اخبار المغرب

منصة رقمية ترافق الفلاحة والصناعات الغذائية في تقليل “البصمة الكربونية”

على هامش فعاليات الدورة الخامسة عشرة من الملتقى الدولي للفلاحة بمدينة مكناس التي اختتمت الأحد، جرى، ولأول مرة، الكشف عن منصة رقمية واستعراض خصائصها للمهتمين. وتعمل المنصة، التي تدعى “CarboEdge” ، على قياس إزالة الكربون والتقليل من آثاره في الصناعات الغذائية والزراعية بالمغرب جرى تطويرها وابتكارها بعقول وأيادٍ مغربية من قبَل باحثين من مختبر “AgriTech Center of excellence” بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية – بن جرير.

ويندرج الكشف عن هذا التطبيق الرقمي، الذي سيساعد مقاولات القطاع الفلاحي والصناعات الغذائية على تقليل بصمتهم الكربونية في إطار “برنامج مشترك” يحمل عنوان “إزالة الكربون من الزراعة والصناعة الغذائية”، تشرف عليه وحدة الأعمال والابتكار “AgriEdge” في جامعة “UM6P”، ومشروع ” ProAgro” التابع لمنظمة العمل الدولية (OIT).

وحسب إفادات حصلت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية من محمد حميمو، مسؤول عن الخدمات الرقمية والبيانات بمختبر “مركز التميز للفلاحة الرقمية وتقنياتها” بجامعة بن جرير، فإن “إزالة الكربون من الصناعات الزراعية والغذائية المغربية اتجاه عام يتم الاشتغال على أجرأته منذ سنوات، عبر مشاريع ومبادرات للحد من البصمة الكربونية”، مؤكدا أن “CarboEdge” هو ثمرة سنة كاملة من أعمال البحث والتطوير التي تهدف إلى إنشاء منصة لحساب البصمة الكربونية لصالح المنتجين الزراعيين بالمغرب”.

ويعد هذا التطبيق والموقع، وفق التعريف المشار إليه في الموقع الإلكتروني الرسمي لتقديمه، “منبرا مخصصا في المقام الأول للمنتجين الزراعيين والفلاحيين (سواء كانوا أشخاصا ذاتيين أو اعتباريين)، وهم عناصر فاعلة رئيسية في المرحلة الأولى من الإنتاج الصناعي الغذائي، للسماح لهم، من ناحية، بقياس وتقييم بصمتهم الكربونية”.

بينما يقدم التطبيق أيضا، من ناحية أخرى، “توصيات ونصائح لفاعلي الإنتاج قصد تقليل بصمته الكربونية إلى أدنى حد ممكن أو في أفق تحييد الكربون بالعمل على مسار تدبير مرقمن وذكي لنشاطه الإنتاجي الزراعي”.

وأوضح المسؤول عن هذا الابتكار الرقمي، الذي تقف خلفه “مجموعة بحث مكونة من 6 باحثين ذوي اختصاصات متنوعة متكاملة هي البحث الزراعي والتنمية المستدامة وحماية البيئة والذكاء الاصطناعي والاستشعار عن بُعد”، يهم بالأساس “قياس انبعاثات الكربون الناتجة عن الإنتاج الزراعي وتكون عالقة في النبات والتربة، أو مثلا تلك التي تنتج عن انبعاثات الأزوت المتضمنة في بعض الأسمدة.

وشرح حميمو لجريدة هسبريس، في تصريح بالمناسبة، أن “المنصة الرقمية متاحة حاليا أمام منتجي الفلاحة والصناعات الغذائية بالمغرب على الويب عبر أجهزة الحواسيب أو الهواتف الذكية”، وتهم مختلف أنواع النشاط الفلاحي–الغذائي، لمعرفة واحتساب وتقييم الحصيلة الكربونية لمسار الإنتاج الفلاحي والصناعة الغذائية”، موضحا أن “المنصة تمكن مستخدِمَها من مساعدته على امتصاص الانبعاثات الكربونية الممكنة طيلة مسار الإنتاج الفلاحي أو في قطاع الصناعات الغذائية”.

“ميزة أخرى لهذه المنصة أنها تستند على تقنيات الذكاء الاصطناعي وصور الأقمار الاصطناعية”، أكد المسؤول في المختبر البحثي ذاته لافتا إلى أن “كاربو إيدج” يرافق الفلاحين ومنتجي الصناعات الغذائية في مسارهم لتقليص النشاط الإنتاجي الذي يترك بصمات كربونية في سياق تخليص قطاع اقتصادي مهم من آثار الكربون الضار بالبيئة والزراعات.

يشار إلى أن هذه المنصة جرى استعراضها بفضاء المجمع الشريف للفوسفاط ضمن فعاليات الدورة الخامسة عشرة من الملتقى الدولي للفلاحة بمدينة مكناس قبل انعقاد “الندوة الدولية حول إزالة الكربون من الصناعة الزراعية وامتصاص الكربون في الفلاحة” المرتقب انعقادها 24 و25 ماي الجاري بالرباط، بحضور خبراء وباحثين لمناقشة التحديات والفرص المتعلقة بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة في الصناعة الزراعية.

ويقدم المشاركون بحوثهم بشأن التكنولوجيات الناشئة لإنتاج الأغذية المنخفضة الكربون وعزل الكربون في التربة الزراعية. وسيناقش المتحدثون خلال الندوة ذاتها أيضا السياسات والاستراتيجيات اللازمة لتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة والإسهام في تحقيق “هدف الحياد الكربوني”. وتمثل هذه الندوة فرصة للمشاركين لتبادل معارفهم وخبراتهم في مجال الصناعة الزراعية ومناقشة الحلول المبتكرة لزراعة أكثر استدامة واحتراما للبيئة.

تهدف المبادرة، وفق المنظمين، إلى “كشف العلاقة بين الصناعة الزراعية والغازات الدفيئة، والتعبئة حول هذا الموضوع في المجالات الأكاديمية والمهنية والتجارية وصنع القرار، واستكشاف طرق لدعم تحول الأعمال الزراعية الغذائية من خلال العلم والابتكار، مدفوعة بالرغبة في تشجيع وتمكين المزارعين والمنتجين الزراعيين والصناعيين من اعتماد ممارسات مستدامة واغتنام الفرص التي يتيحها الانتقال إلى صناعة زراعية منخفضة الكربون”.