منوعات

القراءة لطفلك تثير الخيال.. وتدع المعرفة وتصقل السلوك


إعداد: ليلى إبراهيم شلبي


نشر في:
الجمعة 24 يونيو 2022 – 8:46 م
| آخر تحديث:
الجمعة 24 يونيو 2022 – 8:46 م

نشرت الدورية العلمية المرموقة المتخصصة فى طب الأطفال دراسة أظنها تهم كل الآباء والأمهات المعنيين بتكوين ونشأة أطفالهم، خاصة فى زمن كالذى نعيشه والذى تتسابق فيه وسائل قد تكون مغرية للغاية للأطفال بصورة تفوق تماما الاهتمام بالدروس المدرسية ومحتواها.
الدراسة التى قام بها فريق علمى من جامعة ميتشجان بالولايات المتحدة جاءت لتختبر أهمية تأثير الوسائط المختلفة على تنمية المهارات الفكرية عند الأطفال. أيهم أكثر أثرا: الكتب الورقية والمجلات أم الوسائل الإلكترونية وألعاب الكمبيوتر حتى الألعاب التفاعلية أيضا.
النتيجة نشرت فى شهر ديسمبر من العام الماضى (٢٠٢١): إن القراءة من الكتب الورقية مازالت هى أفضل وسيلة لتعليم الأطفال وإثارة خيالهم والحافز لإظهار قدراتهم على الإبداع والتصور بل ودعم معرفتهم العلمية والتاريخية!
الجدير بالذكر، أيضا أن الدراسة أشارت إلى أن القراءة للأطفال من القصص المصورة الورقية تنمى تلك العلاقة العاطفية بين الآباء والأطفال؛ لأن الحوار بينهم يتصل والخيال يلعب دورا بالغ الأهمية فى التواصل بين الطفل ومن يقص عليه القصة. أضف إلى ذلك الخبرات الشخصية للأب أو الأم فى تصوير الأحداث وإضفاء العمق الثقافى على الشخصيات بما يتناسب وسنوات عمر الطفل وإدراكه.
غياب العامل البشرى فى تعامل الطفل مع الألعاب الإلكترونية يجعل منها مجرد وسيلة للتسلية وتضييع الوقت أما القراءة من الكتب المصورة فإنها تعمل على دعم التواصل والتركيز بين الأم وطفلها، الأمر الذى ينصح به فى التعامل من الأطفال المصابين تشتت التركيز وفرط الحركة.
الدراسة أجراها الباحثون على ٧٢ من الآباء وأطفالهم فى مرحلة ما قبل المدرسة. طلبوا من الآباء قراءة بعض الأغنيات المعروفة، السهلة القافية والكلمات عن طريق كتيبات ورقية مصورة وهى ذاتها على لوحة إلكترونية أو تطبيق على جهاز تليفون محمول.
كانت النتيجة واضحة فى صالح الكتب الورقية؛ إذ إن الآباء الذين استخدموا الكتب الورقية طرحوا أسئلة وعلقوا تعليقات كثيرة أضافوا فيها الكثير من خبراتهم الشخصية وذكرياتهم العائلية والخاصة حفزت الأطفال على التفاعل ودفعتهم للرد بكلمات ربما التقطوها من أحاديث الآباء، وكان لها رد الفعل الصحيح الذى سيشجعهم على استخدامها فى مرات متتالية، فتتكون لديهم حصيلة لغوية جيدة لا تصنعها على الإطلاق الأجهزة الإلكترونية أو غيرها من الوسائل الحديثة والتى تعتمد على الشبكة العنكبوتية.
نصحت الدراسة بتقليل وقت استخدام الأطفال للوسائل الإلكترونية الأهم أنها نصحت بأن يقرأ الآباء لأبنائهم بصورة يومية منذ البداية، إذ إن الأمر لا يقتصر على توفير المعلومات للأطفال لكن الأهم هو ذلك التواصل الاجتماعى والإنسانى الذى معه ينمو الإدراك المعرفى والمهارة اللغوية والعاطفية والاجتماعية.
وتلك كلها مهارات إنسانية هامة للغاية لا يمكن أن توفرها الآلات الصماء حتى رغم أن التسويق لها يتم فى صور مختلفة على أنها أكثر تفاعلا مع الأطفال؛ إذ إنها بلمسة أصبع تتحرك كائنات مدهشة تتحدث بطلاقة وأصوات محببة إلا أن تلك الميزة العظيمة لا تترك أى فرصة للتفاعل الإنسانى أو تترك للآباء والأمهات فرصة للتعقيب أو الإضافة أو محاولة إضافة معلومة فالأحداث المستمرة على الشاشات فى تلاحقها لا تترك مجالا للطفل للتفكير أو التوقع أو التدخل.
أشارت الدراسة بوضوح أن القراءة للأطفال يحسن أن تبدأ مبكرة فى سن الرضاعة وباستمرار مع دخول المدارس.
أما بشأن الكتب الإلكترونية فقد نصحت الدراسة باستعمالها أما فى السفر أو حينما ينشغل الأهل بأعمالهم على أن يختار الأهل من تلك الكتب الإلكترونية ما يماثل الكتب الورقية فلا ينشغل الطفل بالألوان المبهجة والحركة السريعة أو العنيفة أحيانا التى تصدر عن شخصيات الألعاب.
اقترحت الدراسة عددا من المشاركات التى يمكن للأطفال القيام بها حتى تبدو قراءة الكتاب الورقى متعة حقيقية ربما تطغى على متعة الانشغال بالآلات:
< أن يترك للطفل اختيار الكتاب فلا يجبر عليه الأمر الذى سيجعله مقبلا على قراءته بلا ملل.
< تكرار الكتاب نفسه قد يساعد الطفل على الاحتفاظ بذاكرة للحروف والتوقف حينما يطلب الطفل أو يبدى بعضا من مشاعر الملل.
< يجب دائما تشجيع الطفل على القراءة بنفسه تحفيزا لذاكرته أو التوقف وسؤاله عن أحداث يتوقعها أو يتمناها.
< تلوين الصوت والنطق وفقا لأحداث القصة له أثر السحر فى نفس الطفل؛ لذا يجب أن يستعد الآباء والأمهات لأداء تمثيلى جيد يتقبله الطفل ويسعد به.