اخبار فلسطين

CNN: مراسلة الجزيرة قُتلت في في “هجوم متعمد” من القوات الإسرائيلية

قالت شبكة CNN يوم الثلاثاء إنها أجرت تحقيقا خاصا بها في مقتل مراسلة “الجزيرة” شيرين أبو عاقلة في جنين في 11 مايو، وأن نتائج التحقيق أظهرت أن القوات الإسرائيلية استهدفتها عمدا.

وقال الجيش الإسرائيلي إن المزاعم “لا أساس لها من الصحة”.

وكانت أبو عاقلة قد قُتلت بعد تعرضها لإطلاق النار خلال تغطيتها لمواجهات بين الجنود ومسلحين فلسطينيين خلال عملية للجيش الإسرائيلي في المدينة. ولم يستبعد الجيش الإسرائيلي أن تكون أبو عاقلة قُتلت بطريق الخطأ بنيران إسرائيلية، لكنه يقول إن مسلحين فلسطينيون قد يكونون هم المسؤولين عن مقتلها أيضا، وقال إنه لا يستطيع تحديد ذلك في الوقت الذي يرفض فيه الفلسطينيون تسليم الرصاصة التي قتلتها للفحص الجنائي.

في تقرير بعنوان “’كانوا يطلقون النار مباشرة على الصحفيين’: دليل جديد يشير إلى مقتل شيرين أبو عاقلة في هجوم متعمد من القوات الإسرائيلية”، قالت الشبكة إنها تشاورت مع خبراء لدعم الادعاء.

بداية، باستخدام تسجيل صوتي من فيديو يوثق لحظة مقتل الصحفية، قالت الشبكة إن خبراء الأدلة الجنائية الصوتية حددوا أن الطلقات جاءت من مسافة 200 متر المسافة المزعومة بين أبو عاقلة وقوات الجيش الإسرائيلي القريبة منها وقت إطلاق النار عليها.

ثانيا، استشهدت الشبكة بكريس كوب سميث، وهو مستشار أمني ومحارب قديم في الجيش البريطاني قالت أنه خبير في الأسلحة النارية. نظر كوب سميث إلى صور علامات الرصاص التي تُركت على شجرة حيث أصيبت أبو عاقلة، وقال إنها تشير إلى طلقات مستهدفة وغير عشوائية.

وقال كوب سميث إن “عدد علامات الضربات على الشجرة حيث وقفت شيرين يثبت أن هذه لم تكن طلقة عشوائية، لقد تم استهدافها”، مشيرا إلى أن الأدلة على إطلاق نار فلسطيني خلال تبادل إطلاق النار أظهرت “رشقات عشوائية”.

أحد عناوين CNN، على الموقع الإلكتروني للشبكة اللإخبارية، بخصوص وفاة شيرين أبو عاقلة، 24 مايو 2022.

وأضاف أنه على مسافة 200 متر ، “لا يوجد أي احتمال” أن تترك النيران العشوائية مثل هذه العلامات المتقاربة للرصاص.

“من علامات إطلاق النار على الشجرة، يبدو أن الطلقات، التي قتلت إحداها شيرين، جاءت من أسفل الشارع من اتجاه قوات الجيش الإسرائيلي. يشير التجمع الضيق نسبيا للرصاصات إلى أن شيرين استُهدفت عمدا بطلقات موجهة ولم تكن ضحية نيران عشوائية”.

قال الجيش الإسرائيلي إنه إن كانت هناك أي نيران إسرائيلية قد تكون تسببت بمقتل أبو عاقلة، فإن هذه النيران كانت عرضية.

وقال مسؤول أمني إسرائيلي كبير لم يكشف عن اسمه لشبكة CNN: “لن يستهدف الجيش الإسرائيلي بأي حال من الأحوال مدنيا، وخاصة صحفيا”.

في بيان صدر في وقت لاحق من يوم الثلاثاء تعليقا على تقرير CNN، قال الجيش الإسرائيلي إنه  يحقق بشكل شامل في الحادث منذ وقوعه وأن نتائجه المؤقتة لم تتمكن من تحديد مصدر الطلقة القاتلة بشكل قاطع؛ وكرر أن فحص الرصاصة من شأنه أن يتيح على الأرجح تحديدا قاطعا، لكن السلطة الفلسطينية رفضت تسليم الرصاصة. وجاء في البيان أن “الادعاء بأن إطلاق النار استهدف [أبو عاقلة] لا أساس له من الصحة”.

في غضون ذلك، بعد نحو أسبوعين من وفاة الصحفية الأمريكية الفلسطينية المخضرمة، قالت وكالة “أسوشيتيد برس” يوم الثلاثاء إن تحقيقا أجرته يدعم تأكيدات كل من السلطات الفلسطينية وزملاء أبو عاقلة بأن الرصاصة التي قتلتها جاءت من بندقية إسرائيلية.

لكن الوكالة لم تتهم إسرائيل باستهدافها عمدا. كما شددت على أن النتائج التي توصلت إليها غير نهائية.

من المرجح أن يكون الحصول على إجابة قاطعة أمرا مستبعدا بسبب انعدام الثقة الشديد بين الجانبين، حيث يمتلك كل منهما بمفرده أدلة حاسمة محتملة.

بحسب وكالة أسوشيتد برس، تُظهر مقاطع فيديو وصور متعددة التقطت في صباح 11 مايو قافلة إسرائيلية متوقفة على طريق قريب من أبو عاقلة، مع خط رؤية واضح. في مقاطع الفيديو يظهر المراسلون وغيرهم من المارة في الوقت الحقيقي وهم يحتمون من الرصاص الذي أطلق من اتجاه القافلة.

وأضافت أن التواجد الوحيد المؤكد للمسلحين الفلسطينيين كان على الجانب الآخر من القافلة، على بعد حوالي 300 متر، ويفصل معظمهم عن أبو عاقلة مبان وجدرا. وتقول إسرائيل إن مسلحا واحدا على الأقل كان بين القافلة والصحفيين، لكنها لم تقدم أي دليل أو إشارة إلى مكان إطلاق النار. ويقول شهود عيان فلسطينيون إنه لم يكن هناك مسلحون في المنطقة ولم يكن هناك إطلاق نار قبل إطلاق وابل الرصاص الذي قتل أبو عاقلة وأصاب صحفيا آخر.

ويقول هؤلاء الشهود إنه لا شك لديهم في أن الجنود الإسرائيليين هم من قتلوا أبو عاقلة. من جهته، يقول الجيش الإسرائيلي إنها قُتلت في تبادل لإطلاق النار بين جنود ومسلحين، وأن التحقيق الكامل فقط بما في ذلك تحليل بالستي للرصاصة يمكن أن يثبت من أطلق الرصاصة القاتلة.

مشيعون فلسطينيون يخرجون جثمان الصحافية الأمريكية الفلسطينية المخضرمة شيرين أبو عاقلة من مكتب قناة الجزيرة بعد أن قدم أصدقاؤها وزملاؤها العزاء، في مدينة رام الله بالضفة الغربية، 11 مايو، 2022. (AP / Nasser Nasser، File)

ويرفض الفلسطينيون تسليم الرصاصة أو التعاون مع إسرائيل بأي شكل من الأشكال في التحقيق، لكنهم قالوا إنهم سيشاركون نتائج تحقيقهم مع أي طرف آخر.

وزاد مقتل أبو عاقلة من حدة التوترات في خضم موجة عنف وأثار مخاوف جديدة بشأن سلامة المراسلين في الضفة الغربية التي يريدها الفلسطينيون كجزء رئيسي من دولتهم المستقبلية.

زار مراسلو وكالة أسوشييتد برس الموقع الذي قُتلت فيه أبو عاقلة على أطراف مخيم جنين في شمال الضفة الغربية ومسرح معركة قريبة مع القوات الإسرائيلية تم توثيقها في مقطع فيديو نشرته إسرائيل.

وقالت الوكالة إن المقابلات مع خمسة شهود عيان فلسطينيين أكدت تحليلا أجرته مجموعة Bellingcat البحثية ومقرها هولندا يشير إلى أن القوات الإسرائيلية كانت أقرب إلى أبو عاقلة وكان لديها مجال رؤية أفضل. حددت المجموعة، المتخصصة في تحديد الموقع الجغرافي للأحداث في مناطق الحرب من خلال تحليل الصور ومقاطع الفيديو المنشورة عبر الإنترنت، موقع القافلة على طريق ضيق حيث قُتلت أبو عاقلة.

الطريق والقافلة

ويقول المراسلون الذين كانوا مع أبو عاقلة إنهم عندما وصلوا إلى مكان الحادث كان الموقع هادئا، ولم تكن هناك اشتباكات أو مسلحون في المنطقة المجاورة. علي السمودي، منتج قناة الجزيرة من جنين، قال إنه اتصل بأشخاص داخل المخيم لتكوين فكرة عما يحدث.

بعد ذلك توجهوا إلى طريق طويل وضيق منحدر من منطقة مفتوحة إلى مجموعة من المباني الاسمنتية حيث كانت قافلة للجيش الإسرائيلي متوقفة على بعد 200 متر. ارتدى كل مراسل خوذة وسترة زرقاء كُتب عليها كلمة “PRESS” (صحافة) بأحرف كبيرة.

وقال السمودي لأسوشيتد برس “خرجنا إلى العراء حتى يتمكنوا من رؤيتنا. لم يشيروا إلى أنه يجب علينا المغادرة، لذلك تقدمنا ببطء، وسرنا للأمام حوالي 20 مترا”.

الزهور والأعلام والتذكارات الأخرى في نصب تذكاري مرتجل في الموقع الذي قُتلت فيه الصحافية الأمريكية الفلسطينية المخضرمة شيرين أبو عاقلة ، في مدينة جنين بالضفة الغربية، 19 مايو، 2022. (AP / Majdi Mohammed)

وقالت شذا حنايشة، وهي مصورة محلية، إنهم مكثوا هناك لمدة 5 إلى 10 دقائق، تحدثوا خلالها بل    وتبادلوا الضحكات على مرأى من الجنود. مقطع الفيديو الذي يبدو أنه يلتقط اللقطات الأولى لما حدث يدعم روايتها.

قال السمودي إن الجنود أطلقوا طلقة تحذيرية، مما جعله ينحني ويركض للخلف. أصابته الطلقة الثانية في ظهره. أصيبت أبو عاقلة برصاصة في رأسها ويبدو أنها قُتلت على الفور. احتمت حنايشة على الجانب الآخر من شجرة. يبدو أن لحاء الشجر الموجود على الجانب المواجه للجيش قد تكسر بفعل الرصاص أو الشظايا.

وقالت حنايشة “رأينا إطلاق النار من الجيش. عندما ركضنا علي وشيرين وأنا بحثا عن ملجأ، هربنا منهم”.

سمع شريف عازر، وهو من السكان المحليين الذي كان في طريقه إلى العمل، إطلاق النار وهرع للمساعدة. يمكن رؤيته في مقطع فيديو آخر تمت مشاركته على نطاق واسع وهو يتسلق الجدار حيث كانت اختبأت حنايشة ويساعدها على الهروب.

يمكن سماع العديد من الطلقات النارية بعد مقتل أبو عاقلة، حيث احتمى الناس على جانبي الطريق. عندما يبتعد عازر عن الشجرة، يُسمع صوت طلقات نارية ما يضطره إلى التراجع، مما يشير إلى أن إطلاق النار قادم من موقع تواجد الجيش. يقول عازر إنه رأى الجنود وهم يصوبون أسلحتهم.

وقال “أطلقوا النار علينا أكثر من مرة. في كل مرة اقترب أحدهم أطلقوا النار عليه”.

سيناريو محتمل

وقال التحقيق الأولي للجيش الإسرائيلي في إطلاق النار إن هناك احتمالين.

في الاحتمال الأول، قال إن مسلحين فلسطينيين على الجانب الآخر من القافلة، إلى الجنوب، أطلقوا بتهور مئات الطلقات، والتي من الممكن أن تكون إحداها قد أصابت أبو عاقلة، التي كان على بعد 300 متر. يمكن للرصاص الذي يتم إطلاقه من بندقية من طراز M16 الوصول لمسافة تزيد عن 1000 متر

لكن الجيش لم يقدم أي دليل مرئي، باستثناء مقاطع فيديو لمسلحين فلسطينيين يطلقون النار من موقع آخر لا يوجد فيه خط رؤية باتجاه أبو عاقلة.

وقالت وكالة أسوشييتد برس إنها لم تكشف عن أي دليل يدعم هذا السيناريو الأول. وقالت إن السيناريو الثاني، في هذه المرحلة، يبدو أكثر منطقية.

وقال المتحدث باسم الجيش، اللفتنانت كولونيل أمنون شيفلر، إنه كان هناك فلسطيني مسلح واحد على الأقل على الطريق بين القوات والصحفيين ، “بالقرب من” أبو عاقلة. وزُعم أن ذلك المسلح أطلق النار عدة مرات على إحدى سيارات الجيش، ورد جندي بداخلها بإطلاق النار ببندقية مزودة بمنظار تلسكوبي.

وقالت شيفلر إن تحقيق الجيش ركز على تلك البندقية، رغم أنه لا يزال يعتقد أن رصاصة فلسطينية طائشة قد تكون هي التي تسببت بمقتلها.

يقول الجيش إنه لا يستطيع تقديم إجابة دون مقارنة الرصاصة بالسلاح. وقالت الميجر جنرال يفعات تومر يروشالمي، المدعية العام العسكرية ، في كلمة ألقتها يوم الإثنين: “بدون إمكانية فحص الرصاصة، يبقى الشك”.

وقالت إنه نظرا لوقوع القتل في منطقة قتال نشطة، فلن يكون هناك قرار بشأن فتح تحقيق جنائي حتى اكتمال التحقيق الأولي.

اخر صورة لشيرين دقائق قبل قتلها.
Last photo of killed Palestinian Journalist Shirin Abu Akleh, few minutes before his death. Rip. pic.twitter.com/QK4TOdEQZ5

— Maati Monjib (@MMonjib) May 13, 2022

مقاطع فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي ذلك اليوم تحتوي على أصوات إطلاق نار كثيف في أجزاء أخرى من جنين، بما في ذلك بالقرب من منزل محاط بمركبات عسكرية إسرائيلية كانت تنفذ عملية اعتقال على بعد 1.5 كيلومتر من مكان إطلاق النار على أبو عاقلة.

أصر جميع الشهود الذين تحدثوا إلى وكالة أسوشيتد برس على عدم وجود مسلحين في المنطقة بين المراسلين والجيش. المنطقة مفتوحة في الغالب، ولكن من المحتمل أن المسلح كان مختبئا في المقبرة الواقعة في منطقة حرشية على الجانب الشرقي من الطريق أو مصنع الطوب في منطقة مفتوحة بجوار مكان تواجد الصحفيين.

لا يمكن مشاهدة أي مسلحين في أي من مقاطع الفيديو التي تظهر مكان الصحفيين. وتقول وزارة الصحة الفلسطينية إنه لم يسقط قتلى أو جرحى فلسطينيون آخرون ذلك اليوم في جنين. كما لم تسجل وسائل الإعلام المحلية أي إصابات فلسطينية أخرى.

تحقيقات منفصلة

بعد إطلاق النار مباشرة تقريبا، دعت إسرائيل إلى إجراء تحقيق مشترك مع السلطة الفلسطينية التي تدير أجزاء من الضفة الغربية، وطلبت منها تسليم الرصاصة التي قتلت أبو عاقله لتحليلها البالستي. ودعت إسرائيل ممثلين فلسطينيين وأمريكيين للمشاركة في التحقيق.

رفضت السلطة الفلسطينية العرض بدعوى أنه لا يمكن الوثوق بقيام إسرائيل بتحقيق ذاتي. في غضون ساعات من إطلاق النار، اتهمت كل من السلطة الفلسطينية والجزيرة إسرائيل باستهداف أبو عاقلة عمدا، لكنهما لم تقدما أي دليل يدعم هذا الادعاء، وهو ما تنفيه إسرائيل بشدة.

وقال المتحدث باسم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن الفلسطينيين يجرون “تحقيقا مهنيا نقيا” وسيتبادلون النتائج مع الهيئات الدولية. ورفض تقديم تفاصيل التحقيق أو الرد على أسئلة حول محاولة مطابقة الرصاصة للسلاح.

ووقال نبيل أبو ردينة لوكالة أسوشييتد برس: “نحن على يقين من أن إسرائيل مسؤولة عن القتل، ولدينا أدلة وإثباتات وشهود يؤكدون ذلك. نحن لا نثق في التحقيقات الإسرائيلية لأن هدفها تزوير الحقائق”.

ويقول منتقدون إن التحقيقات الإسرائيلية في إطلاق النار على الفلسطينيين غالبا ما تستمر لأشهر أو سنوات قبل أن توضع على الرف بهدوء، وتقول منظمات حقوقية إنه نادرا ما تتم محاسبة الجنود.

أشارت السلطات الإسرائيلية في البداية إلى أن المقاتلين الفلسطينيين في مقطع الفيديو الذي شاركوه ربما يكونون هم من قتل أبو عاقلة، لكنها تراجعت في وقت لاحق عن هذه المزاعم بعد أن وزعت منظمة “بتسيلم”، وهي منظمة حقوقية إسرائيلية، مقطع فيديو آخر يظهر أنه من المستحيل فعليا على المسلحين الفلسطينيين إطلاق النار على أبو عاقلة لأن الموقعين يفصل بينهما مئات الأمتار ومبان وجدران. وما زالت بتسيلم تجري تحقيقاتها الخاصة بها في الواقعة.

تتواجد الرصاصة التي قتلت أبو عاقلة واستُخرجت من رأسها بحوزة المحققين الفلسطينيين. يقول السمودي إن الرصاصة التي أصابته انفجرت، وتركت بعض الشظايا في ظهره. لم يتضح ما إذا كان قد تم استخراج أي شظايا أخرى.

فلسطينيون يزورون الموقع الذي قُتلت فيه الصحافية الأمريكية الفلسطينية المخضرمة شيرين أبو عاقلة، في مدينة جنين بالضفة الغربية، 18 مايو، 2022. (AP / Majdi Mohammed)

يقول ليئور نديفي، محقق مسرح جريمة سابق وخبير فحص أسلحة نارية في الشرطة الإسرائيلية، إن الرصاصة التي قتلت أبو عاقلة قد تحتوي على مجموعة من الأدلة.

قد يشير التشوه إلى أن الرصاصة ارتدت. ستظهر العلامات نوع السلاح، ويمكن استخدام البصمة المجهري لمطابقة الرصاصة بسلاح ناري معين. وقال نديفي إنه “لا توجد ” للعبث برصاصة دون ترك آثار واضحة عليها.

لكنه أضاف إنه من المهم أيضا الحصول على صورة كاملة لما حدث.

وقال قال “ينبغي وضع كل الأشخاص الذين أطلقوا النار في الاتجاه العام لهذه الصحفية ثم محاولة تحليل ما حدث لكل رصاصة. هناك الكثير من المعلومات المطلوبة، والآن ليس لدينا أي شيء”.

في النهاية، قد يكون من المستحيل معرفة ما حدث بالضبط؛ من غير المحتمل أن يقبل أي من الطرفين النتائج التي توصل إليها الطرف الآخر. وتقول الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل، إنها “تعمل على جسر الهوة للتعاون بين الطرفين”، لكن ليس هناك ما يشير إلى أي تقدم.

الصحفي الفلسطيني علي السمودي يزور نصبا تذكاريا مرتديا في الموقع حيث قُتلت الصحفية الفلسطينية الأمريكية المخضرمة في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة أثناء تغطيتها لعملية للجيش الإسرائيلي في مدينة جنين بالضفة الغربية، 19 مايو، 2022. (AP/Majdi Mohammed)

في الأسبوع الماضي ، دعا 57 من أعضاء مجلس النواب الأمريكي الديمقراطيين إلى إجراء تحقيق من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI). سيتعين على كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية طلب مساعدة الولايات المتحدة، ولا يبدو أن أيا منهما قد فعل ذلك. دعت إسرائيل الولايات المتحدة للمشاركة في التحقيق بدور مراقب.

من الناحية النظرية، يمكن لكل جانب تقديم أدلة إلى طرف ثالث لتحليلها. لكن لم يعرب أي من الجانبين عن اهتمامه بهذا النوع من التحقيق، ويمكن لكل طرف أن يتهم الآخر بالتلاعب بالأدلة إذا لم تعجبه النتيجة.

زار السمودي الموقع الذي قُتلت فيه أبو عاقلة  على كرسي متحرك يوم الخميس، حيث أقام مناصرون نصبا تذكاريا مرتجلا. جاءت حنايشة أيضا لزيارة الموقع، لكنها حافظت على مسافة بينها وبين الشجرة حيث كادت أن تُقتل، وقالت إن الصدمة ما زالت تمنعها من الاقتراب من هذه الشجرة.