اخبار فلسطين

عن زيارة حركتي حماس والجهاد للقاهرة.. ما علاقة الضفة والقدس بذلك؟

غزة خاص قدس الإخبارية: مع انتهاء زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة، شهدت العاصمة المصرية القاهرة زيارات متتابعة للفصائل الفلسطينية لا سيما حركة الجهاد الإسلامي التي أنهت قبل أيام زيارتها وحركة حماس التي بدأت الليلة الماضية زيارتها.

ووصل وفد رفيع المستوى من حركة حماس يرأسه اسماعيل هنية وعضوية أعضاء المكتب السياسي: خالد مشعل وصالح العاروري وخليل الحية وروحي مشتهى، حيث سيلتقى الوفد برئيس جهاز المخابرات المصرية عباس كامل ومسؤولي الجهاز لبحث المستجدات على الساحة الفلسطينية.

وتتزامن الزيارات مع انتهاء تحرك أمريكي في المنطقة يستهدف تبريد الساحة الفلسطينية دون ممارسة ضغوطات حقيقية على الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما ترفضه المقاومة الفلسطينية بالمطلق لا سيما مع تصاعد الجرائم الإسرائيلية في الضفة الغربية.

ويبحث الوسطاء عن تحقيق الهدوء بما يشمل جبهة الضفة الغربية المحتلة، غير أن السلوك الإسرائيلي يعتبر المفجر الرئيسي لكافة التحركات، في ظل تصاعد عمليات القتل والتصفية الميدانية وارتفاع معدلات الهدم واستمرار الاستيطان.

وبحسب مصادر فصائلية تحدثت لـ “شبكة قدس” فإن الزيارات الحالية لا تحمل طابعًا تفاوضيًا، مع جهاز المخابرات المصرية، وإنما كانت في سياق التشاور وتبادل الرأي مع المسؤولين، نافية الأنباء التي تتحدث عن فشل الزيارة للقاهرة.

في هذا السياق، قال داود شهاب مدير المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي إن حركته مرتاحة للزيارة الأخيرة للقاهرة وترى أنها زيارة إيجابية، مردفا: “المصريون بحكم دورهم يبذلون جهودا مع مختلف الأطراف لوقف العدوان والحرب التي تشنها هذه الحكومة في الضفة والقدس المحتلتين”.

وبشأن التحرك الأمريكي للتهدئة في الضفة وغزة، أضاف شهاب: “الأمريكيون منحازون للاحتلال وهم ينطلقون من حرصهم على أمنه، ونحن نعتقد أن العالم كله يدرك أن الأوضاع مقبلة على انفجار وشيك في ظل ما تمارسه سلطات العدو”.

وشدد مسؤول المكتب الإعلامي في حركة الجهاد الإسلامي على أن المدخل الحقيقي للهدوء متوقف على وقف سياسات العدوان والارهاب التي تقوم بها “إسرائيل”، مؤكداً على أن فكرة بقاء اليد الإسرائيلية طليقة هي فكرة لا تستقيم مع استراتيجية حركة الجهاد ومهامها.

وبشأن السلوك الإسرائيلي الحالي والموقف مع اقتراب شهر رمضان، ذكر قائلاً: “استمرار العدوان سيقابل برد وتهديدات العدو وسياساته خاصة المتعلقة بالسيطرة على القدس وتغيير الوضع القائم فيها وضم الضفة كلها سياسات ستعجل باندلاع مواجهة قاسية قد تبدأ في شهر رمضان في حال تعرض المصلون والمعتكفون إلى أي عدوان على غرار ما تم في 2021”.

في السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف إن الجولات الحالية التي تتم واللقاءات مع الفصائل خصوصًا حركتي حماس والجهاد الإسلامي لن تؤدي لأي نتيجة أو وقف للمقاومة الفلسطينية على مستوى الضفة الغربية.

وأكد الصواف في حديثه لـ “شبكة قدس” على أن الأوضاع في طريقها إلى التصعيد لا سيما بعد المؤشرات التي أحدثتها عملية أريحا واتساع رقعة المقاومة الفلسطينية، لافتاً إلى أنه لا يمكن الاستجابة لمطالب الهدوء في الوقت الذي يدرك فيه الوسطاء هذا الأمر بالذات عند الحديث عن إيقاف المقاومة في الضفة.

وشدد الكاتب والمحلل السياسي على أن ما يقوم به الوسطاء حاليًا هي محاولة لإرضاء الطرف الأمريكي في الوقت الذي تدرك فيه جميع الأوساط أن ما يجري لن يوقف التصعيد، مؤكدًا على أن غزة ليست غائبة عن التصعيد وهي جزء مما يجري في الضفة بتنظيمها للمقاومة ودعمها.

ولم يستبعد الصواف في حديثه اندلاع مواجهة تكون أكثر عنفًا وقوة من سيناريو سيف القدس الذي وقع عام 2021، وقد تصل الأمور لدرجة عالية من التصعيد لا تحمد عقباها.

بالتوازي مع ذلك، يرى الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب أن التحركات التي يقوم بها الوسطاء ومنهم الوسيط المصري تندرج في إطار التحرك الأمريكي لتبريد المنطقة واحتواء حالة التصعيد الحاصلة في الفترة الأخيرة على الجبهة الفلسطينية.

وقال الغريب لـ “شبكة قدس” إن الأمريكيين منشغلون بملفات إقليمية أخرى مثل الملف النووي الإيراني والملف الصيني بالإضافة للحرب الروسية الأوكرانية، وبالتالي هم غير معنيين بأي حالة من التصعيد على الملف الفلسطيني الإسرائيلي الذي لا يحظى بأولوية في هذه المرحلة.

وبحسب الكاتب والمحلل السياسي فإن جميع الجهود المبذولة حاليًا والتي تستهدف الهدوء وإن نجحت تكتيكياً فهي لن تنجح على المدى الاستراتيجي والبعيد بسبب سلوك الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو وعضوية الأحزاب الدينية المتطرفة.

وأردف قائلاً: “نتنياهو وإن نجح في تأجيل بعض القرارات خوفًا من حالة التصعيد فهو لن يستطيع مستقبلاً أن يؤجلها مجددًا لأن ذلك من شأنه أن يعزز الخلافات داخل الائتلاف الحكومي، وبالتالي هو يعمل على تأجيل هذه القرارات لتفادي التصعيد في شهر رمضان”.

وبشأن حضور غزة في مشهد التصعيد، أكد الغريب على أن غزة والمقاومة فيها تراقب ما يجري عن كثب وسيكون لها حضور عند المساس بالخطوط الحمراء التي وضعتها مثل المساس بالمقدسات أو غيرها من الملفات التي تتابعها المقاومة في غزة.