اخبار الإمارات

منتدى “التحولات الاستراتيجية و التأثير المستقبلي لدول الخليج” يناقش قضايا التغير المناخي والرعاية الصحية

دبي في 14 سبتمبر / وام / ناقشت جلسات اليوم الأول من منتدى
“التحولات الاستراتيجية والتأثير المستقبلي لدول الخليج2022” قضايا
التغير المناخي والحوكمة والقطاع الصحي و أكدت الأهمية الكبيرة
لمبادرات الحياد الكربوني و أبرزت الفرص الكبيرة لتعزيز الحوكمة على
نطاق واسع بين القطاعين العام والخاص مع التشديد على الأهمية الكبيرة
للارتقاء بالقطاع الصحي لاسيما بعد أزمة كوفيد 19 وما فرضته من تحديات
على منظومات الرعاية الصحية.

و في جلسة حول التغير المناخي وكيف يمكن لقطاعات الأعمال في المنطقة
أن تسهم في تعزيز الاستدامة لفتت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل
نهيان الرئيس التنفيذي لمؤسسة “تحالف من أجل الاستدامة العالمية” إلى
أهمية التكيف مع المتغيرات الحاصلة من حولنا و التركيز على الحياد
الكربوني مشيرة إلى أن العالم شهد تأثير التغيرات المناخية على الأفراد
بدءا من باكستان وصولا إلى المملكة المتحدة في الآونة الأخيرة واعتبرت
أن البيئة والاقتصاد قطاعان متقاطعان يجب التعامل معهما بنظرة شمولية.

وأشارت إلى أن المؤسسة تركز في طبيعة عملها على الاقتصاد الأخضر
وتأثيره على المجالات الفرعية الأخرى التي تساهم في تحقيق الاستدامة مثل
المياه والأمن الغذائي وكفاءة الطاقة والتنقل وإعادة التدوير.

واعتبرت الاقتصاد الأخضر عاملا مهما في تعزيز جوانب أخرى في القطاع
الاقتصادي مثل الاقتصادات الرقمية والمالية.. منوهة إلى أن دولة
الإمارات قطعت شوطا طويلا في مسيرتها نحو الاستدامة بفضل نظرتها
الاستشرافية وإصدارها العديد من اللوائح والتشريعات والأهم من ذلك
تحويلها الاستدامة إلى ثقافة عامة.

و أضافت الشيخة شما بنت سلطان أن قادة الأعمال عليهم عدم الاكتفاء
بالممارسات البيئة فقط وإنما البدء في نشر الوعي والثقافة بما يخص هذا
المجال.

و تحدث بادي بادماناثان الرئيس التنفيذي لشركة “أكوا باور” من
المملكة العربية السعودية عن تحديات المياه والطاقة ودعا إلى الاستفادة
من البنية التحتية الحيوية والتعاون من قبل جميع الأطراف المعنية لتحقيق
الأهداف المأمولة في مجال الاستدامة.

و قال : “طالت التغيرات الحاصلة بسبب التغير المناخي جميع دول العالم
لذلك على الجميع التكاتف لإيجاد الحلول الناجعة حيث تتحول التوجهات
حاليا نحو الاستثمار في التقنيات والذكاء الاصطناعي وبرمجة الآلات وهو
ما سيساهم حتما في الوصول إلى الحلول”.

من جانبه شدد إبراهيم الزعبي الرئيس التنفيذي للاستدامة في شركة ماجد
الفطيم القابضة على أهمية الاستدامة معتبرا أن العالم يفتقد حاليا لنهج
موحد وشامل للاستدامة والتكيف مع التغيرات المناخية لاسيما بعد ما مر به
العالم من تحديات بسبب جائحة كوفيد-19.. وأشار إلى أن استضافة دولة
الإمارات لـقمة كوب 28 حيث سيبدأ العالم مناقشة أنماط الأعمال التجارية
خلال الـ15-20 عاما القادمة وتأثيرها على تحقيق الاستدامة.

و قال: ” هناك ضرورة قصوى لوجود وعي عام و شامل بأهمية اتباع نهج
موحد لتحقيق الاستدامة وتحويل ذلك إلى إستراتيجية عمل حيث أننا بمجرد
تعاقدنا مع منظمات مختلفة للاتفاق على صفقات تجارية طويلة الأمد نراعي
عددا من الجوانب أهمها التكيف مع التغير المناخي والأسعار واستهلاك
الطاقة واستمرارية الأعمال إذ لابد من تحليل مخاطر المناخ و العمل وفق
خطط استراتيجية لتأمين الأصول وقيمتها وسلامة الموظفين في الأعمال
التجارية”.

من جهته أشار أليكسيس ليكانويت المدير الإقليمي الأول لـ
“أكسنتشر”الشرق الأوسط إلى تركيز شركته على التكيف المناخي عبر العمل
وفق خطط لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2025 من خلال البدء باستخدام
الطاقة النظيفة في المستقبل القريب وهو ما كان موجودا على لائحة أعمالها
قبل جائحة كوفيد-19 لاسيما على المستوى الداخلي .

وفي جلسة بعنوان “الحوكمة في المنظمات الحكومية والأعمال” قال سعادة
عبد الله عبد العزيز الشامسي المدير العام بالإنابة لمكتب أبوظبي
للاستثمار إن هناك فرصا كبيرة لتعزيز الحوكمة على نطاق واسع من خلال
تعزيز الشراكات بين الحكومة والقطاع الخاص وهو ما يعمل عليه مكتب أبوظبي
للاستثمار من أجل تعزيز استدامة تلك الشراكة.

من جانبها قالت الدكتورة هدى المعيني مدير تنفيذي قطاع الشؤون
الاستراتيجية في دائرة الصحة أبوظبي: “جعلتنا الحوكمة نغير من
سياساتنا من أجل تعزيز جاهزية قطاع الصحة في أبوظبي.. وقد حققنا العديد
من الخطوات في هذا المجال ليواكب القطاع مختلف المتغيرات و يكون أكثر
قدرة على خدمة المجتمع وفق خدمات متطورة “.

من جهتها قالت عائشة سلطان زميل و مدير معهد المدراء في المملكة
المتحدة : ” هناك نظام جديد يتشكل ضمن نظم الحوكمة يعتمد بشكل كبير على
التكنولوجيا الحديثة وهو ما يمنح مختلف القطاعات الجاهزية للمستقبل الذي
يعتمد على التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية
الرابعة”.

بدوره قال هيثم الفراج كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة الاتصالات
السعودية: “سيتطلب تطبيق التكنولوجيا خاصة التي تتعلق بالاتصالات تدريب
وتعليم العديد من القطاعات ليكونوا على جاهزية كاملة للتعامل معها”.

و سلط المنتدى الضوء على أهمية الرعاية الصحية على مستوى دول المنطقة
.. وقالت الأميرة الدكتورة مها بنت مشاري بن عبد العزيز آل سعود نائب
رئيس جامعة الفيصل في جلسة بعنوان ” التخطيط لأنظمة الرعاية الصحية
المستقبلية في دول مجلس التعاون الخليجي” : “من المهم تعزيز الشراكة بين
القطاعين الحكومي و الخاص في قطاع الرعاية الصحية ..وأن يكون هناك
اهتمام خاص بالأطباء لدورهم الحيوي”.

و أضافت: ” بينما نتحول نحو التأمين الصحي الخاص في المملكة العربية
السعودية بما يدعم مرضانا.. لكننا في الوقت نفسه ليس لدينا الميزانية
المناسبة للأطباء ونعمل على تلبية احتياجاتهم والمساهمة في أبحاثهم
وقضاياهم.. وأعتقد أن هذا الجانب مهم بينما نقوم بتطوير سياساتنا
الصحية”.

من جانبها قالت الدكتورة مليحة الهاشمي المديرة التنفيذية لقطاع
مستقبل الصحة والرفاهية والتقنية الحيوية في شركة نيوم المملكة العربية
السعودية: ” منذ فترة طويلة ينظر إلى الرعاية الصحية على أنها أمر يركز
على المستشفيات أو العيادات لكن الرعاية الصحية تبدأ فعليا من المنزل
وهذه هي النقلة النوعية في الرعاية التي نشهدها في المملكة العربية
السعودية والإمارات العربية المتحدة حيث أصبح تركيز الرعاية أكثر على
الوقاية الاستباقية”.

من جهتها قالت الدكتورة أسماء المناعي المدير التنفيذي لمركز
الأبحاث والابتكار في دائرة الصحة أبوظبي إن تحقيق جودة حياة أفضل وطول
متوسط العمر المتوقع يبدأ بخطوات صغيرة ولهذا فإننا بحاجة إلى أنظمة
تستند إلى المعرفة التي تتطلب بنية تحتية قوية للمعلومات الرقمية متاحة
بسهولة .

بدوره أكد الدكتور خورخيه أ. غوزمان هو الرئيس التنفيذي لمستشفى
“كليفلاند كلينك أبوظبي” أنه تم إحراز تقدم كبير فيما يتعلق بمقاييس
الجودة المتعلقة بالرعاية الصحية في دولة الإمارات .. مشيرا إلى أهمية
العمل المشترك بين القطاعين العام و الخاص لتحقيق منظومات رعاية صحية
منافسة عالميا.