سلمان بن زيد بن مبارك الرشود
إمام وخطيب جامع القاسم بمكة المكرمة
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
الإنسانية عموما بحاجة إلى الشعور بالأمن والأمان من أجل ممارسة الحياة البشرية بشكلها الطبيعي ، فإذا شعر الإنسان بوجود الأمن فإنه يأمن على نفسه وأهله وماله ويبدأ بالعمل الجاد المفيد للمجتمع .
وهناك عدة أنواع للأمن ، ومن أهمها الأمن الفكري والأمن الإجتماعي ، إذ أن استقامة الحياة وسعادتها لا توجد إلا إذا كان الإنسان آمنا على نفسه لايخاف من وقوع أي مكروه يهدد الأمن ، فبالتالي يبدأ مزاولة أموره الدينية والدنيوية ويتعلم الثقافات لأخذ مايفيد .
لذا فإن من وجهة نظري أن على المسلم أن يكون صاحب بحث وبُعدِ نظر عالي الهمة مستخدماً كل قدراته وطاقاته لتسخيرها بالتقدم والرقي في جميع المجالات مع الحفاظ على الأساسيات الدينية والمبادئ الأخلاقية وتعزيز كيانه والحفاظ على أمن بلاده من مكر الأعداء .
فموضوع الأمن الفكري هو من أهم الموضوعات ، فإذا لم يُلَوَّث الأمن الفكري حَسُن العمل وصح الطريق وَحَسُنةِ العاقبة وحصل الأمن الإجتماعي ، وبضدِّه يشتد الخطر لفقدانه أو الإخلال به .
إن الأمن الفكري نابع من الدين الصحيح القويم ، فَمَجْدُ الدّول وعِزُّها : بِعَدمِ تّلوُّث الأمن الفكري ، فبسلامة الأمن الفكري تسلم العقيدة ويستقيم السلوك وترتقي الدول ويسلَمْ أبناؤنا وبناتنا من الفكر الضال المنحرف المتطرف .
نعم للإعتدال والوسطية لا للغلو والتطرف ومنهج الخوارج .
ومع التطور التكنولوجي أصبح وصول المعلومات الصحيحة والمغلوطة لجميع شرائح المجتمع سهلاً وسريعاً ، وهنا برزت إحدى جهود مملكتنا العظمى المملكة العربية السعودية في توفير الأمن الاكتروني لتحافظ على استمرارية الأمن والحفاظ على عقول أبنائنا من الفكر المتطرف .
وإنني أرى أن تكون هناك مادة علمية في كل مايختص بالأمن الفكري تُدَرَّس للطلاب والطالبات ، وتعزيز ذلك عن طريق الوالدين وخطباء الجوامع والإعلام المرئي والمسموع
إن وجود الأمن الفكري والأمن الإجتماعي في البلدان يُمَكِّن الناس من أداء عباداتهم ومعاملاتهم ويدفع الدول إلى الرقي والتقدم في الحضارة والصناعة والتجارة وغيرها .
نحمد الله عزوجل أن مكَّن ولاة أمرنا حفظهم الله بالدفاع عن وطننا الغالي والحفاظ عليه وعلى المواطنين والمقيمين وعلى مكتسباته من الأفكار الهدَّامة والفكر الضال ومُرَوِّجيه
المملكة العربية السعودية تنعم بحمد الله تعالى بوجود الأمن والأمان بكل مجالاته بعد توفيق الله ثم في ظل وجود ولي أمرنا مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله ورأينا سرعة وجَوْدة التطور والرقي والازدهار في بلادنا الغالية .
