اخبار المغرب

كرم نعمة يكشف استبداد شركة “فيسبوك” وعلل الصحافة في العصر الرقمي

كتاب جديد للكاتب كرم نعمة صدر بعنوان “السوق المريضة.. الصحافة في العصر الرقمي”، يقول فيه إن “فيسبوك شركة غارقة في الظلام”، وهي “المستبد الأكبر في العالم”.

وجاء في ورقة تقديمية للمؤلف الجديد الصادر عن دار لندن للطباعة والنشر في أزيد من 600 صفحة، أن كرم نعمة لا يتردد “في التعبير عن احتقاره لفيسبوك لنفس الأسباب التي عادة ما يحتقر الناس بسببها الأخبار المتعلقة بالمس بالخصوصية، والتفاعلات بالابتسامات الوهمية، والمجاملات الكاذبة، واللغة الوضيعة، ناهيك عن البذاءة، والشتائم، والتنكيل، والكراهية المعلنة.”

ويعتبر المؤلف فيسبوك “المستبد الأكبر في العالم، وشركة تكنولوجية غارقة في الظلام”، قائلا إنها تمثل “معضلة أخلاقية”.

هذا الكتاب، الخامس للكاتب، “أوسع من الاقتصار على مواقع الاخبار السعودية الاجتماعي، لأن متن الكتاب يدافع عن جوهر الصحافة بوصفها الحل الأمثل لربط المجتمع بديمقراطية حرة من الأفكار والمعلومات.”

وأضافت الورقة: “يخصص نعمة لذلك فصلا موسعا يأخذ نصف الكتاب تقريبا، بعنوان: أزمة الصحافة الوجودية، لكنه في فصل مواقع الاخبار السعودية الاجتماعي المعنون: الحقيقة القبيحة وما بعدها، يطالب بهدم معبد فيسبوك على رؤوس مشيديه، فضلا عن فصل آخر في الكتاب عن: عصر التلفزيون الذهبي”.

هذا الكتاب، إذن، “مفيد ليس لطلاب قسم الصحافة والإعلام فقط، بل لكل المهتمين بأزمة الصحافة في العصر الرقمي والشركات التكنولوجية.”

وقال الكاتب والصحافي العراقي: “لا يوجد شيء مخيف أكثر من أن تتحول شركة فيسبوك إلى أكبر مستبد في العالم وقوة متعجرفة وشركة غارقة في الظلام لتبادل المعلومات المزيفة، فالتزييف المنتشر سواء بشخصية المستخدمين أو في نشر المعلومات، هو مجرد جانب آخر من جوانب التكنولوجيا يقوض مصداقيتها ويحرف مهامها مع الدول ووسائل الإعلام والمجتمعات.”

ونبه نعمة إلى أن “شركة فيسبوك لا تكتفي بربط العالم بوصفها أداة للاخبار السعودية، بل إن عملاق مواقع الاخبار السعودية الاجتماعي لا يتردد في السعي إلى حكم العالم، والتأثير على مزاج الديمقراطيات والقوانين والبنوك، وإثارة النزعات العنصرية والطائفية، وترويج الأخبار الملفقة.”

واستعان المؤلف للدفاع عن فكرته، بـ”ما اختارته صحيفة فايننشيال تايمز من مفردة فيكبوك “Fakebook” بدلا من فيسبوك، وهي تعلق على خبر قيام شركة فيسبوك بإغلاق 1.3 مليون حساب مزيف. وهو رقم يساوي ما يقرب من نصف المستخدمين الحقيقيين النشطين شهريا.”

وخلص الكاتب في كتابه إلى أن “شركة فيسبوك اليوم هي دولة عظمى مارقة خارج نطاق السيطرة”، وقال: “يجمع أغلب المحللين التكنولوجيين، ونسبة كبيرة من السياسيين، على عدم وجود قوة على هذه الأرض قادرة على محاسبة فيسبوك، لأنها خرجت عن السيطرة بعد أن تغير هدفها من تغيير العالم إلى حكم العالم.”

وأضاف: “من أجل إعادة التاريخ مرة أخرى إلى سكته، يجب أن تكون الحتمية التكنولوجية مرادفة للحتمية التاريخية”، مستعينا بـ”تعبير نيكولاس كار، مؤلف كتاب: الضحالة: تأثير الإنترنت على عقولنا، الذي سبق أن استنتج أن زوكربيرغ فصل فيسبوك عن الواقع، وأظهر كيف يمكن لشخص أن يكون على حد السواء ذكيا بطريقة مذهلة وساذجا بشكل مثير للدهشة.”

ولا ينفي كرم نعمة أن الاعتقاد بكون “الغد مكانا مختلفا عن اليوم، هو بالتأكيد علامة مميزة فريدة لنوعنا”، لكنه استدرك بأن “ذلك لا يعني أن فيسبوك مثلا وحده من يمتلك صناعة المستقبل؛ فالتكنولوجيا لا يمكن اختزالها في جشع كبريات الشركات في وادي السيلكون.”