اخبار الإمارات

التحوّلات في المنطقة تفرض على إسرائيل 4 تغييرات

بنيامين نتانياهو (أ ب)

بنيامين نتانياهو (أ ب)

الأحد 16 أبريل 2023 / 19:37

رأى الدكتور مايكل ميلشتاين، رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز “موشيه دايان” الإسرائيلي، أن موجة التصعيد التي تتعامل معها إسرائيل تحدث على خلفية التغيرات التي شهدتها التيارات العميقة بالشرق الأوسط، والتي استندت في الأساس على تراجع موقف الولايات المتحدة وتعزيز وضع إيران.

وقال ميلشتاين في مقال له بصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، إن الأسابيع الأخيرة شهدت مجموعة من الأحداث الدراماتيكية في الشرق الأوسط تعكس التغيرات في التيارات الإقليمية، مشيراً إلى أن ذلك يتطلب مراجعة  المسار بالنسبة لإسرائيل، بما في ذلك فحص قوة حلفائها وأعدائها وتحديثها.

ضمانات البقاء

وأشار الكاتب إلى التغيير الذي شهده المحور السني والشيعي بعد التقارب بين السعودية وإيران، إلى جانب عودة سوريا المرتقبة إلى جامعة الدول العربية لأول مرة منذ 2011، عندما تم تعليق مشاركة دمشق أعقاب الحرب الأهلية في البلاد، لافتاً إلى أن تقارب العلاقات يعكس أولاً وقبل كل شيء عدم ثقة عربي عميق تجاه الولايات المتحدة مرده  التقييم بأنها لن تستخدم القوة ضد إيران، التي ينظر إليها جزء كبير من العالم العربي على أنها تهديد وجودي.
وقال إن اللاعبين العرب لا يثقون بواشنطن، ولكن من ناحية أخرى يدركون أن لا بديل للعلاقة الاستراتيجية معها، وتابع: “روسيا ضعيفة كما يتضح من الحرب في أوكرانيا، ومن المسلم به أن الصين تدخل الفضاءات التي خلفتها الولايات المتحدة، وتجلى ذلك في الرعاية التي قدمتها التقارب السعودي الإيراني، أما الاتحاد الأوروبي فله تأثير خارجي محدود، ونتيجة لذلك، يبحث اللاعبون عن ضمانات للبقاء”.

 

בטווח ארוך יותר, מומלץ כי גם ישראל תבצע חישוב מסלול מחדש | דעהhttps://t.co/5JcDw4PiVp

 

ثقة إيرانية

ولفت الكاتب إلى أن ثقة طهران بالنفس تتعزز بالفعل، فهي تحرز تقدماً في برنامجها النووي، ولا تشعر بتهديد حقيقي من الساحة الدولية، وتعزز التنسيق بين أعضاء معسكر المقاومة، وتكتسب جرأة أكبر  في تحركاتها ضد إسرائيل والتي انعكست في جولة التصعيد الأخيرة. وعلى الرغم من ذلك، لا يزال الوضع الداخلي والاقتصادي لإيران غير مستقر، بالإضافة إلى عدائها العميق لإسرائيل.

أضرار استراتيجية

ورأى الكاتب أن موجة التصعيد الأخيرة لها تأثير على المسار المتجدد في العالم العربي، لافتاً إلى أن إسرائيل بدأت بالفعل تعاني من أضرار استراتيجية على خلفية التغييرات الحاصلة في التيارات العميقة للشرق الأوسط. وتابع: “ينعكس الضرر الذي لحق بمكانة الولايات المتحدة على صورتها، وهو اتجاه يتصاعد في مواجهة التشققات الحادة الناشئة بين البلدين”، مستطرداً: “هذه المرة ليس بسبب الخلافات حول القضايا الخارجية والأمنية، ولكن بسبب التغيرات الداخلية في إسرائيل”.
 ونصح الكاتب بأن تركز إسرائيل على تثبيت المصالح والحفاظ عليها، بالاعتماد على 4 ركائز استراتيجية.

 

الساحة الفلسطينية

الركيزة الأولى هي توخي الحذر والتهدئة فيما يتعلق بالنظام الفلسطيني بشكل عام والحرم القدسي بشكل خاص، وهي قضايا تنعكس سلباً على العلاقات مع الساحة العربية والساحة الدولية.

النووي الإيراني

الركيزة الثانية هي المشروع النووي الإيراني الذي يتطلب دعماً دوليا، وبالتالي يتطلب أيضا استقرار النظام الفلسطيني.

إنهاء التصعيد الحالي

أما الركيزة الثالثة فتتمثل في إنهاء التصعيد الحالي بما يحفظ أو يعيد الردع الإسرائيلي في نظر الجمهور في الداخل والعالم العربي والمجتمع الدولي، وذلك من خلال الإضرار بالأصول الإيرانية في الساحة الشمالية، إلى جانب تغيير قواعد اللعبة مع حماس التي تظهر تحدياً متزايداً، بما في ذلك إعادة سياسة المواطن الكريم” تجاه غزة.

 التعديلات القضائية

أما الركيزة الرابعة وهي الأهم، فهي كبح واضح وفوري للتعديلات القضائية في إسرائيل التي ثبت يوماً بعد يوم أنها تتسب ببضرر استراتيجي متعدد الأبعاد لإسرائيل، وتابع: “يجب أن يفهم القادة أنه حتى لو كانوا على حق تماماً، فإن مجرد الترويج لهذه الخطوة يضر بقوة إسرائيل الداخلية وصورتها الخارجية”.
ورأى الكاتب أنه على المدى الطويل، يوصي بأن تعيد إسرائيل حسابات مسارها، ومن الضروري صياغة استراتيجية لم تكن موجودة خلال السنوات الأربع الأخيرة، وحتى قبل ذلك.