اخبار المغرب

اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء يدعم مسلسل التسوية الأممي للنزاع المفتعل

أزالت رسالة رئيس الوزراء الإسرائيلي الموجهة إلى الملك محمد السادس اللبس الحاصل بخصوص موقف تل أبيب من نزاع الصحراء المغربية، حيث شكلت الوثيقة التي صاغها بنيامين نتنياهو الموقف الرسمي لإسرائيل من القضية.

وأشارت الرسالة إلى أن حكومة إسرائيل ستقوم بنقل هذا المستجد إلى الأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية والدولية التي تعتبر إسرائيل عضوا فيها، وكذا جميع البلدان التي تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية.

ومن شأن هذه الخطوة أن تشكل منعطفاً في تاريخ ملف الصحراء المغربية، على ضوء الاتفاق السياسي الثلاثي الموقع بين تل أبيب وواشنطن والرباط في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وتدرس كل من إسرائيل وأمريكا إمكانية فتح قنصليتين لهما بمدينة الداخلة، بما يتماشى وقرار الدولتين إزاء الملف، الأمر الذي سيشجع القوى الغربية الكبرى على المضي قدماً في الاعتراف بمغربية الصحراء.

وتبقى فرنسا الدولة الأوروبية الوحيدة التي ما زالت تحتفظ بموقف ضبابي من النزاع، وسيشكل قرار إسرائيل ضغطا سياسيا على قصر الإليزيه الذي يتردد في الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه.

في هذا الإطار، أفاد هشام معتضد، خبير في العلاقات الدولية مقيم بكندا، بأن “الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء يترجم المسار الطبيعي في تطور استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل”.

وقال معتضد، في تصريح لهسبريس، إن “هذا الاعتراف يأتي بعد العديد من الإشارات السياسية الإيجابية للأطراف السياسية والمجتمع المدني الإسرائيلي، بالإضافة إلى المسؤولين الحكوميين، بخصوص سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية”.

وأضاف أن “الموقف الإسرائيلي الرسمي سيعزز بدون شك مسار مسلسل التسوية السياسي للملف، خاصة أن الحضور الإسرائيلي في العديد من المنظمات الحكومية وغير الحكومية، بالإضافة إلى قوة اللوبي اليهودي في المنصات السياسية الدولية، أمر سيكون مهما بالنسبة للتحركات الدبلوماسية المغربية في ملف هذا النزاع الإقليمي المفتعل”.

وأردف الخبير في العلاقات الدولية بأن “صوت إسرائيل الرسمي الجديد الداعم للقضية الوطنية، سيشكل رقما سياسيا مهما في المعادلة الدبلوماسية على مستوى العديد من صالونات المحادثات الدبلوماسية، خاصة أن موقف الدولة الجديد سيكون حاضرا في كل الترتيبات السياسية والمواقف الدبلوماسية التي ستتبناها الحكومة الإسرائيلية في المنطقة وعلى المستوى الدولي”.

وأبرز أن “الاعتراف له أبعاد استراتيجية؛ لأنه يدخل ضمن رؤية شمولية في البناء الجديد للعلاقات الثنائية بين الرباط وتل أبيب، ولا ينحصر في كونه فقط موقفا رسميا ذا دلالات سياسية؛ لأن رؤية البلدين في استئنافهما للعلاقات تأخذ بعين الاعتبار البناء المتداخل للقطاعات، خاصة تلك المتعلقة بالأمن القومي والدفاع المشترك”.

واعتبر معتضد أن “تميز الموقف الإسرائيلي عن باقي المواقف الدولية الداعمة لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، يكمن في الورقة السياسية لإسرائيل كدولة في معادلات التداول الدبلوماسي، خاصة أن المواقف الإسرائيلية السياسية تكون دائمة مدعومة بواحد من أقوى اللوبيات الاقتصادية والسياسية على المستوى العالمي. لذلك، فهذا الاعتراف له أبعاد متعددة، ويعتبر مكسبا واختراقا مهمين للدبلوماسية المغربية”.

من جانبه، أورد محمد شقير، محلل سياسي، أن “رسالة رئيس وزراء إسرائيل تعكس مضمون الاتفاق السابق الموقع مع الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب، حيث جسدت بالفعل رغبة كل الأطراف في الاعتراف بمغربية الصحراء”.

وأبرز شقير، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الرسالة تقطع الشك باليقين بخصوص التردد الإسرائيلي في الاعتراف بمغربية الصحراء، خاصة بعد تصريحات وزير خارجية إسرائيل فيما يتعلق بانعقاد مؤتمر النقب”.

وأوضح أن “تلك التصريحات نالت أكثر من حجمها الإعلامي والسياسي، الأمر الذي أعطى الكثير من التفسيرات حول دواعي تأخر انعقاد مؤتمر النقب بالداخلة، وبالتالي ستشكل هذه الرسالة إشارة واضحة المعالم حول العلاقات البينية”.

وأشار شقير إلى أن “الرسالة تتجاوز الالتباس السياسي الحاصل في هذا الجانب، حيث سترجع الأمور إلى نصابها، مما سيسرع فتح قنصليتي إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية في الداخلة”.