اخبار فلسطين

الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يدينان خطة لإنشاء حي يهودي في بلدة أبو ديس الفلسطينية

أصدرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يوم الاثنين إدانات لخطة إسرائيلية لبناء جيب يهودي داخل حي فلسطيني يقع بين الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وصدرت الإدانات من واشنطن وبروكسل في الوقت الذي انعقدت فيه لجنة التخطيط لمنطقة القدس لدفع الخطة إلى المراحل النهائية للموافقة، قبل أن يبدأ البناء في الأشهر المقبلة.

وخلال جلسة يوم الاثنين، وافقت اللجنة على المضي قدمًا بالمشروع، لكنها طلبت من القائمين عليه معالجة بعض المخاوف البسيطة قبل أن تجتمع اللجنة مرة أخرى للموافقة على الخطة في مرحلة “الإيداع” من التخطيط.

وردا على طلب للتعليق على هذا التطور خلال مؤتمر صحفي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مات ميلر: “لقد كانت مواقفنا واضحة ومتسقة: توسيع المستوطنات يقوض الواقعية الجغرافية لحل الدولتين، ويؤدي إلى تفاقم التوترات، ويضر بالثقة بين الطرفين”.

“إننا نعارض بشدة تطوير المستوطنات ونحث إسرائيل على الامتناع عن هذا النشاط. نحن نأخذ هذه القضية على محمل الجد، لأنها تؤثر على واقعية حل الدولتين. نحن نثير هذه القضية على أعلى المستويات بشكل دائم”.

واجتمعت لجنة التخطيط بعد وقت قصير من وصول مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف إلى إسرائيل يوم الاثنين لإطلاع المسؤولين الحكوميين على محادثاتها في الرياض حول اتفاق تطبيع محتمل بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية. ومن المتوقع أن تتطلب هذه الصفقة خطوات إسرائيلية كبيرة لدفع حل الدولتين وهو إطار تعوقه مشاريع مثل تلك التي يتم تنفيذها في أبو ديس، كما أكد ميلر.

وقال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي في بيان منفصل إن موقف الاتحاد القائم منذ فترة طويلة بشأن المستوطنات، بما في ذلك البناء في القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل، هو أنها “غير قانونية وفقا للقانون الدولي وعقبة رئيسية أمام تحقيق حل الدولتين”.

باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، تتحدث إلى الصحفيين في مدينة الكويت، 19 أكتوبر، 2022. (YASSER ALZAYYAT / AFP)

وأضاف المتحدث: “لقد أوضح الاتحاد الأوروبي باستمرار أنه لن يعترف بأي تغييرات على خطوط ما قبل عام 1967، بما في ذلك في القدس، باستثناء تلك التي يتفق عليها الطرفان”، وحث إسرائيل على وقف البناء خارج الخط الأخضر.

ومن شأن المشروع، الذي تم البحث فيه يوم الإثنين، أن يمهد الطريق أمام توسيع إسرائيل بشكل كبير للجيب اليهودي في قلب أبو ديس وهي بلدة فلسطينية يقسمها الجدار الأمني في الضفة الغربية إلى نصفين.

وتم الإبلاغ عن اقتراح إنشاء الحي الجديد لأول مرة في شهر مارس من قبل موقع “زمان يسرائيل” التابع لتايمز أوف إسرائيل، إلى جانب خطط لبناء أو توسيع جيوب أو أحياء يهودية في أجزاء أخرى من العاصمة.

ومن المقرر أن يتم بناء الحي الجديد، الذي يطلق عليه اسم “كيدمات صهيون”، على قطعة أرض كبيرة بالقرب من الجدار الفاصل في أبو ديس، والتي تسعى شخصيات مؤيدة للاستيطان في إسرائيل للسيطرة عليها منذ سنوات.

ويسكن في البلدة حاليا حوالي 12 عائلة يهودية تعيش في مبنيين سكنيين تم شراؤهما من قبل متبرع أمريكي، في واحد من عدد من الجيوب اليهودية الصغيرة داخل الأحياء الفلسطينية في المدينة، والتي تهدف إلى التأكيد على سيطرة إسرائيل على المدينة بأكملها.

وخلافا لبعض الجيوب الأخرى، حيث للدى اليهود مطالب تاريخية، تقع أبو ديس خارج ما يمكن اعتباره منطقة بلدية القدس، ولا تحمل أي أهمية خاصة لليهود باستثناء إدراجها جزئيًا ضمن حدود المدينة عندما تم توسيعها بعد الاستيلاء على القدس الشرقية عام 1967. وكان رئيس الوزراء السابق إيهود باراك خطط لعزل أبو ديس وحيين آخرين عن العاصمة في عام 2000 كبادرة للفلسطينيين، لكنه تخلى عن الفكرة عندما اندلعت الانتفاضة الثانية في ذلك العام.

لكن لدى المنطقة أهمية استراتيجيةلقربها من شريان مروري يجري بناؤه على طول الحافة الشرقية للقدس، والذي سيربط المستوطنات الواقعة جنوب المدينة بالمستوطنات الموجودة في شمالها وشرقها. وسيشمل ما يسمى بـ”الطريق الأمريكي” نفقًا يمر تحت أبو ديس، والذي سيمر على ما يبدو عبر المنطقة التي يتم التخطيط لبناء الجيب اليهودي فيها في أبو ديس.

لقطة شاشة لمخططات أولية لبناء حي يهودي في قرية أبو ديس الفلسطينية، كما قُدمت للجنة التخطيط المركزية في القدس، في مايو 2023 (via Zman Yisrael)

وتقع معظم منطقة أبو ديس خارج القدس وداخل حدود المنطقة B في الضفة الغربية، حيث لدى السلطة الفلسطينية سيطرة مدنية. ويعيش في البلدة حوالي 15 ألف شخص، بما في ذلك قادة فلسطينيون بارزون وأكاديميون مثل سري نسيبة. ويوجد في البلدة جامعة وكلية إسلامية كبيرة، بالإضافة إلى مؤسسات حكومية فلسطينية.

ويوجد في البلدة أيضًا مبنى ضخم شبه مكتمل مكون من خمسة طوابق كان من المقرر أن يصبح البرلمان الفلسطيني، بموجب اتفاق عام 1995 بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والمشرع الإسرائيلي السابق يوسي بيلين، المهندس الرئيسي لاتفاقيات أوسلو عام 1993.

ويطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية، لكن إسرائيل تعتبر المدينة بأكملها عاصمتها الموحدة وتحتج على محاولات السلطة الفلسطينية للعمل داخل المدينة. وقد تم اقتراح أبو ديس، التي تقع داخل وخارج القدس الشرقية، كبديل. وقد تمت الإشارة إلى هذا الاحتمال مؤخرًا في خطة إدارة ترامب للسلام عام 2020.

ويقع المبنى على مسافة قصيرة من ضواحي الحي اليهودي المقترح.

وسوف يندمج الجيب الجديد المخطط له في النسيج الحضري لأبو ديس، مما يقضي على أي فرصة لاعتبار المدينة موقعا مناسبا لعاصمة فلسطينية.

ويتم دفع هذا المخطط من قبل “عطيرت كوهانيم”، وهي مجموعة يمينية متطرفة ممولة جديا وتشتري الأراضي لتوطين اليهود في القدس الشرقية، ومنظمة تسمى “جمعية المستأجرين”، التي اشترت الأراضي في أبو ديس في عام 1926.

ساهم شالوم يروشالمي في إعداد هذا التقرير