اخبار فلسطين

لابيد ونظيره التركي تشاووش أوغلو يعلنان عن خطوات التقارب؛ دون التطرق لتبادل السفراء

متحدثا إلى جانب نظيره التركي، أعلن وزير الخارجية يائير لابيد يوم الأربعاء عن خطوتين إضافيتين في عملية المصالحة البطيئة بين القوتين الإقليميتين.

وقال لابيد: “اتفقنا على إعادة إطلاق لجنتنا الاقتصادية المشتركة، والبدء في العمل على اتفاقية طيران مدني جديدة بين بلدينا”.

وأدلى لابيد ووزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو بتصريحاتهما العلنية باللغة الانجليزية في وزارة الخارجية بعد أن عقدا اجتماعا ثنائيا، تبعه اجتماع أكبر مع طاقميهما.

وجدت شركات الطيران الإسرائيلية نفسها فعليا خارج السوق التركية المربحة منذ عام 2007، بعد أن رفضت تركيا استيعاب المتطلبات الأمنية الخاصة لإسرائيل. في غضون ذلك، عززت الخطوط الجوية التركية موقعها كثاني أكبر شركة طيران تعمل خارج إسرائيل، بعد شركة “ال عال”.

من المتوقع أن تفتح اتفاقية طيران جديدة الطريق أمام شركات الطيران الإسرائيلية للطيران مرة أخرى إلى تركيا، وهي وجهة سياحية رائدة للإسرائيليين.

ولم يتطرق الوزيران إلى أي جدول زمني للعودة المتبادلة لسفيري البلدين، في إشارة إلى أن الخطوة التي طال انتظارها لن تأتي إلا بعد إحراز مزيد من التقدم في العلاقات الثنائية.

بعد اشتباكات دامية على حدود غزة في عام 2018، طردت تركيا السفير الإسرائيلي وأخضعته لتفتيش أمني مهين أمام الكاميرات، مما دفع اسرائيل للرد بالمثل.

وزير الخارجية يائير لابيد (إلى اليمين) يتحدث مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو (وسط إلى اليسار) في وزارة الخارجية في القدس، 25 مايو، 2022. (Asi Efrati/GPO)

قال لابيد يوم الأربعاء أنه يتوقع هو وتشاووش أوغلو إحراز تقدم في المجال الاقتصادي إلى جانب توثيق العلاقات الدبلوماسية والأمنية.

وقال إن “الهدف هو تشكيل وتوسيع التعاون الاقتصادي والمدني بين بلدينا، وإنشاء علاقات تجارية وبين الأفراد، والاستفادة من المزايا النسبية لبلدينا إقليميا وعالميا”.

وأضاف: “فيما عدا الدبلوماسية يا سيدي الوزير، فإن الإسرائيليين يحبون تركيا ببساطة”، مشيرا إلى آلاف الإسرائيليين الذي يزورون تركيا يوميا.

“لن نتظاهر بأن علاقتنا لم تشهد تقلبات، لكننا نتذكر أن تركيا كانت أول دولة إسلامية تعترف بإسرائيل، في عام 1949. ودائما ما عرفنا كيف نعود إلى الحوار والتعاون”.

متطرقا إلى الموجة الأخيرة من الهجمات التي حصدت حياة 19 إسرائيليا، قال لابيد “نتوقع من أصدقائنا التعاون معنا في هذه المعركة”.

وقال: “اليوم، نبدأ إطارا جديدا لتحسين علاقاتنا لن نستفيد منه نحن فحسب، بل سيستفيد منه أطفالنا لسنوات قادمة”.

كما شكر لابيد الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن على قرارهما إبقاء الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية.

وشهد الحليفان السابقان توترات في العلاقات خلال عهد الرئيس رجب طيب إرودغان، الذي يعد منتقدا صريحا لسياسات إسرائيل إزاء الفلسطينيين.

وتشعر إسرائيل بالقلق إزاء العلاقات الدافئة بين إردوغان وحركة “حماس” الحاكمة لقطاع غزة. باستثناء إشارة لابيد غير المباشرة للهجمات ضد إسرائيل وتوقعه أن يتعاون الحلفاء في الحرب على الإرهاب، لم يكن هناك أي إشارة مباشرة إلى حماس في تصريحات الوزيرين.

كما شكر تشاووش أوغلو، الذي قام بزيارة لمتحف “ياد فاشيم” لتخليد ذكرى ضحايا المحرقة، لابيد على الاجتماعات “الصادقة والصريحة” التي أجراها الاثنان قبيل التصريحات العلنية.

وقال وزير الخارجية التركي: “اتفقنا على أنه على الرغم من خلافاتنا، فإن استمرار الحوار المستدام سيكون مفيدا، وسيستند ذلك إلى الاحترام المتبادل لحساسيات بعضنا البعض”.

وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، وسط الصورة، يزور برفقة داني دايان، رئيس متحف “ياد فاشيم”، من اليسار، قاعة الأسماء في مركز ياد فاشيم لإحياء ذكرى المحرقة في القدس 25 مايو، 2022. (AP Photo / Maya Alleruzzo)

أشار تشاووش أوغلو إلى أن الجانبين تبادلا وجهات النظر حول “القضايا الإقليمية”، في إشارة على الأرجح إلى برنامج إيران النووي وتدخل إيران في سوريا، حيث تحتل القوات التركية ووكلائها العديد من المناطق العازلة التي تقول أنقرة إنها ضرورية لدفع المقاتلين الأكراد بعيدا عن حدودها.

وأعلن تشاووش أوغلو أن وزارتي الخارجية ستستأنفان اجتماعات الموظفين برئاسة المدير العام لوزارة الخارجية ألون أوشبيتس ونائب وزير الخارجية التركي سادات أونال.

المدير العام لوزارة الخارجية ألون أوشبيتس يحضر جلسة للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، 9 يونيو، 2021. (Olivier Fitoussi/Flash90)

وكما كان متوقعا، حرص تشاووش أوغلو على إثارة القضية الفلسطينية، مشددا على وجهة نظر تركيا بأن دولتين “بمعايير الأمم المتحدة” هما الحل الدائم الوحيد للصراع.

وقال: “أنا أيضا  بالطبع أشارك حساسيتنا تجاه القدس وقدسية الحرم الشريف”.

سيزور تشاووش أوغلو المسجد الأقصى في الحرم القدسي في وقت لاحق من اليوم.

وقال: “نعتقد أن تطبيع علاقاتنا سيكون له تأثير إيجابي على الحل السلمي للنزاع”.

يبرر القادة الأتراك، بمن فيهم إردوغان، بانتظام رغبتهم في تحسين العلاقات مع إسرائيل من خلال التأكيد على أنها ستفيد الفلسطينيين.

وزير خارجية السلطة الفلسطينية رياض المالكي (يمين) يستضيف وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في رام الله بالضفة الغربية، 24 مايو، 2022. (Photo by Abbas Momani/ AFP)

مباشرة بعد وصوله يوم الثلاثاء، توجه تشاووش أوغلو الى رام الله للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ووزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي.

وتأتي زيارة تشاووش أوغلو لإسرائيل، وهي أول زيارة يقوم بها وزير خارجية تركي منذ 15 عاما، في الوقت الذي تستمر فيه علاقة تركيا بإسرائيل في التحسن بعد فترة طويلة من العداء.

جهود تركيا لجذب إسرائيل هي جزء من حملة أكبر لتحسين العلاقات مع القوى الأوروبية والشرق أوسطية، وخاصة شركاء إسرائيل في العالم العربي. تعامل العديد من هذه الدول، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، مع تركيا باعتبارها خصما جيوسياسيا وأيديولوجيا رائدا على مدار العقد الماضي.

حتى هذا الأسبوع، كان المسؤول الإسرائيلي الأبرز في عملية المصالحة هو رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ، الذي زار إردوغان في مارس، وتحدث معه عبر الهاتف عدة مرات منذ ذلك الحين.