اخبار المغرب

اندلاع الحرائق في غابات كتامة يضع إرث الطبيعة تحت رحمة “نيران مفتعلة”

بعد أن دمرت الحرائق، شهر يوليوز الماضي، غابة إكاون التابعة لجماعة إكاون بدائرة كتامة بإقليم الحسيمة، جاء الدور هذه المرة على غابة جبل أغندرو التابعة لجماعة عبد الغاية السواحل بالإقليم ذاته، حيث التهمت النيران، إلى حدود الأحد، حوالي 70 هكتارا، وفقا لإفادات رسمية.

وتتميز الغابات الشاسعة بدائرة كتامة بثروتها الغابوية المعمرة، وتشمل على الخصوص أشجار الأرز النادرة، إلى جانب أشجار البلوط الأخضر والبلوط الفليني وتشكيلات نباتية متنوعة.

وبفضل مؤهلاتها الإيكولوجية الفريدة من نوعها صارت غابات دائرة كتامة، سواء بجماعة إكاون أو عبد الغاية السواحل، تحظى في السنوات الأخيرة باهتمام واسع من طرف عشاق الطبيعة والسياحة، كما هو الشأن بالنسبة لغابات إقليم الحسيمة الأخرى التابعة لدائرة ترجيست، وعلى الخصوص غابتي جبل تيدغين وبني بوناصر.

محمد بوصامت، الناشط الجمعوي بإقليم الحسيمة والفاعل في القطاع السياحي بجماعة بني بوناصر والمناطق المجاورة لها، قال إن غابة جبل أغندرو عرفت اندلاع ثلاثة حرائق في ظرف أسبوع واحد، مشيرا إلى أن ذلك يرجح فرضية أن يكون هذا العمل غير بريء وبفعل فاعل.

وأوضح المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن غابة جبل أغندرو تتميز ببرودتها ورطوبتها حتى في فصل الصيف، مما يجعل اندلاع النيران بها لأسباب مناخية يبقى أمرا مستبعدا.

وأضاف أن تواتر حرائق الغابات سيؤدي إلى إلحاق كارثة بيئية كبيرة بالثروة الغابوية التي تميز المنطقة، والمتمثلة أساسا في أشجار الأرز، التي قال إنها تحتاج إلى فترة زمنية طويلة جدا للنمو.

وقال العضو في “تنسيقية أبناء بلاد الكيف” إن غابات جبل أغندرو وتيدغين وبني بوناصر تشكل خزانا مائيا مهما، مشيرا إلى أن احتراق غابات هذه الجبال سيدفع الساكنة المحلية إلى الهجرة؛ لأن المنطقة ستتحول، بحسبه، إلى أرض جرداء غير قادرة على تخزين المياه الضرورية لاستقرار الإنسان.

وأضاف الفاعل في قطاع السياحة الإيكولوجية أن غابات المنطقة، سواء بدائرة كتامة أو ترجيست، ومنها غابة جبل أغندرو، بدأت تعرف، خلال السنوات الأخيرة، إقبالا لافتا من طرف عشاق السياحة الإيكولوجية والجبلية والقروية، وهو ما ساهم، بحسبه، في إنعاش الحركة الاقتصادية المحلية.

وطالب بإحداث مصدات للحرائق بغابات جبال أغندرو وتيدغين وبني بوناصر، وبناء سد على وادي بني بوناصر لاستغلال مياهه في تعبئة طائرات إطفاء الحرائق “كنادير”، في حالة ما تعرضت غابات المنطقة لاندلاع الحرائق.

هذا وأفادت مصادر محلية أن مصالح الدرك الملكي أوقفت 5 أشخاص للاشتباه بتورطهم في اندلاع حرائق غابة جبل أغندرو، مشيرة إلى أنه تم إخضاعهم لتدبير الحراسة النظرية لأجل البحث في هذه القضية.