اخبار فلسطين

الجيش الإسرائيلي يستعد لهدم منازل منفذي هجوم اطلاق النار في الخليل

قامت القوات الإسرائيلية بعمليات في مدينة الخليل بالضفة الغربية في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء استعدادا لهدم منزلي فلسطينيين متهمين بقتل امرأة إسرائيلية في هجوم قومي.

قُتلت بتشيفاع نيغري (42 عاما)، وهي أم لثلاثة أطفال، بالرصاص أمام ابنتها في الهجوم الذي وقع بالقرب من الخليل صباح الاثنين. وأصيب إسرائيلي آخر بجروح خطيرة في الهجوم.

واعتقلت القوات الإسرائيلية شابين فلسطينيين، ورد أنهما شقيقان، للاشتباه في قيامهما بتنفيذ هجوم إطلاق النار في اليوم التالي.

وقال الجيش إن قوات الهندسة القتالية أجرت قياسات للمنزلين في وقت مبكر من يوم الأربعاء، استعدادا لهدمهما المحتمل.

وأضاف أن فلسطينيين ألقوا الحجارة والزجاجات الحارقة، كما أطلقوا ألعابا نارية على القوات خلال العملية. ولم يصب أي جندي بأذى.

وأظهرت لقطات مصورة فلسطينيين يلقون الحجارة على قافلة من مركبات الجيش الإسرائيلي أثناء مغادرتها المنطقة.

وتنتهج إسرائيل سياسة هدم منازل الفلسطينيين المتهمين بتنفيذ هجمات مميتة. وعادة ما تستغرق العملية عدة أشهر، بما في ذلك جلسات محكمة للنظر في الطعون المحتملة من جانب العائلات. وتثير فعالية هذه السياسة نقاشا حادا حتى داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، في حين يدين نشطاء حقوق الإنسان هذه الممارسة باعتبارها عقابا جماعيا غير عادل.

تغطية صحفية: “تحت وابل من الحجارة والزجاجات الحارقة.. قوات الاحتلال تنسحب من منزل عائلة الشنتير بمدينة الخليل بعد أخذ قياسات منزل منفذي عملية الخليل”. pic.twitter.com/ccqhteCCTA

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) August 23, 2023

وفي وقت مبكر من يوم الأربعاء أيضا، أعلن الجيش أن قواته اعتقلت 19 فلسطينيا وصادرت عدة أسلحة خلال مداهمات ليلية في أنحاء الضفة الغربية، مع وقوع اشتباكات في بعض المناطق.

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن من بين المعتقلين ماهر الأخرس، وهو أسير سابق تتهمه إسرائيل بأنه عضو بارز في حركة الجهاد الإسلامي. وأطلقت إسرائيل سراح الأخرس في نوفمبر 2020 بعد أن بدأ إضرابا عن الطعام لمدة 103 أيام احتجاجا على اعتقاله دون توجيه تهمة.

الأسير الفلسطيني ماهر الأخرس يصل إلى منزله في قرية سيلة الظهر بالضفة الغربية، جنوب مدينة جنين، بعد إطلاق سراحه من قبل السلطات الإسرائيلية، 26 نوفمبر 2020 (JAAFAR ASHTIYEH / AFP)

وتتعرض الحكومة لضغوط شديدة لكبح موجة الهجمات الفلسطينية. وقد دعا وزراء اليمين المتطرف في اجتماع لمجلس الوزراء الأمني يوم الثلاثاء إلى اتخاذ إجراءات قوبلت برفض من كبار المسؤولين الأمنيين، بما في ذلك اغتيال قادة فلسطينيين في الضفة الغربية وإلغاء تصاريح الدخول للعمال الفلسطينيين. وتتزايد الخلافات بين المستوطنين والمشرعين من الائتلاف اليميني المتطرف وبين المؤسسة الأمنية في الأشهر الأخيرة.

وأصدر مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بيانا بعد الاجتماع، قال فيه إن الوزراء اتفقوا على “سلسلة من القرارات لاستهداف الإرهابيين وفوضوا رئيس الوزراء ووزير الدفاع بالتصرف في هذا الشأن”. ولم يوضح البيان ماهية تلك القرارات.

وفي بيان مشترك يوم الثلاثاء، قال جهاز الأمن العام الشاباك وشرطة الحدود والجيش أنه تم اعتقال المشتبه بهما وهما أقارب في مدينة الخليل بجنوب الضفة الغربية من قبل عناصر وحدة “يمام” لمكافحة الإرهاب التابعة للشرطة.

وقال الشاباك إن المشتبه بهما، من سكان الخليل، “ربطوا أنفسهم” بهجوم إطلاق النار، الذي وقع بالقرب من مفترق بيت حجاي صباح الإثنين. وصادرت القوات الإسرائيلية أيضًا بندقية هجومية من طراز إم16، يشتبه في أنها استخدمت في الهجوم.

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أنهما صقر ومحمد الشنتير، وورد أنهما شقيقان.

بتشيفاع نيغري، التي قُتلت في هجوم إطلاق نار بالقرب من مدينة الخليل بالضفة الغربية في 21 أغسطس 2023 (Courtesy)

وأمر وزير الدفاع يوآف غالانت مكتب الاتصال العسكري مع الفلسطينيين، المعروف باسم منسق أعمال الحكومة في المناطق (كوغات)، بإلغاء تصاريح الدخول إلى إسرائيل لعشرات من أقارب المشتبه.

وفي الهجوم الذي وقع صباح يوم الاثنين، قُتلت مدرسة روضة الأطفال نيغري، وأصيب أرييه ليب في الأربعينات من عمره، بجروح خطيرة. وكانت ابنة نيغري البالغة من العمر 12 عاما داخل السيارة وقت الهجوم ولم تصب بأذى.

وأصيبت سيارة ليب بما لا يقل عن 22 طلقة من سلاح ناري، وتم العثور على ثلاث رصاصات أخرى في مكان قريب ، بحسب التحقيق الأولي للجيش.

وتم تشييع جثمان نيغري ليلة الإثنين في مقبرة “غوش عتصيون” الإقليمية في مستوطنة “كفار عتصيون”، حيث نعاها أفراد عائلتها وأصدقاؤها كأم وزوجة ومعلمة متفانية.

القوات الإسرائيلية في موقع هجوم إطلاق نار بالقرب من مدينة الخليل بالضفة الغربية، 21 أغسطس، 2023. (Chaim Goldberg / Flash90)

يأتي الهجوم بعد يومين من مقتل إسرائيلييْن، رجل وابنه، في هجوم نفذه مسلح فلسطيني في بلدة حوارة بشمال الضفة الغربية. وقُتل شاي نيلاس نيغريكر (60 عاما) وابنه أفيعاد نير (28 عاما) بعد تعرضهما لإطلاق النار في مغسل سيارات بعد ظهر السبت.

تصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية خلال العام والنصف الأخيرين، مع ارتفاع في عدد هجمات إطلاق النار الفلسطينية، ومداهمات اعتقال ليلية شبه يومية للجيش الإسرائيلي، وتصاعد الهجمات التي يشنها المستوطنون اليهود المتطرفون ضد الفلسطينيين. ووقعت معظم أعمال العنف في شمال الضفة الغربية، في حين كانت مدينة الخليل في الجنوب أكثر هدوءا.

وأعلن الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين أنه سيعزز انتشاره في الضفة الغربية بكتيبة مشاة إضافية وسريتين، في أعقاب الهجومين الداميين الأخيرين.

ومنذ بداية العام، اعتقلت القوات الإسرائيلية حوالي 1560 فلسطينيا، وصادرت 750 سلاحا ناريا غير قانوني، وفقا لإحصاءات جديدة صادرة عن الجيش الإسرائيلي في وقت متأخر من يوم الثلاثاء.

ونفذت قوات الجيش الإسرائيلي أكثر من 1900 عملية اعتقال منفصلة في الضفة الغربية خلال الفترة نفسها، وفقا للبيانات.

وأسفرت الهجمات الفلسطينية في إسرائيل والضفة الغربية عن 29 قتيلا وعدة إصابات خطيرة منذ بداية العام، بما يشمل إطلاق النار يوم الإثنين.

وفقا لحصيلة جمعها “تايمز أوف إسرائيل”، قُتل 174 فلسطينيا من الضفة الغربية خلال تلك الفترة، معظمهم أثناء تنفيذ هجمات أو خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، لكن بعضهم كان من المدنيين غير المتورطين في القتال والبعض الآخر قُتل في ظروف غامضة، بما في ذلك على أيدي مستوطنين مسلحين.