اقتصاد

خبير بيئي: الطيور الغازية تشكل خطر علي التنوع البيولوجي ومقترحات لتقليل مخاطرها


دينا شعبان


نشر في:
الجمعة 25 أغسطس 2023 – 5:54 م
| آخر تحديث:
الجمعة 25 أغسطس 2023 – 5:54 م

قال عضو اللجنة العلمية لإتفاقية سايتس وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية باليونسكو الدكتور عاطف محمد كامل، إن الطيور الغازية تشكل خطراً على التنوع الأحيائي في مصر وتزداد شراسة في القضاء على الطيور المحلية، حيث تتغذى على بقايا الأطعمة بالقمامة والطيور الصغيرة وبيض الطيور الأخرى والحشرات المحلية، وتسببت في انقراض بعضها وتقليل بعضها الآخر.

وأضاف محمد لـ«الشروق»، أن طائر المينا والغراب الهندي صدر في قائمة الطيور الغازية التي تهدد بانقراض العديد من الطيور المحلية؛ إذ تتكاثر وتنتشر في ربوع المحافظات، والمراقبون البيئيون أكدوا صعوبة استئصال الطيور الغازية دون وجود خطة للقضاء عليها ولن يأتى ذلك إلا بشراكة مؤسسية ومجتمعية.

وأكد أن الأنواع الغازية تعد خطراً على البيئة لأنها تتنافس بصعوبة مع الأنواع المحلية على موارد محدودة وتعطل النظم البيئية المحلية، وفي كثير من الحالات تحمل الأنواع الغازية أمراضاً خطيرة أو تجبر الأنواع المحلية على الانتقال من أجل العثور على الغذاء والمأوى، ونتيجة لذلك تتعرض الأنواع المحلية من «نباتات، حيوانات» للضغط وقد تنقرض، وهو أمر يضر التنوع الحيوي وتوازن النظام البيئي الطبيعي.

وأشار إلى أن الطيور الغازية هي طيور دخيلة، ومصر ليست موطنها المحلي، إذ هاجرت من دول أخرى بطرق مختلفة، مؤكداً أن الطيور الغازية جاءت عن غير طريق الهجرة بل وصلت عبر طرق أخرى مثل استجلابها كطائر زينة، أو بسبب الموقع الجغرافي، أو وصولها عن طريق الشحن البحري، حيث استوطنت وبدأت تتكاثر وبالتالي تؤثر على النظم البيئية.

ولفت إلي أن طائر المينا موطنه الأصلى هو “الهند وجنوب شرق آسيا”، وبدأ في الظهور فى مصر منذ مايقرب من حوالى 15 عامًا، حيث كان ظهوره الأول فى شبه جزيرة سيناء ثم بدأ فى الإنتشار فى محافظات منطقة قناة السويس ثم انتشر جنوبا وغربًا إلى محافظات البحر الأحمر و الصعيد وإلى محافظات الدلتا.

وأوضح أنه لم يتم السيطرة عليه فتم إطلاق طائر المينا في الطبيعة بدلاً من قتلها لصعوبة التحكم بها، مؤكداً أنه يؤثر بشكل مباشر على التوازن البيئي والتنوع البيولوجى، وخطورته تتمثل في عدوانيته تجاه الكائنات الحية فإنتشاره يكون على حساب الأنواع الأخرى، حيث يقوم باقتحام اعشاش الطيور مثل العصافير الدورية ويقوم بإلقاء البيض والفروخ الصغيرة خارج العش.

وتابع أن طائر المينا يعتمد غذائه علي تناول فروخ الطيور الأخرى، ونباتات وزواحف صغيرة وثدييات وجثث الكائنات النافقة، والتهام الكثير من الممتلكات العامة والمحاصيل الزراعية، علاوة أن تأثير هذا الطائر اقتصاديا ينعكس على انخفاض إنتاجية المحاصيل الزراعية للفواكه، فقد سجلت الكثير من الدراسات التي تبحث تأثير هذه الطيور على هذه المحاصيل مثل التفاح والكمثرى والفراولة والعنب والمشمش والتين حيث سجلت هذه الدراسات إتلاف هذه المحاصيل نتيجة التهام طيور المينا لها.

وبين أن الغراب الهندي رغم أنه من الأنواع الغازية إلا أنه تكيف مع ظروف النظام البيئي واستطاع التعايش معه في المناطق الصحراوية أو شبه الصحراوية أو الموسمية، كما أنه من الطيور سريعة التكاثر، وتأثيرها قوي جداً، مؤكداً أننا نحتاج إلى إجراء دراسات متخصصة أكثر، فلا توجد حتى الآن دراسات علمية درست الطيور الغازية، رغم أن تأثيرها يمكن مشاهدته وتقييمه على النظام البيئي أو الطيور المحلية.

وعن التأثيرات الاقتصادية للطيور الغازية، أوضح أنها متعددة ومتنوعة، حيث تبحث هذه الطيور عن أماكن لوضع بيوضها فتبحث في الأبراج والشقوق والأعمدة الكهربائية، كما أنها أحيانا تسحب أسلاك الكهرباء في بعض المحطات وتتسبب في حرائق بها، وتكسر الزجاج في بعض الأماكن لتعشش بداخلها، ويمكن تقليل أعداد هذه الطيور عبر تدمير الأعشاش ووضع الأقفاص والقنص.

وتابع أن المنافع للطيور الغازية تتمثل في الاستعانه بها للقضاء على أنواع من الحشرات مثل القراد في المواشي، وكذلك بعض الحشرات الضارة الأخرى، مؤكداً أن هناك لجنة رئيسية لمكافحة الطيور الغازية من مختلف الجهات الحكومية، وهناك تعاون كبير بينها وهي وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة الصحة، ووزارة الإعلام، ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، ووزارة الداخلية، وشركة بيئة، وتقوم كل جهة بدورها تجاه تقليل أعداد الطيور الغازية.

وأكد أننا لا نستهدف القضاء علي الطيور الغازية لأن لها دور في البيئة، إلا أن كثرتها تسهم في خلق خلل في التوازن البيئي الطبيعي، لافتاً إلي أن السياسات الحالية في وزارة البيئة وإدارة الحياة البرية بالهيئة العامة للخدمات البيطرية (اللجنة العلمية لإتفاقية السايتس المنوطة للإتجار في الحياة البرية (CITES) تمنع استيراد طائر المينا والغراب الهندى نهائياً ومعاملتها كطيور غازية.

وعن دور البحث العلمي وأهمية إدخال التعديل الجيني بحيث تنتقل صفة جينية لتقليل التكاثر، أكد أنه يوجد فريق بحثي يعمل تحت هذا العنوان بالفعل، ومكون من عدد من الجهات البحثية الحكومية والأكاديمية، ويهدف للمساهمة في مكافحة انتشار هذا النوع من الطيور، ومن ضمن المقترحات البحثية في المشروع عمل دراسة بحثية لمعرفة الصفات الجينية لهذه الطيور، وهل هي نفسها الصفات الجينية طيور المينا الموجودة في موطنها الأصلي، أو في الدول المجاورة، أو الدول الأخرى، وهل من الممكن عمل تعديل وراثي لمكافحة تكاثر هذا الطائر.

وتابع أن مقترحات التصدى للأنواع الغازية، تتمثل في تحسين الوعي العام بالأنواع الغريبة الغازية، وتعزيز القدرة على إدارة الأنواع الغازية، ومنع إدخال وانتشار هذه الأنواع من البحر او البر، فضلاً عن مراقبة الطيور وتدمير أعشاش الغربان الغريبة، بما في ذلك تحسينات في النظافة الحضرية والتقاط الغربان البالغة باستخدام المصايد، موصيا بضرورة وجود دراسات ميدانية وطرق دخول هذه الأنواع الغازية إلى بيئتنا المحلية فى مصر.

شاهد أيضاً
إغلاق