اخبار فلسطين

نتنياهو يمنح سموتريتش سلطات واسعة على المستوطنات والبناء الفلسطيني في الضفة الغربية

منح رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو زعيم اليمين المتطرف بتسلئيل سموتريتش سلطات واسعة على المستوطنات الإسرائيلية والبناء الفلسطيني في الضفة الغربية، ضمن اتفاق ائتلاف تم توقيعه يوم الأربعاء بين حزب “الصهيونية” الدينية بزعامة سموتريتش وحزب الليكود بزعامة نتنياهو.

أكد متحدث باسم الحزب أنه بموجب الاتفاق، سيتم تسليم السلطة على وحدتي الاستيطان والأراضي المفتوحة التابعتان للإدارة المدنية ووحدة منسق أنشطة الحكومة في المناطق (المنسق) إلى وزير من حزب “الصهيونية الدينية” في وزارة الدفاع.

وذكرت القناة 12 أن الوزير سيكون على الأرجح سموتريتش نفسه، الذي سيتولى أيضا وزارة الخزانة بموجب الاتفاقية، على الرغم من قول الحزب أنه لم يتم تحقيق اتفاق نهائي بهذا الشأن بعد.

وسيمنح ذلك حزب “الصهيونية الدينية” السيطرة على جوانب رئيسية من الحياة المدنية في المنطقة C بالضفة الغربية، بما في ذلك أجزاء من الإدارة المدنية التي تحكم البناء الإسرائيلي والفلسطيني هناك. وقد انتقد البعض احتمال تسليم مثل هذه الصلاحيات لحزب “الصهيونية الدينية”، مع أجندته المؤيدة للضم، قائلين أن ذلك يرقى إلى ضم مناطق في الضفة الغربية.

وسعى سموتريتش في البداية للحصول على منصب وزير الدفاع في محادثات الائتلاف، لكن اختار نتنياهو، في أعقاب ضغط من الولايات المتحدة، عدم تكليف زعيم اليمين المتطرف بإدارة وزارة حساسة كهذه. لكن منح سموتريتش أو حزبه منصب وزير دولة في وزارة الدفاع، مع سلطات واسعة النطاق في الضفة الغربية، يشكل نقل للمسؤوليات التي عادة ما يتولاها وزير الدفاع إلى سيطرته.

وهذا يمثل إنجازا مهما لسموتريتش، ومصدرا محتملا للخلاف، نظرا إلى دعم زعيم “الصهيونية الدينية” للتوسع الاستيطاني والمواقف المتشددة اتجاه الفلسطينيين. ولم يؤد سموتريتش سوى خدمة عسكرية قصيرة، وسجنه الشاباك لمدة ثلاثة أسابيع عام 2005 عندما اشتبه في أنه كان يخطط لنشاط إرهابي للاحتجاج على فك الارتباط عن غزة؛ زلم يتم توجه التهم إليه.

ويمنح اتفاق يوم الخميس، الذي تم توقيعه بعد سلسلة من العقبات والاجتماعات الماراثونية، حزب سموتريتش وزارة المالية، ووزارة إضافية للتعامل مع “مهمات وطنية” غير محددة، ومنصب مؤثر لرعاية إصلاح قضائي في الكنيست، إضافة الى مناصب بارزة أخرى.

وتعيين وزير من حزب “الصهيونية الدينية” لإدارة عمل وحدة المنسق في المستوطنات قد يغير هيكل قيادة الوحدة الحساسة. وبدلا من مناشدة وزير الدفاع لإجراء تغييرات، سيتعين على الوزراء التوجه إلى الوزير من “الصهيونية الدينية”، بالتنسيق مع نتنياهو.

وجاء في بيان صادر عن حزب الليكود يعلن عن الصفقة أن الوزير سيكون “مسؤولا عن الاستيطان في يهودا والسامرة”. وأكد البيان أن وزير “الصهيونية الدينية” في وزارة الدفاع سيعمل بالتنسيق مع نتنياهو.

زعيم الليكود، عضو الكنيست بنيامين نتنياهو، يتحدث مع رئيس حزب الصهيونية المتدينة، بتسلئيل سموتريتش، بينما يقف رؤساء الأحزاب لالتقاط صورة جماعية خلال مراسم أداء اليمين في الكنيست الـ25، 15 نوفمبر، 2022. (Olivier Fitoussi / Flash90)

بالإضافة إلى سيطرة حزبه على البناء اليهودي وهدم البناء الفلسطيني غير القانوني في المنطقة C من الضفة الغربية، سيعمل سموتريش كوزير للمالية بالتناوب مع زعيم حزب “شاس” أرييه درعي، الذي من المتوقع أن يبدأ عمله في وزارتي الداخلية والصحة بمجرد مصادقة الحكومة على تشريع يمنح درعي مكانا في مجلس الوزراء على الرغم من الأحكام بحقه مع وقف التنفيذ بسبب الجرائم الضريبية.

وسيرأس النائب عن “الصهيونية الدينية” سيمحا روثمان، أحد مهندسي خطة الحزب الشاملة لقص أجنحة السلطة القضائية، لجنة الدستور والقانون والقضاء المؤثرة في الكنيست، وهي محطة رئيسية لتشريع الإصلاح القضائي.

وسيتلقى حزب سموتريتش المتشدد أيضا وزارة الهجرة والاستيعاب ووزارة المهمات الوطنية الجديدة، والتي لم يتم تفصيل مسؤولياتها بعد. ومن المتوقع أن يتولى المشرع أوفير سوفير مسؤولية الهجرة اليهودية، بينما ستتولى عضو الكنيست أوريت ستروك قيادة وزارة المهمات الوطنية، وقد تتولى وزارة أخرى بالتناوب في وقت لاحق، بحسب القناة 12.

وتشمل المجالات الإضافية للاتفاق بين الحزبين “الهوية اليهودية والتعليم والقانون والاستيطان والمجتمع”، لكن لم يشرح بيان الليكود ذلك بالتفصيل.

وعند توقيع الاتفاق، قال نتنياهو إنه يشكل “خطوة مهمة أخرى تقربنا من إقامة حكومة يمينية وطنية تعتني بجميع مواطني إسرائيل”.

ووصف سموتريتش الصفقة بأنها “خطوة تاريخية” نحو تشكيل حكومة “يهودية وصهيونية وقومية”، والتي قال إنها تهدف إلى إصلاح القضاء وتطوير المستوطنات و”تعزيز الهوية اليهودية بروح الصهيونية الدينية”.

وأضاف: “سنعمل معا الكثير من الخير لدولة إسرائيل ونعمل بجد من أجل مواطني إسرائيل، جميعهم”.

والاتفاق بين “الليكود” و”الصهيونية الدينية” هو ثالث اتفاق يتم توقيعه مع حزب ائتلافي، رغم عدم اكتمال جميع تفاصيل الاتفاقيات حتى الآن. ولم يوقع حزبا “شاس” و”يهدوت هتوراة” حتى الآن اتفاقا مع الليكود. وعندما يتم توقيع هذه الاتفاقيات، كما هو متوقع في المستقبل القريب، سوف يشكل نتنياهو ائتلافه اليميني الديني، وهو الأكثر تشددا في تاريخ إسرائيل، والذي يضم 64 من أصل 120 عضوا في الكنيست.