اخبار الإمارات

خبير لـ24: موجة حر “لا مثيل لها” تجتاح العالم.. والأسوء قادم

يتوقع أن تشهد درجات الحرارة ارتفاعاً ملحوظاً وسيكون الجو أكثر سخونة خلال الأيام القادمة

يتوقع أن تشهد درجات الحرارة ارتفاعاً ملحوظاً وسيكون الجو أكثر سخونة خلال الأيام القادمة

الأحد 16 يوليو 2023 / 01:06

بالتزامن مع ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة في دول عربية، حيث يُتوقع تسجيل درجات حرارة قياسية في جميع أنحاء العالم، تترقب القارة الأوروبية موجة حر حارقة يتوقع أن تسبب عدداً كبيراً من الوفيات، وسط توقعات بأن تسجل درجات الحرارة مستويات قياسية مرتفعة لم يسبق أن شهدتها القارة العجوز.

ويبدو أن موجة الحر التي تتعرض لها إيطاليا ودول جنوب أوروبا الأخرى ستزداد سوءاً، ويتوقع أن تشهد درجات الحرارة ارتفاعاً ملحوظاً وسيكون الجو أكثر سخونة خلال الأيام القادمة.

وتشهد عدد من البلدان الأوروبية والعربية موجة حر غير عادية تسببت في مقتل العشرات واندلاع حرائق غابات، كما لحق الجفاف بالمزارع وسجلت المستشفيات زيادة في أعداد المصابين بضربات الشمس.

موجة حر غير مسبوقة

وسجلت، السبت، درجات حرارة قياسية في جميع أنحاء العالم من الصين إلى أوروبا والولايات المتحدة، ما دفع السلطات إلى اتخاذ تدابير جذرية للتعامل مع القيظ والحرائق التي تُعزى إلى الاحتباس الحراري وتغير المناخ.

وبدورهم، حذر خبراء الأرصاد من أن موجة الحر القاتلة القادمة، التي سيُطلق عليها اسم “شارون”، من المقرر أن تبدأ بعد أيام فقط، لافتين إلى أن درجات الحرارة خلالها قد تحطم أرقاماً قياسية في أوروبا.

وتتوقع الأرصاد الجوية ارتفاعاً أكبر في درجات الحرارة في أوروبا الأسبوع المقبل، في موجة قيظ جديدة، حيث قالت وكالة الفضاء الأوروبية إن “موجة حر شديدة تجتاح مختلف أنحاء أوروبا مع تجاوز الحرارة الـ40 درجة مئوية، ما دفع دولاً إلى اتخاذ إجراءات، مثل إيطاليا التي أصدرت تحذيراً باللون الأحمر لمواطنيها”.

وأضافت الوكالة، التي تراقب أقمارها الصناعية درجات حرارة الأرض والبحار، أن إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا تواجه أوضاعاً شديدة الصعوبة بسبب موجة الحر التي يعزوها الخبراء بالأساس إلى ظاهرة الاحتباس الحراري المتسببة في التغيرات المناخية.

وعلى غرار أوروبا، تشهد مناطق بجنوب غربي الولايات المتحدة موجة حر مماثلة تؤثر على نحو 100 مليون شخص، وتشير التوقعات إلى إمكانية تحطيم درجات الحرارة أرقاماً قياسية سابقة خلال الأيام القليلة المقبلة.

كما تعاني دول عربية عدة أيضاً من موجة حر قاسية قد تستمر بعضها حتى نهاية يوليو (تموز) الحالي، ففي الجزائر حذرت إدارة الأرصاد الجوية الجزائرية من موجة حر جديدة ستضرب ولايات عدة شمالي البلاد، الأحد. 

وفي آسيا تعاني بعض مناطق جنوب وجنوب شرق الصين، بما في ذلك العاصمة بكين، من موجة حر شديدة مع درجات حرارة بين 35-40 درجة مئوية، وفقاً للأرصاد الجوية، وفي أجزاء من مناطق شمال غرب البلاد، يمكن أن تتجاوز بعض المدن 40 درجة مئوية.. وفي اليابان، دعت السلطات السكان إلى توخي الحذر مع توقع أن تصل درجات الحرارة إلى 39 درجة مئوية يومي الأحد والاثنين في شرق البلاد.

الأسوء قادم!

في حديثه لـ 24 حذر البروفيسور أحمد ملاعبة أستاذ الجيولوجيا والبيئة والتغيرات المناخية بالجامعة الهاشمية في الأردن، “من موجات الحر  الشديدة”، وقال: “إن هذه الموجات قد بدأت بالفعل مطلع الشهر الحالي، و سوف تشتد في أغسطس (آب) المقبل”، مؤكداً على أنه “يجب على الجميع أخذ إجراءات الحيطة والحذر”.

الأسباب

وأوضح البروفيسور أن من أهم أسباب هذه الموجات  “ظاهرة ال نينيو التي لا تعد جديدة، فقد عرفت “ال نينيو” على أنها تيارات مائية تأتي محملة بالمياه الحارة من غرب المحيط الهادئ (أستراليا) إلى شرقه (أمريكا الجنوبية)، ولكن مع ارتفاع الغازات الدفيئة والاحتباس الحراري أدت إلى تراكم في الثغرات المناخية.. كما أن هناك ظواهر طبيعية منها ظاهرة القبة الحرارية وهي قبة أفريقية آسيوية وقد تمتد إلى أوروبا، تؤثر  بشكل موسمي على العديد من الدول وخصوصاً في منطقة المتوسط، بالإضافة إلى موجات حارة جداً تأتي من الهند والموجات الاستوائية”.

وأوضح الملاعبة أيضاً أن “الظاهرة الثالثة هي ظاهرة فلكية عالمية، إذ بدأ الآن موسم الجوزاء، أو كما يعرف قديماً عند العرب بـ “الهقعة والهنعة”، و”الهقعة” هي ثالث منازل فصل الصيف، وأول منزلة من منازل الجوزاء، وتسمى رأس الجوزاء، وتبدأ في الثالث من يوليو (تموز) من كل عام، ومدتها 13يوماً، وقد انتهت، أما “الهنعة” والتي تبدأ اليوم الأحد، لمدة 13يوماً فهي أشد ايّام السنة حرارة.

وأضاف أنه: “من المتوقع أن تسجل العديد من دول العالم درجات حرارة قياسية وأن تتجاوز الـ50 درجة مئوية الشهر القادم، بعدما وصلت درجات الحرارة إلى أكثر من 45 درجة مئوية”.

الحلول

يرى أستاذ الجيولوجيا والبيئة والتغيرات المناخية بالجامعة الهاشمية في الأردن أن “الإجراءات الاحتياطية تقع على كل فرد ومنها عدم الخروج في ساعات الحر، إلا للضرورة مع أخذ الحيطة والحذر”، موضحاً أن “الفئة المستهدفة هي فئة أصحاب الأمراض مثل أمراض القلب والسمنة المفرطة من الخروج في ساعات الحر الشديد”،  مشدداً على “ضرورة شرب المياه بشكل كافي لتجنب الجفاف والإعياء، كما أكد على دور الدول بتوعية مواطنيها بهذا الشأن”.

يشار  إلى أن  شهر  يونيو (حزيران) الماضي، كان  الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق، وفقاً لوكالة “كوبرنيكوس” الأوروبية ووكالة “ناسا” الأمريكية. 

وأكد  البروفيسور الملاعبة “ضرورة التفكير بشكل عالمي حيث يجب أن يكون هناك عمل على التغيرات الصناعية، بالابتعاد عن الوقود الأحفوري”، محذراً من “قطع الأشجار ودمار البيئة”، ولفت إلى “تأثير الزيادة  السكانية”، مشيراً إلى “الصين كنموذج”.

المؤتمرات لا تفعل شيئاً

وأضاف البروفيسور الملاعبة أنه “مع انتظار مؤتمر الأطراف في الإمارات (COP-28) بعد 4 أشهر من الآن، لا تزال الدول العشر الصناعية الكبرى تتهرب من مسؤولياتها بسبب المنافسة في سوق النفط”، مضيفاً أن “قانون  العقوبات على المتسبب في وقوع الأضرار البيئية لم يُفعّل منذ 1992″، لذا يرى البروفيسور أنه “يجب اللجوء إلى النسبة الضريبية بدلاً من العقوبات”.

“الموت الأحمر”

وحذر  الملاعبة من أن “البشرية وصلت إلى خط الموت الأحمر”، متوقعاً  أن “ملايين البشر  سيتعرضون للانقراض بحلول عام  2050 بدلاً من عام 2100 لأن العالم يتهرب مالياً وضريبياً من تخفيف الأضرار البيئية”. 

ويقول البروفيسور لـ 24: “هنالك حلول كثيرة يجب العمل عليها قبل أن تصبح البشرية في خطر ، كاستغلال طاقة الشمس والرياح بدلاً من الاعتماد على الوقود الأحفوري”.

الحرائق

ينصح البروفيسور  الملاعبة “بإنشاء طرق داخل الغابات وتقطيعها وتحسين البنية التحتية، لإيجاد شبكة مائية للإطفاء تتحرك سريعاً لتساعد في عملية إخماد الحرائق”. 

يذكر أنه تم إجلاء ما لا يقل عن 500 شخص، السبت، بعد اندلاع حريق في غابة في جزيرة لا بالما الإسبانية، ومن المتوقع إجراء المزيد من عمليات الإجلاء.

واندلع الحريق في الصباح الباكر بالقرب من قرية بونتاجوردا في شمال غرب جزيرة الكناري.

وقال عمدة القرية، فيسنتي رودريجيز، لقناة “آر.تي.في.آي” التلفزيونية الحكومية، إن الجفاف والرياح العاتية تسببا في انتشار الحريق بشكل سريع، ولم يتمكن رجال الإطفاء من إخماد النيران حيث استمرت الرياح في تغيير الاتجاه.

وأكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن الحرارة هي أحد أخطر الأحداث المرتبطة بالطقس، ففي الصيف الماضي، تسببت درجات الحرارة المرتفعة في أوروبا وحدها في وفاة أكثر من 60 ألف شخص، وفقاً لدراسة حديثة.