اخبار الإمارات

العراق.. بوادر حل على “أبواب الجحيم”


تتأهب القوى الأمنية العراقية في بغداد وساحاتها تحضيراً لردود مناصري “الإطار التنسيقي” المتحالف مع طهران على اعتصام مناصري “التيار الصدري” في البرلمان بالمنطقة الخضراء، دعوات لتحركات جماهيرية متضادة تنذر بـ”جحيم” قتال أهلي، بينما تتسارع الاتصالات لخفض التصعيد، مع طرح حلول تجمع بين مطالب الصدريين ورفض التنسيقيين.

بالتوازي مع قرع طبول الاحتجاجات الجماهيرية، بدأت حركة سياسية لوقف ما يوصف بـ”حمام دم” شيعي، ويؤكد مصدر مقرب من رئيس حكومة تسيير الأعمال مصطفى الكاظمي في حديثه لموقع 24، أن الدعوة لإطلاق حوار وطني يجمع المتخالفين انطلقت وبدأت تعطي ثمار تهدئة تمنع أي احتكاك بالشارع في الوقت الحالي، بانتظار ضغوط طهران على بعض قادة “الإطار” لتخفيف ردود الفعل، والبدء ببحث التهدئة.

ويلاقي خطوات التهدئة رئيس ائتلاف النصر، حيدر العبادي، الذي أكد دعم التفاهم والحوار، معتبراً أنها دليل حكمة الأطراف أياً كانت النتائج، بهدف حفظ أمن واستقرار العراق.

كما جدد رئيس تحالف الفتح، هادي العامري، دعوته إلى ضبط النفس وتقديم مصلحة البلاد، منبهاً من أن الدعوات إلى الحشد الجماهيري، يمكنها أن تخرج عن السيطرة وتفضي إلى العنف، داعياً لحوار للتوصل إلى حلول لنقاط الاختلاف.

فيما تشير مصادر قريبة للإطار أن زعيم “تيار الحكمة” عمار الحكيم أبلغ قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني الموجود منذ أيام في بغداد، أن يعمل لمنع رئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، من توتير الأجواء، مهدداً بالانفصال عن “الإطار” لصالح تيار ثالث مع العامري والعبادي وآخرين، منعاً لانزلاق العراق إلى حرب أهلية.

تهديدات الحكيم تلقفتها طهران سريعاً عبر المتحدث باسم خارجيتها، الذي اعتبر أن التطورات الراهنة تعد جزءاً من الشؤون الداخلية في العراق، مشدداً احترام إيران “خيار الشعب العراقي وتؤكد أن الحوار هو الطريقة الأمثل لحل الخلافات الداخلية”.

ويشير المصدر إلى أن اتفاقاً جانبياً هدفه منع الاصطدام بين “الشارعين” وضع بشكل مبدئي، حيث يكون التجمع في شارع يؤدي الى أحد مداخل المنطقة الخضراء، حيث مقر الحكومة والبعثات الدبلوماسية، من دون الدخول إلى الشوارع التي يسيطر عليها مناصرو التيار الصدري.

ويؤكد المصدر أن القوى الأمنية ستكون جاهزة فعلاً لمنع أي عمليات اصطدام بين الطرفين، وهي لن تسمح بأي انفلات للأمور وخصوصاً أنها مولجة بحماية الطرفين بشكل متساو، مؤكداً أنها ستكون قاسية برد الفعل على أي محاولات لاختراق الأسوار، والسبب هو فقط منع الاحتكاك.

ويتخوف مراقبون من قيام مقربين للمالكي باستعمال العنف بشكل يدفع إلى اشتعال اشتباكات غير محسوبة، وخصوصاً أن الأخير غير راض عن اتفاق التهدئة والدعوات لإطلاق حوار يغير الوضع العراقي في المرحلة المقبلة.