اخبار السعودية

أخلاق الصيام.. مساجد بريطانيا تقدم وجبات إفطار لغير المسلمين

اخبار السعودية – فريق التحرير:

يستضيف مسجد شرق لندن ومركز لندن الإسلامي، أكثر من 800 شخص يوميًا لتناول الإفطار خلال شهر رمضان.

يأتي ذلك في ظل معاناة الناس ببريطانيا من أزمة غلاء المعيشة والتضخم المرتفع.

وأفاد المسؤولون في المسجد، وهو أحد أكبر المساجد في أوروبا، عن زيادة في عدد الطلاب واللاجئين من دول مثل سوريا والعراق وأفغانستان يتناولون الطعام هذا العام، لأن الظروف الاقتصادية جعلت من الصعب عليهم تغطية نفقاتهم.

وأدت تكلفة الطاقة المرتفعة، والحرب في أوكرانيا، والتداعيات الاقتصادية لوباء الفيروس التاجي.

بالإضافة إلى نقص السلطة والخضروات الأخرى خلال شهر فبراير، إلى ارتفاع التضخم في بريطانيا إلى أعلى مستوى له في 45 عامًا بنسبة 10.4 في المائة خلال الشهر.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الزيادات في الأجور للعديد من العمال البريطانيين لم تواكب ارتفاع الأسعار.

ولجأت بعض الأسر المتعثرة إلى بنوك الطعام طلبًا للمساعدة.

اقرأ أيضًا:

شاهد ماذا فعل مسلمو بريطانيا بالتمور التابعة للاحتلال؟

وسيلة لتخفيف الضغوط المالية على المحتاجين

قالت صوفيا علم، رئيسة البرامج في المسجد لموقع “عرب نيوز”، إن وجبات الإفطار التي قدمها المسجد كانت “حاسمة لمجتمعاتنا” هذا العام، أكثر من أي وقت مضى.

وأضافت: “مع ارتفاع معدل التضخم إلى أكثر من 10 في المائة، تكافح العديد من العائلات لتغطية نفقاتها، وجبات الإفطار التي نقدمها ليست وسيلة للإفطار فحسب، بل أيضًا كوسيلة لتخفيف الضغوط المالية على المحتاجين”.

وأشارت إلى أن بنك الطعام في المسجد، الذي تم تمويله بسخاء من التبرعات العامة، استمر في دعم أكثر من 100 أسرة في المجتمع المحلي.

وجبات إفطار تجسد روح الوحدة والتكافل

وأشار ديلوار خان، مدير الخطبة في المسجد، إلى أن المركز كان دائمًا مكانًا يتجمع فيه الناس ويتم تقديم وجبات الإفطار كل رمضان “تجسد روح الوحدة والتكافل”.

وقال: “في الوقت الذي نواجه فيه أوقاتًا اقتصادية صعبة، نحن ملتزمون بتقديم وجبات إفطار مغذية لمجتمعنا، وتعزيز الشعور بالانتماء وتعزيز قيم التعاطف والكرم التي تعلمها إيماننا”.

وأضاف خان: “سنواصل دعم مجتمعنا بأي طريقة ممكنة خلال هذه الأوقات الصعبة”.

كما يقدم المسجد وجبات الإفطار للمحتاجين في الخارج من خلال شركائه الخيريين.

ويمكن لأي شخص التبرع لوجبة إفطار في المسجد مقابل 3 جنيهات إسترلينية (3.72 دولار) للوجبة.

وفي مسجد “كيثلي المركزي”، بمدينة كيثلي بمقاطعة ويست يوركشاير، يتم تقديم وجبات الإفطار للسكان المحليين المسلمين وغير المسلمين.

اقرأ أيضًا:

“يو إس إيه توداي”: لماذا يصوم المسلمون في رمضان؟

أهمية الصدقة أثناء الصيام

ويقول علي أكبر تشيشتي، أمين مسجد جامع كيلي المركزي: “هذا الوقت من العام خاص للمسلمين في جميع أنحاء العالم. وخلال هذا الشهر لايمتنع المسلمون عن الطعام والشراب فحسب، بل يتعلمون أيضًا أهمية الصدقة أثناء الصيام”.

وأضاف: “كان للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) قدر كبير من التعاطف مع الجيران ، ولم يميز بين جيرانه المسلمين وغير المسلمين، وكان يتحدث إليهم بانتظام ويتبادل الهدايا”.

وأوضح أن “هذا البرنامج هو وسيلة مثالية للسير على خطى نبينا وإظهار المثل العليا لشهر رمضان من خلال مشاركة تجربتنا مع شخص من ديانة أخرى”.

خطوط للاخبار السعودية والتقدير والتفاهم

الدكتور جافيد بشير – مؤسس الشراكة التطوعية بين الأديان، التي توفر الطعام والمواد الأساسية للمحتاجين يقول: “لا تجعلنا هذه الأعمال بشرًا عطوفين فحسب، بل إنها تفتح أيضًا خطوطًا للاخبار السعودية والتقدير والتفاهم بين ثقافاتنا ودياناتنا المختلفة – شيء مهم للغاية في هذا اليوم وهذا العصر”.

وأضاف: “نشجع الأفراد والعائلات والمساجد والمراكز المجتمعية على اغتنام هذه الفرصة للاخبار السعودية مع جيرانهم للانضمام إليهم لتناول وجبة الإفطار ومعرفة المزيد عن أديان بعضهم البعض”.

وتابع: “بالنسبة للمسلمين، هناك حاجة أكبر لتقديم رمضان ليس فقط على أنه شهر الصيام، ولكن باعتباره شهر الإلهام، والجمع بين المجتمعات ومساعدة أولئك الذين يحتاجون إلى المساعدة”.

واستدرك” “تسببت أزمة غلاء المعيشة في معاناة كبيرة لكثير من الناس، لكنها حفزت أيضًا على أعمال اللطف والرحمة وشهدت العديد منا يعيدون النظر في ما هو مهم حقًا في حياتنا. يجب إبقاء الأبواب مفتوحة، وإحياء الصداقات، وتجديد الروابط الأسرية”.

وأشار إلى أنه “عندما يجتمع أشخاص من ديانات وخلفيات مختلفة للمشاركة – سواء كان ذلك من خلال مشاركة المعتقدات أو الأفكار أو الطعام- فهذه هي أفضل طريقة لكسر الحواجز وفهم زميلك ومحاربة التحيز والقوالب النمطية والتعصب الأعمى، مع الوفاء بالقيم الحقيقية لشهر رمضان”.

وجبات إفطار مجانية لغير المسلمين 

وفي مانشستر، يدير مسجد “فايزان الإسلام” برنامجًا رمضانيًّا يتم بموجبه توزيع وجبات الإفطار المجانية للمسلمين وغير المسلمين مرة واحدة كل أسبوع.

ويستهدف البرنامج السكان المحليين الذين يعانون ظروفًا معيشية سيئة، ويهدف إلى المساعدة في تخفيف عبء تكاليف المعيشة عن سكان منطقة أولد ترافورد.

ويأمل القائمون على البرنامج أن يستمر توزيع الطعام بانتظام على المحتاجين حتى بعد انتهاء شهر رمضان.

ويقولون إنهم يهدفون إلى “كسر الحواجز” مع غير المسلمين وتعريفهم بدين الإسلام من خلال تقديم الوجبات الغذائية لهم.