فنون

من الكاريكاتير السياسي إلى العلاج بالفن.. رحيل الفنان المصري رجائي ونيس

أعلن الصحفي محمد بغدادي رحيل فنان الكاريكاتير المصري رجائي ونيس، الذي رحل عن عالمنا الأربعاء 17 مايو.

وقال بغدادي: “رجائي واحد من مؤسسي مدرسة الكاريكاتير المصرية الحديثة، فهو واحد من أهم كتيبة الفن المشاغب أبناء دار روز ليوسف الأولى فهو من الرواد المؤسسين لمجلة صباح الخير منذ العدد الأول الذي صدر في 12 يناير 1956”.

يعد رجائي ونيس أحد رموز فن الكاريكاتير المصري الحديث، ضمن الجيل الثاني من رسامي الكاريكاتير الذين عبروا بريشتهم عبر صفحات المجلات والصحف عن تغيرات المجتمع المصري وأصبحوا جزءً من تاريخ توثيق حركة المجتمع من خلال رسوماتهم الساخرة سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي.

ولد فن الكاريكاتير المصري في كنف الصحافة التي كانت الصحافة الساخرة جزء منها منذ بدايات ظهورها مثل صحيفة “أبو نظارة” ليعقوب صنوع، ثم توالت المجلات والصحف التي كانت تستعين بالرسم الكاريكاتوري للتعبير والشجب بطرق ساخرة.

وتقول رانيا صالح في كتابها “الكاريكاتير السياسي”: “يذكر أن القرن العشرين شهد ميلاد مدرستين للكاريكاتير، المدرسة القديمة والتي نضجت في العشرينيات مع ظهور نخبة من الرسامين الأجانب الذين لعبوا دوراً حيوياً في تسجيل أهم الأحداث السياسية والتحريض ضد الفساد والاحتلال ومنهم الإسباني جوان سانتس، والتركي علي رفقي والأرمني ألكسندر صاروخان/ والمدرسة الثانية هي المدرسة المصرية التي ظهرت مع الرسام محمد عبد المنعم رخا، الذي استطاع أن يفرض نفسه على الساحة الكاريكاتورية ثم توالي ظهور آخرين على رأسهم أحمد طوغان، وزهدي العدوي وعبد السميع”، وتوالت الأسماء فيما بعد مثل رجائي ونيس وغيره.

وكان ونيس مغرمًا باستكشاف الأماكن والسفر، لذلك حلق بعيدًا عن أرض مصر في وقت مبكر، رغم نجاحه الكبير في مجلة صباح الخير التابعة لمؤسسة روز ليوسف، أحد أعمدة الصحافة المصرية في تلك الفترة، حيث فتحت صباح الخير أبوابها لتجارب الشباب وخصت جورج البهجوري بمساحات واسعة.

درس ونيس في مدينة طوكيو اليابانية، ومكث أربع سنوات هناك حيث التحق بكلية الفنون الجميلة في اليابان لدراسة فن الطباعة على الخشب، وقد حجز مكانه للدراسة في هذه الكلية أثناء رحلته مع مفيد فوزي إلى اليابان عام 1962، وأنهى أوراقه وسافر بعد عام من هذه الرحلة، وعمل لفترة بعد الدراسة كمحاضر في جامعة أوساكا للغات الأجنبية، لكنه انتقل بعد ذلك إلى باريس وظل عام يتنقل بين إنجلترا وإيطاليا، حتى استقر في أستراليا.

ورسم ونيس كل كتب ومقالات الدكتور “مصطفى محمود”، حيث جمعته به صداقة طويلة بدأت عام 1957 وامتدت حتى قبل وفاة محمود بفترة قصيرة، حرص ونيس على زيارة صديقه في أغلب زياراته إلى مصر.

وقال عنه: “ورغم اختلاف الرأي إﻻ أن صداقتنا ظلت قوية حتى النهاية، فقد كان يؤمن بفنى أكثر من إيماني أنا به أو بنفسي”.

واشترك ونيس أيضاً في بعض الأعمال الفنية بشخصيته كفنان تشكيلي، ومن أعماله فيلم “ثورة البنات” و”مع الناس”.