اخبار فلسطين

قراءة في أبعاد “معركة العلم” وإشكاليات المقاومة الشعبية 

فلسطين المحتلة خاص شبكة قُدس: ناقش برنامج المسار الذي تقدمه الزميلة لينا أبو الحلاوة ويعرض عبر شبكة قُدس الإخبارية، أفق التحرك الشعبي في الضفة ومسألة المقاومة الشعبية بالنقد والتحليل وهو النهج الذي انتهجته عدد من الفصائل الفلسطينية وتحدثت عنه السلطة الفلسطينية على مدار سنوات، ووجود متغيرات وأنماط جديدة في أنماط التحرك الشعبي.

وقال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وناشط في المقاومة الشعبية، خالد منصور، إن حاجز حوارة، المدخل الرئيسي لجنوب مدينة نابلس، شهد المئات من المواجهات والاشتباكات مع قوات الاحتلال منذ الانتفاضة الثانية وحتى اليوم.

وأضاف: ما حدث مؤخرا هو أن الحدث لم يقتصر على حاجز حوارة، وإنما تجرأت جماعات المستوطنين على الهجوم على البلدة، في محاولة لإرهاب الفلسطينيين وفرض سيطرتهم عليها.

وأكد منصور، أن المطلوب اليوم، هو تشكيل لجان شعبية في كل قرية وبلدة للدفاع عنها، وصد هجمات المستوطنين التي هي في توسع ومدعومة من حكومة وجيش الاحتلال ماديا وسياسيا.

وبحسب منصور، فإن المستوطنين يحاولون فرض سياسة جديدة وسيادة الاحتلال على منطقة حوارة، لذلك تقدموا بهجماتهم إلى داخل البلدة، وحاولوا منع رفع العلم الفلسطيني، وهو ما واجهه الأهالي في حوارة وتصدوا له.

ويرى منصور، أن حوارة، مثال للمناطق الفلسطينية التي يحاول فيها الاحتلال فرض سيطرته عليها مستوطنيه وجيشه معا.

وأكد، أن ما جرى مؤخرا، جعل أهالي حوارة يعلمون علم اليقين أن المستوطن متغطرس ويريد استغلالهم واستعبادهم وسرقة ممتلكاتهم.

ويرى مدير وحدة مراقبة الاستيطان في معهد أريج، سهيل خليلية، أن الاستيطان والمستوطنين هم جزء لا يتجزأ من الاحتلال، فقبل اتفاقية أوسلو كان عدد المستوطنين في الضفة الغربية لا يتجاوز 100 ألف وفي القدس 140 ألفا، أما اليوم فوصل عددهم في الضفة إلى أكثر من 913 ألفا وهذه الأرقام ليست بسيطة.

وأضاف: هذه الزيادة تعني بناء حوالي 160 ألف وحدة استيطانية خلال نحو 30 عاما، ونحن نتحدث عن مشروع استيطاني يقوم على إقامة الأبنية الاستيطانية وبناء شبكة طرق التفافية تصل المستوطنات مع بعضها البعض، والمناطق الصناعية التي كان لها أثر كبير في النمو الاستيطاني في الضفة، لأنها مناطق وفرت العمل القريب من المستوطنات وأصبحت أسهل بالنسبة للمستوطنين، ونحن نتحدث عن عملية تكاملية وتسهيلات بين مجالس المستوطنات وحكومة الاحتلال.

أما الكاتب والمحلل السياسي عامر المصري، فيرى، أن صراعنا مع الاحتلال صراع وعي بالدرجة الأولى، قائلا: للأسف أننا احتجنا لعقود طويلة إلى الإدراك أننا أمام احتلال إحلالي يريد هضم الأرض الفلسطينية، واحتجنا لوقت طويل لكي نشهد في بعض مناطق الريف الفلسطيني أننا أمام احتلال يريدنا أن ننتهي من هذه الأرض.

وأضاف: فاجأتنا الأحداث الأخيرة بنسف حالة الهلام الاقتصادي التي نتجت عن الانتعاش الاقتصادي، وهذا الوعي يجب أن لا يقف عند ردات الفعل وهي فرصة مناسبة لبلورة وعي حقيقي وراسخ في العقل الجمعي الفلسطيني بأننا أمام معركة صراع وجودي مع الاحتلال، ويجب أن ينسحب على مناطق مختلفة. 

ويرى الناشط جاد القدومي، أنه من حوارة وسط الضفة الغربية وصولا إلى الأغوار، هناك تجمع استيطاني يقطن فيه مستوطنون يتسمون بالعنف، والزحف الاستيطاني في هذه المناطق، وينفذون مخططات جيش الاحتلال بلباس مدني.

وذكر، أن المقاومة الشعبية المؤسساتية الموجودة حاليا أخفقت لأنها كانت تعمل وفق ردات فعل على مخططات استيطانية وليس على فكرة الوجود الاستيطاني، وهذا ما يؤدي بنا إلى مرحلة من التعايش مع المستوطنين.