اخبار الكويت

هل ينتهي تسوق الزوجين معا غالبا بالشجار؟!

أجرت التحقيق: آلاء خليفة

هل الرجال يسأمون من التسوق في مدة قصيرة مقابل ساعات تقضيها النساء في التسوق دون كلل او ملل؟ وهل يعتبر الرجال الذهاب مع نسائهم الى التسوق امرا مرهقا ومزعجا ورحلة شاقة بالنسبة لهم؟ وهل تنتهي غالبية رحلات التسوق الزوجية بالشجار؟ هناك رأي غالب أنه في مجتمعاتنا العربية نجد غالبية الرجال ينتهون من شراء حاجاتهم على الفور على عكس النساء اللاتي يجدن متعة في التسوق ودخول جميع المحلات ويستغرقن وقتا طويلا في الاختيار واتخاذ قرار الشراء.

«الأنباء» توجهت بهذه الأسئلة إلى رجال ونساء لمعرفة آرائهم حول هذا الموضوع، كما طرحنا الأمر على أهل الاختصاص من علم النفس، فكانت الآراء كما في السطور التالية:

في البداية، قالت سارة الخليفة إن زوجها محب للتسوق ويفضل مرافقتها في الذهاب الى السوق ويتمتع ببال طويل في الانتظار وتبادل الآراء حول احتياجاتهم التي سيقومون بشرائها وتفضل أخذ رأيه في الكثير من الأمور أثناء التسوق.

وتابعت: ولكن على العكس تماما أجد أن والدي لا يحب الذهاب الى السوق أبدا ويشعر بالملل اثناء التسوق ويترك تلك المهمة لوالدتها التي تذهب بمفردها للسوق خاصة أنها تأخذ وقتا طويلا للاختيار والشراء بما يجعله يشعر بالملل والتعب، لذا تذهب الوالدة بمفردها وتشتري كافة احتياجاتها واحتياجات الوالد كذلك لأنها على علم بذوقه في الملابس والاحتياجات الشخصية.

وذكرت الخليفة أنها أثناء وجودها في السوق تشاهد الكثير من المواقف لأزواج وزوجات تحدث بينهم مشاجرات بسبب أن الزوجة أخذت وقتا طويلا للتسوق بينما الزوج قام باختيار أغراضه بسرعة وهذا هو الفارق بين الرجل والمرأة أثناء التسوق.

اختيار الأنسب

من ناحيتها، قالت شريفة المحمود إن السبب في أن النساء تأخذ وقتا طويلا في التسوق ان النساء يخترن الأنسب والأجمل لهن عكس الرجال يختارون ما يرونه مريحا وسريعا فلا يأخذون وقتا طويلا ولا يحبون التسوق مع زوجاتهم لان النساء يقضين الكثير من الوقت بما يجعل الرجال يشعرون بالملل من ذلك.

وأضافت ان النساء بطبيعة الحال أغراضهن واحتياجاتهن اكثر من الرجال بكثير، فالمرأة تحتاج وقتا طويلا لاختيار ملابسها وعطوراتها وماكياجها بالإضافة الى الأحذية والشنط والاكسسوارات وغيرها من المستلزمات، على عكس الرجال احتياجاتهم بسيطة وسريعة، متابعة: لذا نجد أن النساء كذلك يفضلن الذهاب الى السوق بمفردهن دون أزواجهن حتى يخترن بأريحية على عكس اذا ذهبت الزوجة مع زوجها الى السوق سيطلب منها الاسراع في الاختيار والشراء ويحدث لها ربكة أثناء التسوق وقد تنسى ما ذهبت لشرائه من السوق بسبب ذلك.

الشعور بالملل

من وجهة نظر ميار يونس، فإنه بشكل عام يشعر الرجال بالملل من التسوق مع زوجاتهم نظرا لأن المرأة بطبيعتها تحتاج الى وقت أطول للاختيار والشراء واتخاذ القرار المناسب في اختيار الموديلات والألوان، على عكس الرجال الذين قد يحتاجون لنصف ساعة فقط من الزمن لشراء احتياجاتهم من السوق، حيث أوضحت يونس ان الكثير من صديقاتها المتزوجات يذهبن الى السوق بمفردهن لان نزولهن مع أزواجهن قد يعرضهن للشجار مع الازواج بسبب رغبة الزوج في انهاء التسوق بسرعة والعودة الى المنزل.

وذكرت أن المرأة بطبيعتها دقيقة في اختياراتها وتحب ان تختار بهدوء وتقارن بين القطع والموديلات، لذا فإنها تحتاج لوقت أطول في التسوق، لافتة الى ان الكثير من النساء كذلك يجدن في التسوق متعة ويشعرن براحة نفسية في الذهاب الى الاسواق وتغييرا للروتين اليومي وجميع تلك الأسباب تجعل المرأة تأخذ وقتا اطول في التسوق.

وأضافت يونس: اما بالنسبة لي فالعكس هو ما يحدث تماما، فزوجي عندما يذهب الى السوق يستغرق وقتا أطول مني في الاختيار والشراء والتنقل بين المحلات.

رأي الرجال

قمنا كذلك بأخذ آراء الرجال ايضا في موضوع التسوق، فقال مساعد الوردان: ان غالبية الرجال يشعرون بالملل عند التسوق مع زوجاتهم بل يصل الأمر احيانا الى حد الشجار بسبب ان المرأة تأخذ وقتا طويلا خلال التسوق، موضحا أن غالبية النساء يذهبن الى السوق ليس لشراء مستلزماتهن بل لأنها تشعر بملل او لديها طاقة سلبية وتود تفريغها في السوق.

وأضاف الوردان قائلا: المشكلة ان المرأة تذهب احيانا الى السوق ليس بهدف شراء مستلزمات وإنما لمشاهدة البضاعة الجديدة او لتجربة عطر جديد او ماكياج سمعت عنه من صديقة لها، وهذه الأمور تعتبر غير أساسية لدى الرجال ويعترونها مضيعة للوقت والجهد.

وأوضح الوردان أن غالبية المحلات و«البراندات» أصبحت تركز على النساء كونهن الأكثر ميلا للشراء من الرجال، لافتا الى أن الرجل بطبيعته يختار بسهولة وسرعة دون الحاجة للذهاب الى اكثر من محل، موضحا أن غالبية الرجال ليس لديهم «طولة بال» تسمح لهم بالذهاب مع زوجاتهم الى السوق واستغراق ساعات طويلة داخل المجمع مع زوجته، موضحا أن بعض الرجال كذلك ينظرون الى ذهاب زوجاتهم للسوق بشكل مستمر انه إسراف في شراء أمور غير أساسية.

وأوضح الوردان ان الحل اليوم الذي لجأ اليه غالبية الرجال هو اعطاء زوجته «الكريدت كارد» لتشتري ما تريد من خلال الاونلاين، موضحا ان من مميزات جائحة كورونا هو توجه النساء للشراء من خلال الاونلاين، وبالتالي اصبحت المرأة ليست بحاجة للذهاب الى المجمعات والمحلات، وهذا الامر ليس في الكويت فقط انما في جميع دول العالم.

وأضاف الوردان قائلا: مع الاسف الشديد اصبحت ارى ان بعض الرجال والنساء لا يتمتعون بثقافة حل مشاكلهم داخل منازلهم، فأصبحنا نرى في الاماكن العامة مشاجرات بين الازواج وزوجاتهم دون احترام للمكان والاشخاص المتواجدين فيه، بما يخالف الذوق العام للمجتمع، وهذا حدث امامي في احد المجمعات التجارية، حيث وجدت رجلا يقول لزوجته امام الناس «خلصينا والله اخليج واروح» وهذا التصرف خاطئ.

وختم قائلا: وارى انه من الافضل ان تذهب المرأة بمفردها الى السوق منعا لتلك الخلافات.

وبدوره، أوضح خالد الناصر انه يفضل الذهاب بمفرده الى التسوق كونه لا يحتاج الى وقت طويل في شراء احتياجاته، مشيرا إلى أن المرأة تحتاج الى وقت طويل للتجول في المجمع التجاري ودخول جميع المحلات التي تحتاجها والتي قد لا تحتاجها لمجرد التسوق والتبضع، موضحا انه ليس كل ما تشتريه المراة من الضروريات ولكنها بطبيعتها تحب التسوق، وتجد فيه متعة وراحة نفسية، بما يجعلها لا تشعر بالوقت اثناء التسوق على عكس طبيعة الرجل تماما الذي قد يحتاج فقط الى نصف ساعة لإنهاء عملية التسوق.

وذكر الناصر أن من الافضل ان تذهب المرأة بمفردها الى السوق منعا لحالات الشجار التي اصبحنا نشاهدها في السوق بين الازواج وزوجاتهم وتكون اصواتهم عالية وتزعج المتواجدين في المكان بشكل كبير، وتفاديا لتلك المشاجرات يفضل ان تذهب المرأة بمفردها الى السوق.

البارون لـ «الأنباء»: وقت انتظار الرجل انتهاء زوجته من الشراء «عوار راس»

وصف الصورة

ذكر استاذ علم النفس بجامعة الكويت د.خضر البارون لـ «الأنباء»: ان هناك اختلافا كبيرا بين تفكير وسلوكيات المرأة والرجل، موضحا ان هناك بحثا اجري في الثمانينيات توصل الى ان الرجل عندما يريد أن يشتري اللوازم التي يحتاجها من الممكن ان يشتري 8 قطع في 20 دقيقة فقط، بينما المرأة تحتاج الى 6 ساعات واكثر لشراء 8 قطع.

وأوضح البارون ان البحث كذلك اثبت ان المرأة من الممكن ان تتفقد وتشاهد جميع البضاعة الموجودة في المحل ولا تشتري شيئا وتذهب الى محل آخر، لذا فإن الرجل لا يستطيع ان يتواءم مع المرأة في شراء الاحتياجات.

وذكر البارون ان المرأة بطبيعة الحال تشتري دوما اغراضا تفوق احتياجاتها لمجرد الشراء فقط، وكذلك الوقت الذي ينتظر به الرجل لكي تنتهي المرأة من الشراء يكون وقتا طويلا ومملا جدا «عوار راس» وبالتالي لا يتحمل المكوث وقتا طويلا في المحلات التجارية ويناقش معها ماذا تشتري وما هو الأحسن وما هو الأفضل.

وأردف البارون قائلا: المرأة ايضا لا تريد للرجل ان يناقشها فيما تريد ان تشتريه والكثير من النساء لا يرغبن في ذلك، نظرا لأن ما يناسب المرأة يختلف تماما عما يناسب الرجل، موضحا ان الرجل ينظر دوما في المحلات التي تستهويه مثل الملابس الرجالية والاحذية الرجالية، لافتا الى ان الرجل ينجذب للوازم الرجال، بينما المرأة تلتفت لما يناسب النساء.

وتابع: الرجل غير صبور ولا يحب قضاء وقت طويل في السوق ويعتبر ذلك مضيعة للوقت خاصة ان الوقوف والانتظار يتعب الرجل كثيرا ويشعره بالملل والضجر.

وأشار البارون الى انه منذ ان كان شابا لم يذهب مع زوجته لشراء مستلزماتها، وكان يفضل ان تذهب بمفردها الى السوق، موضحا انه ذهب مرة واحدة وشعر بالتعب والإرهاق ولم يكررها مرة اخرى، مبينا ان التركيب البيولوجي لدماغ الرجل يختلف تماما عن التركيب البيولوجي لدماغ المرأة.

وقال البارون: الرجل عندما يذهب الى الجمعية لشراء مستلزمات المنزل يذهب مباشرة للرفوف التي بها الحاجات التي يريدها على عكس المرأة التي تحب ان تتجول في الجمعية وتشاهد كافة الرفوف وتتطلع على كافة المنتجات بما يجعلها تأخذ وقتا اطول من الرجل عند التسوق،

موضحا انه عندما يذهب الى الجمعية يشتري الاغراض في نصف ساعة فقط، بينما «ام العيال» تحتاج الى 4 ساعات لشراء نفس الاغراض، مشيرا الى ان المرأة بطبيعتها تميل الى التدقيق على عكس الرجل.

وذكر البارون ان هناك فروقا فردية بين الرجال والنساء، وهذا الامر قد يكون عاملا وراثيا من اجدادنا القدامى، لافتا الى ان المرأة من الممكن ان تعمل 4 اشياء في نفس الوقت على عكس الرجل الذي يركز في عمل شيء واحد فقط دون غيره، وهذا طبيعة بشرية لا خلاف عليها، فالمرأة خلقت بهذا الشكل «متعددة المهام» بينما الرجل يعمل مهمة تلو الاخرى.