اخبار الإمارات

واشنطن بوست: حادثة المنطاد الصيني تعكس هشاشة العلاقات بين واشنطن وبكين

المنطاد الصيني بعد اسقطه.(أف ب)

المنطاد الصيني بعد اسقطه.(أف ب)

الإثنين 6 فبراير 2023 / 13:16

أرجأت واشنطن الزيارة التي كانت مقررة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للصين، بحجة أنها “لن تكون لائقة” بعد اكتشاف منطاد التجسس الصيني، الذي كان يُحلق على ارتفاع 60 ألف قدم في سماء وسط الولايات المتحدة، وأسقطه الجيش السبت.

تخللت زيارات سابقة لمسؤولين أمريكيين للصين تحركات استفزازية

وجاء في بيانٍ لوزارة الخارجية الصينية يوم السبت أنّ وجود المنطاد الصينيّ في المجال الجوي الأمريكي كان “حدثاً عارضاً تماماً” تسببت به الرياح الغربية التي أخرجت المنطاد عن مساره. وقالت الوزارة أيضا إن بكين وواشنطن لم تُعلنا رسميّاً عن خططٍ لزيارة بلينكن، وأنّ “المعلومات التي تنشرها الولايات المتحدة (المتعلقة بهذه الزيارة) “هي شأن خاص بها، وإننا نحترم ذلك”.

وكان من المتوقع أن يلتقي بلينكن الزعيم الصيني شي جين بينغ خلال تلك الرحلة، وبينما توقع قليلون نتائج ملموسة للزيارة، كان المسؤولون من كلا الجانبين يأملون في أن تبدأ عملية الحد من التوترات بشأن قضايا مثل تايوان والعقوبات الأمريكية التي تستهدف شركات التكنولوجيا الصينية وحقوق الإنسان والتقارب بين الصين وروسيا.وكان من المقرر أن تساعد الزيارة على تمهيد الطريق لزيارة محتملة لشي للولايات المتحدة عندما تستضيف سان فرانسيسكو اجتماعاً لقادة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.انتكاسة للزعامة الصينية.

ووفق تقرير “واشنطن بوست” الأمريكية، أثارَ حادث المنطاد، الذي صادفَ عشية هذا الاجتماع الحاسم، تساؤلات بشأن ما إذا كان حادثاً وقع بطريق المصادفة أم محاولة مُتعمَّدَة من بكين لتوجيه رسالة بعينها إلى واشنطن. وفي كلتا الحالتين، تشكل الواقعة انتكاسة للزعامة الصينية.

وقالت “واشنطن بوست”: “يأتي تأجيل رحلة بلينكن بعد أسابيع من الجهود التي بذلها المسؤولون الصينيون لإبطاء دوامة تدهور العلاقات الأمريكية الصينية، إذ تحاول بكين إعادة تأهيل صورتها العالمية وإنعاش اقتصادها بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من سياسات مكافحة جائحة فيروس كورونا المُستجد التي شّلت حركتها.

وقال تشاو مينغاو، الأستاذ في معهد الدراسات الدولية بجامعة فودان في شانغهاي: “من وجهة نظر القيادة العليا للصين، لم يكن أبرز قادة الصين ليريدوا تعطيل عملية تلطيف العلاقات مع الولايات المتحدة لأن هذا العام مهم للغاية بالنسبة للصين لإنعاش الاقتصاد. ولا جدوى من تخريب الصين لتلك العملية”.
تحركات استفزازية
فضلاً عن ذلك، تخللت زيارات سابقة لمسؤولين أمريكيين للصين تحركات استفزازية. ففي عام 2011، قبل ساعات من استقبال وزير الدفاع روبرت غيتس في بكين، نظَّمَ جيش التحرير الشعبي رحلةً تجريبية لطائرة مقاتلة شبح جديدة. وعندما أثار المسؤولون الأمريكيون القضية مع الرئيس هو جين تاو، بدا الزعيم وحاشيته مُتفاجئين.

وقال جايكون ستوكس الزميل البارز في برنامج أمن المحيطين الهندي والهادئ التابع لمركز أبحاث الأمن الأمريكي الجديد في واشنطن: “توحي المفاجأة التي بدت عليهم بقصور التنسيق في مستوى ما من الحكومة. ولو كانت الصين تحاول أن ترسل رسالةً سلفاً للاجتماع، فلديها أساليب كثيرة لذلك تُحكم بها السيطرة بقدرٍ أكبر على الأمور”.
انعدام الثقة بين الجانبين
لقد كان المنطاد عند البعض مَجَازاً لهشاشة العلاقات الأمريكية الصينية، إذ عمَّقت الواقعة حالة عدم الثقة بين الجانبين.
وكتبَت روري دانيالز المديرة الإدارية لمعهد سياسات المجتمع الآسيوي في نيويورك ما مفاده أن “العلاقة ما زالت حسّاسة للغاية بعد سنوات من التوترات المُتراكمة. وأعتقد أن الجانبين يريدان مواصلة العمل من أجل عقد اجتماع، لكن من المهم في هذه الحالة الهشة للعلاقة أن تتمهل الولايات المتحدة كي تصلح ما فسد بين الطرفين”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس يوم الجمعة إن بلينكن سيكون مستعداً لزيارة بكين “بمجرد أن تسمح الظروف بذلك”.
وقال مسؤول الشؤون الخارجية الصينية وانغ يي لبلينكن عبر الهاتف يوم الجمعة إن بكين “لا تقبل أي تكهنات ودعاية لا أساس لها من الصحة”، وفقاً لبيانٍ صادر عن بكين. كما دعا وانغ الجانبين إلى “الاخبار السعودية وتجنب سوء تقدير الأمور وإدارة الخلافات والسيطرة عليها”.

وجدير بالذكر أنّ حادثة المنطاد قد تمنح واشنطن نفوذاً أكبر إذا تمّت الزيارة. وقال نيسون محبوبي الباحث في مركز دراسة الصين المعاصرة التابع لجامعة بنسلفانيا: “إن السؤال المثير أكثر من غيره هو ما إذا كانت هذه الزلّة ستمنح الولايات المتحدة أي نفوذ في سياق إعادة التفاوض بشأن الزيارة، وما إذا كانت الولايات المتحدة مُحنّكة بما يكفي لتستغل هذا النفوذ لتحقيق مرادها”.
تغطية صحيفة ضعيفة للحادث في الصين
وفي الصين، كانت تغطية ملحمة المنطاد ضعيفة نسبياً، إذ أشارت وسائل الإعلام التي تديرها الدولة مثل صحيفة “غلوبال تايمز” بأصابع الاتهام إلى السياسيين الأمريكيين بـ “تضخيم” الحادث. وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، احتجَّ مقال نُشر في صحيفة “غلوبال تايمز” بأن الادعاء بأنّ هذا النوع من المناطيد سيُرسل من الصين إلى الولايات المتحدة “محض هراء”.
وقال مستخدمو الإنترنت على خدمة التدوين المصغر “ويبو” في الصين مازحين إن أحد قناديل مهرجان القناديل الصيني هذا الشهر قد طارَ بعيدا جداً. وكتب أحدهم ساخراً: “نعتذر لكم عمّا حدث! مهرجان قناديل سعيد”.