اخر الاخبار

الحرب الروسية الأوكرانية تتوحش أكثر

د. عبدالمجيد الجلاَّل

لا تزال الحرب الروسية الأوكرانية ، وهي تدخل في شهرها الحادي عشر ، تحصد المزيد من القتلى والجرحى ، وخسائر مادية جسيمة ، وهائلة ، على كافة الصعد !
والتطورات الأخيرة في مسار الحرب ، والتصريحات النارية للرئيسين الروسي والأوكراني ، لا تؤشر على قرب انتهائها !
إذ ، هناك إصرار روسي ، على مواصلة ما يُطلق عليها العملية العسكرية الخاصة ، حتى تتحقق جميع أهدافها ، وفي الوقت نفسه ، يرفض الرئيس الروسي بوتين الدخول في مفاوضات سلام مع أوكرانيا حتى ترضخ هي ، والغرب ، للمطالب الروسية ، التي تتمحور أساساً ، حول الاعتراف بضم روسيا لمقاطعات شبه جزيرة القرم و دونيتسك ولوغانسك !
من جهتها ، ترفض أوكرانيا والغرب المطالب الروسية ، ويُصِرُّونَ على مواصلة القتال حتى تحرير جميع الأراضي الأوكرانية ، بما فيها ، شبه جزيرة القرم ، التي احتلتها روسيا في عام 2014 وضمتها إلى أراضيها !
أكثر من ذلك ، يستفز الغرب ، روسيا ، باستقبال الرئيس الأوكراني في واشنطن ، وتقديم المزيد من السلاح لدعمه ، ومنها منظومة دفاع باتريوت المضاد للصواريخ ، فضلاً عن الدعم بنحو 40 مليار دولار لتسخين جبهة الحرب ، وكذلك فرض عقوبات إضافية على روسيا !
لكن ، في تقديري ، أنَّ طريق السلام ، لم يُغلق بعد ، وأنَّ السقف الأعلى للمطالب الروسية ، ربما يكون عنواناَ فقط لبدء مفاوضات السلام القادمة، إذ قد يتبع ذلك ، تنازلات روسية ، أثناء المفاوضات ، للتوصل إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا ، بدليل أنَّ الكرملين استثنى مقاطعتي خيرسون وزاباروجيا الأوكرانيتين ، وحتى بعض مناطق دونيتسك ولوغانسك ، من قائمة المطالب الروسية ، إذ يمكن التفاهم ، والكلام للكرملين ، مع أوكرانيا بشأنها !
وفي قراءة تحليلية ، اعتبر بعض المراقبين أنَّ التصعيد الحالي في الحرب، وزيادة وتيرة وقسوة المعارك الأخيرة ، يُمهد هو الآخر ، لمفاوضات سلام ، من منطلقات ميدانية أقوى !
وفي جانبٍ ذي صلة ، اقترح وزير الخارجية الأوكراني عقد قمة سلام في الأمم المتحدة ، بحلول نهاية فبراير المقبل ، وأن يكون الأمين العام أنطونيو غوتيريش وسيطا محتملاً بين روسيا وأوكرانيا ، ولكن مواقف روسيا وأوكرانيا المُتشددة ، واستمرار تدفق الأسلحة على أوكرانيا بشكلٍ شبه يومي ، وازدياد الضربات الروسية الوحشية على المدن الأوكرانية … قد تعوق إمكانية عقدها أساساً !
خلاصة القول : الحرب الروسية الأوكرانية اخترقت مواثيق الأمم المُتحدة ، ومبادئ حقوق الإنسان ، وهي بالأساس ، لعبة عبثية ، تُديرها قوى دولية كبرى ، ولن تنتهي هذه الحرب ، وتضع أَوْزَارَهَا ، حتى يأتي الضوء الأخضر ، من أمريكا أو روسيا ، فمتى سيأتي !!