال المعركة رغم التفوق التكنولوجي للاحتلال يشير إلى “تطور نوعي” في أدائها الميداني والتنظيمي، وأوضح: المقاومة تطورت في موضوع المهارات القتالية والأداء الميداني والأمني والتحكم والسيطرة في ظل السيطرة التنقية الإسرائيلية على الأرض البحر والجو.

وأضاف: في سياق “معركة العقول” بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال أظهرت المقاومة قدرت على إدامة المعركة، واستطاعت إطلاق الصواريخ من مواقع مختلفة دون أن تتكلف خسائر كبيرة، واستمر إطلاق الصواريخ حتى بعد إعلان وقف إطلاق النار وهذا يدل على قدرات ومهارات لدى وحدات المقاومة.

وشدد عريقات على أن “المقاومة استفادت من دروس تجارب المواجهات المختلفة” وهو ما ظهر واضحاً في أدائها خلال المعركة.

الحرب على الوعي الإسرائيلي

ويقول عريقات إن “بنك الأهداف” الذي ضربته المقاومة سواء في الرسالة الأولى الذي كان عبارة عن تهديد للاحتلال بسحب المستوطنين من شوارع القدس والأقصى، من خلال ضرب مستوطنات القدس، وأضاف: المقاومة شنت حرباً نفسية على الجبهة الداخلية الإسرائيلية من خلال التهديد بضرب مدينة “تل أبيب” إذا لم يتوقف الاحتلال عن استهداف المدنيين في غزة.

وأشار إلى أن هذه الضربات كان لها تأثير “قوي وقاسي” على الوعي الإسرائيلي.

وأكد أن المقاومة من خلال استهدافها لمدينة “تل أبيب” التي حاول الاحتلال تصوير وكأنها “بعيد المنال” رسخت معادلة جديدة في الميدان السياسي والعسكري.

وأضاف: استطاعت المقاومة بحنكتها وتطوير مستواها إلى الوصول هذا المستوى لتغيير معادلات القتال التي كانت “إسرائيل” تريد إبعاد القتال عن قواعدها الداخلية، والألم الفلسطيني يواجه بضرب عمق الاحتلال، والعمق الفلسطيني يقابل بعمق كيان الاحتلال.

ويشدد المحلل مصطفى الصواف أن “المقاومة أظهرت فهماً لمجتمع الاحتلال وهذا التطور الجديد وفر لها مساحة من العمل على وعي الإسرائيليين، وأكدت أن أي اعتداء جديد أو تغول على الفلسطينيين في القدس والأقصى سيكون له ثمن من خلال تكثيف ضربات المقاومة”.

وأكد المختص في الشؤون الإسرائيلية، ياسر مناع، أن معركة الوعي ساحة أساسية لدى المقاومة، وقال: من أبرز ملامح النصر ان افتتاحية الجولة ونهايتها كان بيد المقاومة، إضافة الى قدرتها على التأثير والالتحام في الساحات الثلاثة ( الضفة غزة الدخل المحتل 48)، وإحباط مخطط الاحتلال في عملية الخداع وبالتالي كانت الرسالة بأن المقاومة اليوم باتت تمتلك من الوسائل ما يمكنها احباط اي خطة “سرية” للجيش.

وعن أدوات المقاومة في معركة الوعي، أوضح: لعب الإعلام دورًا بارزًا في هذه المعركة، بالإضافة للضبط الإعلامي من حيث التصريحات للقادة السياسيين للمقاومة من جميع الفصائل، كما ان مصداقية المقاومة هي من أثرت في نفسية المستوطنين الذي بات على قناعة تامة بأن قادته يكذبون.

وذكر مناع أن “الاحتلال اعترف بفشله في التأثير بالرأي العام الدولي”، ويعتقد أن “متابعة حلقة ما خفي أعظم والتركيز الذي حظيت به من قبل الاعلام الاسرائيلي هذا أيضًا نقطة لصالح المقاومة”.

وتابع: الأهم من ذلك عدم قدرة الاستخبارات العسكرية وأجهزة الأمن في التنبؤ بخطوة القسام آنذاك يشكل نصراً للمقاومة أيضاً.

وأكد على فشل سياسة “كي الوعي” التي يعتبرها الاحتلال أحد استراتيجيته في المواجهة، وقال: المقاومة مستمرة والجيل الشاب اليوم متعطش للمقاومة وجنين وما يجري فيها اكبر دليل على ذلك.

وذكر أن سبب الفشل هو “قدرة المقاومة على تحليل وضع كيان الاحتلال ومعرفة الطرق التي يفكر، وبالتالي عندما يعرف كيف يفكر الشخص يكون من السهل خداعه”.

مركزية قضية الأسرى في خطط المقاومة

وكشفت المقاومة خلال البرنامج أن 18 من عناصرها استشهدوا خلال محاولة خطف جنود خلال المعركة لإنجاز صفقة تبادل، وقال الباحث محمد بدر: كشف كتائب القسام عن استشهاد 18 مقاتلا خلال محاولتهم تنفيذ عملية خطف جنود إسرائيلين، هو رسالة متعددة الاتجاهات، والغرض منها التأكيد للأسرى أن تحريرهم مسألة وقت ومرتبط بمعطيات الميدان والقرار في هذا السياق واضح ويأتي ضمن الخطة الاستراتيجية التي تم إعدادها مطلع عام 2021 وكشف عنها التحقيق.

وتابع: أما الرسالة الموجهة للاحتلال فهي أن المقاومة لن تبقى في حالة انتظار وأسيرة حساباته الأمنية والسياسية الداخلية، وكأنها تقول له إن كنت ترى في صفقة التبادل مشكلة فإن عدم إتمامها سوف يوقعك في مشكلة أكبر وسيضاعف الأثمان.

وشدد الكاتب مصطفى الصواف على أن “قضية الأسرى لم تغب يوماً عن مخططات المقاومة”، وقال: التخطيط لتنفيذ عمليات خطف جنود ليس أمراً عشوائياً بل يحتاج لتخطيط دقيق، وما حصل خلال معركة “سيف القدس” يؤكد على مركزية هذه القضية ورسالة للاحتلال أن المقاومة لن تتوقف عن المحاولة.

عقدة الإسرائيليين من الصواريخ

وأشار عريقات الذي شغل قيادة “المدفعية الفلسطينية” خلال تواجد الثورة في لبنان، إلى أن المقاومة الفلسطينية استغلت خوف مجتمع المستوطنين من الصواريخ في اختيار أهداف مناسبة لضربها وترك تأثيرات نفسية وسياسية على الإسرائيليين.

وقال: الأهداف التي ضربتها المقاومة استراتيجية وحيوية تؤثر على نفسية مجتمع الاحتلال وعلى الاقتصاد الإسرائيلي.

ويؤكد على فشل الأجهزة الاستخباراتية والأمنية لدى الاحتلال في قراءة الموقف والحصول على معلومات حين أخفقت في تقدير الموقف أن المقاومة الفلسطينية ستضرب مستوطنات القدس بعد التهديد الذي أطلقه قبل ذلك.

هل تحولت “القبة الحديدية” إلى عبء على الاحتلال؟

وذكر المحلل وسام عفيفة، أن دقة الإصابة والكثافة الصاروخية التي كشفت عنها المقاومة قضية “لافتة”، وأضاف: خلال المعركة استهدفت المقاومة مدينة “تل أبيب” بحوالي 130 صاروخاً في رشقة واحدة أطلق عليها القائد محمد السنوار خلال برنامج “ما خفي أعظم” مصطلح “الصفعة”.

ويرى عفيفة أن القبة الحديدية تحولت إلى “عبء الاحتلال”، وأوضح: فشلت “القبة الحديدية” في التصدي للرشقة الكبيرة التي ضربت بها المقاومة “تل أبيب” عند خروجها من أجواء غزة، وكل صاروخ وصل إلى سماء “تل أبيب” احتاج إلى 4 صواريخ من القبة الحديدية للتصدي له، وهنا نتحدث عن أكثر من 400 صاروخ وهو ما أحدث كتلة لهب كبيرة في سماء “تل أبيب”.

وتابع: الخطير في هذه القضية أن الإسرائيلي شعر أن القبة الحديدية أصبحت عبئاً عليه، نظراً للانفجارات الضخمة التي هزت المدينة، والشظايا التي تساقطت من الصواريخ وأصابت أهدافاً فيها وخلقت أضراراً واسعة، وهو ما يؤثر على الوعي الإسرائيلي في عمق كيان الاحتلال.

لأول مرة في تاريخ الصراع: “إيلات” هدف للمقاومة

وأشار عفيفة إلى الضربة الشاملة التي كانت تعد لها المقاومة في نهاية المعركة، وقال: الضربة كانت ستمتد من حيفا شمالاً إلى “إيلات” جنوباً، وهذا تطور لافت في تاريخ الصراع، لأن “إيلات” دخلت في بنك الأهداف وهو ما لم نشهده في المواجهات السابقة.

وذكر قصف المقاومة لمطار “ريمون” بصاروخ “عياش”، وأكد أن هذه “نقطة تحول في قدرة إطلاق الصواريخ وتجاوز القبة الحديدية”.

وشدد على أن استهداف “إيلات” تحول نوعي، نظراً لأن الاحتلال يعتبرها بعيدة عن القصف، وقال إن هذا التطور يعني كسر “العمق الاستراتيجي” لدولة الاحتلال من خلال استهداف مساحة واسعة من حيفا حتى الجنوب.

وقال إن هذا التطور “لم يحصل في الصراع العربي مع الاحتلال وليس الفلسطيني فقط”.

كشف خطة “مترو الأنفاق”: فشل إسرائيلي وتفوق للمقاومة

وفي سياق متصل، أكد عفيفة على أن كشف خطة “مترو الأنفاق” التي أراد الاحتلال من خلالها توجيه ضربة قاصمة للمقاومة، جنب الأخيرة أضراراً كبيرة واستراتيجية.

وقال إن دولة الاحتلال حشدت طاقات كبيرة بعد حرب 2014 لإنجاح هذه الخطة، من خلال المناورات والتدريبات العسكرية وتجهيز الفرق والوحدات المختلفة، واستدرك قائلاً: قادة الاحتلال نفذوا العملية بتسرع من أجل البحث عن المجد الذاتي، وكانت معالم الإخفاق واضحة من خلال عدم تنفيذ الخطة بما كان مرسوماً لها وتحريك وحدات قليلة على الحدود الأمر الذي لم ينجح في إيهام المقاومة أن اجتياحاً قريباً سيحدث.

وأكد أن المقاومة كان لديها القدرة على “كشف الخطة وعدم الوقوع في الخديعة”، وتابع: بعد التحركات على الحدود نفذت 160 طائرة من سلاح الجو في جيش الاحتلال أكثر من 450 غارة على أهداف في غزة معظمها أنفاق للمقاومة، وهي خطة مستوحاة من عملية “موكيد” التي نفذها الاحتلال خلال حرب 1967 ودمر خلالها المطارات العربية في المنطقة ونجح في احتلال مساحات واسعة من الأراضي العربية، لكن في الحرب على غزة فشل رغم استخدامه قوات ووسائل تكنولوجية متقدمة بشكل أكبر.

وعن نتائج هذا الفشل، أوضح: فشل العملية حرم قادة جيش الاحتلال من تحقيق المجد السياسي الذي كانوا يحلمون به، ومنح المقاومة ثقة عالية في قدراتها العسكرية والأمنية، وبدلاً من توجيه ضربة لمقدرات المقاومة العسكرية أصبح الاحتلال بحاجة لسنوات لترميم الخسائر ووضع خطة جديدة.

ما المطلوب من الساحات الأخرى للاستفادة من نتائج المعركة؟

يرى عفيفة أن “المقاومة قدمت روايتها حول معركة سيف القدس التي تعتبر مواجهة مفصلية في تاريخ الصراع العربي مع دولة الاحتلال وليس الفلسطيني فقط”.

وأوضح أن المعركة تركت في الوعي الإسرائيلي آثاراً كبيرة ورسخت معادلات جديدة، أهمها معادلة ضرب “تل أبيب” التي ينظر إليها العالم وقادة التطبيع بانبهار، بالإضافة لقدرة المقاومة على القتال لعدة أيام من خلال عمليات مشتركة رغم مزاعم الاحتلال في الساعات الأولى من المعركة أنه ضرب البنية التحتية العسكرية الفلسطينية.

وأضاف: هذه المعطيات تعطي للشعوب العربية والحلفاء الأمل، الحلفاء الذي ظهر في البرنامج دورهم في المعركة، وبات من الواضح أن المحور ليس فقط في إطار الانتصار بالمواقف بل كان له حضور مؤثر في المعركة، وكل هذه القضايا تدعم موقف شعبنا في الداخل والخارج لتوحيد الساحات.