اخبار الإمارات

متى تتوقف أمريكا عن إساءة توصيف مطالب الشعب الإيراني؟


عرض ألان غولدسميث من منظمة “متحدون ضد إيران نووية” مجموعة من تعليقات الإدارة الأمريكية التي تظهر أنها لا تفهم جوهر الاحتجاجات في إيران، داعياً إياها إلى اتباع سياسة مختلفة جذرياً تجاه طهران.

يريد الشعب الإيراني نظاماً جديداً، وحراً، وديمقراطياً، مع قادة شرعيين يحترمون حقوقه

وكتب في صحيفة “ذا هيل” أن الإيرانيين تظاهروا طوال ثمانية أسابيع في الشوارع مطلقين هتافاً أساسياً: “امرأة، حياة، حرية!”.

لكن طهران لا يمكنها ولن تلتفت أبداً إلى تلك الدعوة بما أن النظام مبني على كراهية النساء والقتل والاستبداد. ولهذا هتف الإيرانيون “ستتم إطاحة خامنئي خلال هذه السنة الدموية!” و”الموت لخامنئي!” و”الموت للديكتاتور!”. حان الوقت كي تدعم الولايات المتحدة ما يريده الشعب الإيراني: نهاية “الجمهورية الإسلامية” وتأسيس ديموقراطية حرة.

مقترحات لمساعدة المحتجين
إن دعم هذه الأهداف لا يتطلب تدخلاً عسكرياً وفق غولدسميث. الولايات المتحدة قادرة ويجب أن تساعد الإيرانيين من خلال، على سبيل المثال، مواصلة تسهيل وصول المحتجين إلى الانترنت في مواجهة التعتيم السيبيراني الذي يفرضه النظام، ومعاقبة المزيد من منتهكي حقوق الإنسان، خصوصاً القادة الذين يصدرون الأوامر كخامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي، ومزامنة قوائم العقوبات الأمريكية مع قوائم الدول الأخرى وتشجيع حلفاء واشنطن على خفض علاقاتهم مع النظام عبر سحب سفرائهم والطلب من الموفدين الإيرانيين المغادرة. وطالب الكاتب الإدارة الأمريكية بإنهاء المفاوضات النووية التي لم تثمر أي نتائج، بل اشترت وقتاً ثميناً للنظام لتطوير إمكانات تصنيع أسلحة نووية، وأضفت شرعية على حكومة تقتل الأبرياء في الشوارع.

التناسق مطلوب
على الولايات المتحدة أن تعترف علناً بما يطالب به الإيرانيون. ينبغي على إدارة بايدن أن تفعل ذلك بطريقة متناسقة. أدلى الرئيس الأمريكي ببعض التعليقات الإيجابية. أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال بايدن في 21 سبتمبر (أيلول)، أي بعد أيام قليلة على بدء التظاهرات: “نقف مع المواطنين الشجعان والنساء الشجاعات الذي يتظاهرون الآن لتأمين حقوقهم الأساسية”. هذا جيد. لكن الخطوة التالية هي إدراك كيف يريد الإيرانيون تأمين تلك الحقوق. هنا، ترسل الإدارة للأسف رسائل مختلطة.

مالي يثير عاصفة انتقادات
في 22 أكتوبر (تشرين الأول)، غرد الموفد الأمريكي الخاص لإيران كاتباً “المتظاهرون في واشنطن ومدن حول العالم يظهرون دعمهم للشعب الإيراني، الذي يواصل الاحتجاج سلمياً كي تحترم حكومته كرامته وحقوق الإنسان”. واجه مالي عاصفة انتقادات من الإيرانيين على سوء توصيفه وقال إن تغريدته “صيغت بشكل سيئ”.

لكن الإدارة، وبما أنها خافت من أن ينظر إليها كداعم لتغيير النظام، بذلت قصارى جهدها لتفادي توصيف ما يريده المتظاهرون. قال مالي: “لا يعود الأمر إلي؛ لا يعود إلى الحكومة الأمريكية (أن تقول) ما الذي يريده النساء والرجال الشجعان الذين كانوا يتظاهرون. يعود الأمر إليهم”.

برايس ليس ناطقاً باسم الليمون
بالمثل، وخلال إيجاز صحافي في 24 أكتوبر، كرر الناطق باسم وزارة الخارجية نيد برايس رفضه الاعتراف ببساطة بما يريده المحتجون الإيرانيون: “ليس لنا أن نفسر ما يريده شعب إيران. الأمر متروك لهم كي يكونوا واضحين جداً بصوتهم، مع حكومتهم الخاصة والعالم، ليعلنوا ما يطالبون به.” يشير غولدسميث إلى أن الشعب الإيراني كان واضحاً بالفعل بشأن مطالبه، والإدارة تملصت من إعلان فهم ما يطالب به. لا تحتاج الولايات المتحدة إلى تفسير أي شيء، هي بحاجة للاعتراف بمطالب الإيرانيين المشروعة ودعمها.

لقد طرح مراسل خلال الإيجاز الصحافي سؤالاً على برايس: “فلنقل إنني سرت في الشارع حاملاً لافتة تقول.. الليمون سيئ، يجب أن يحظر – ما الذي ستقوله عن رسالتي؟” تهرب برايس مجدداً قائلاً: “لست ناطقاً باسم الليمون.”

وضوح بايدن… لم يدم طويلاً
تحدث الرئيس بايدن بوضوح في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني). أمام حشد حمل فيه البعض هواتف ذكية مع شعار “إيران حرة” على شاشاتها، قال بايدن بشكل ارتجالي: “لا تقلقوا، سوف نحرر إيران. سيحررون أنفسهم قريباً جداً”.

يأسف الكاتب لأن الإدارة تراجعت بعدها عن المعنى والنية البسيطين لتعليقات بايدن، وهي أن الولايات المتحدة دعمت بروز ديمقراطية ليبيرالية مكان النظام الإيراني. قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي إن بايدن “كان يعبر، مجدداً، عن تضامننا مع (المحتجين).”

وسأل الكاتب “كيف يمكن الولايات المتحدة التعبير حقاً عن التضامن مع المحتجين بينما تبقى صامتة، أو مسيئة لتوصيف، ما يطالب به أولئك المتظاهرون أنفسهم؟”

فليجربوا هذه
في 10 نوفمبر، أساء نيد برايس توصيف مطالبات الإيرانيين قائلاً إنهم كانوا “يتظاهرون سلمياً، ينزلون إلى الشوارع، داعين للإصلاحات التي يطالبون بها”. هذا خطأ، يؤكد غولدسميث: “الإيرانيون يهتفون الموت لخامنئي! لا إصلاح من قبل خامنئي!”.

ودعا الكاتب برايس إلى تجربة هذه العبارة: “يريد الشعب الإيراني نظاماً جديداً، وحراً، وديمقراطياً، مع قادة شرعيين يحترمون حقوقه. تحترم الولايات المتحدة طموحاته، بالكلمات والأفعال”.

وسأل غولدسميث في الختام “هل هذا صعب جداً؟”