اخر الاخبار

ليس كل ما يلمع ذهبًا

قلم/

  • الأميرة العنود بنت فيصل بن جلوي آل سعود
  • الطريق إلى الشهرة طريق شائك لا ينجو منه إلا من تسلح بالإيمان والخوف من رب العالمين والتشبث بالأخلاق والمبادئ وقاوم ملذات الشهرة ومغرياتها ليصنع من نفسه مشهور ناجح والأهم ذو قيمة!
    وقلة قليلة من المشاهير الذين أصبحوا منارة للعلم والثقافة والأخلاق؛ لتقديمهم كل ما هو نافع للوطن والمجتمع وخدمة الصالح العام، ولا مانع من الترفيه في وسائل التواصل الاجتماعي لكن لا أن تصل للسطحية والتفاهة! لكن وللأسف الشديد أن الأكثرية أغراهم الكسب السريع من الإعلانات وغيرها.. وجرهم تفاعل الجمهور وحبهم، فانعكس عليهم بما يضرهم ويضر أفراد المجتمع، لما لوسائل التواصل الاجتماعي والمشاهير التأثير العظيم على المجتمع بمختلف شرائحه.
    فبدلًا من أن يستخدم المشاهير وسائل التواصل لنشر كل ما هو مفيد، نجدهم يستغلون عواطف المتابعين ويشحذون المادة والكثير منهم يدس السم في العسل ويغسل أدمغة متابعيه!
    فلا عجب أننا نرى في مجتمعاتنا انتشار الشذوذ والتحرر الفاحش والانحلال وبشكل علني مقزز، أتعتقد أنه لا دور للمشاهير في ذلك؟
    أتدري أن المشهور يصل لابنك وابنتك قبلك! وأنهم لا إراديًا ينصاعون له ويقتنعون بكل حرف يتفوه به؟
    فديو واحد مدته عشر ثواني ينشره المشهور كفيل بزرع أفكار ومعتقدات ومبادئ غير سليمة ولا سوية في عقول أبنائك، بل المحزن أكثر أن المشاهير أصبحوا يؤثرون على البالغين النضَّج!
    وفي الآونة الأخيرة درج الكثير من المشاهير لإثارة الرأي العام بتصرفات مخالفة للفطرة على أنها تصرفات مقبولة وطبيعية لمجرد كسب متابعين أكثر ورفع نسبة المشاهدات، هذه التصرفات تؤثر بالتحديد على الجيل الصغير الذي يكبر مع ظهور هذه السلوكيات ويبدأ بتقبلها على أنها طبيعية ومقبولة! فتفسد قيمه وأخلاقياته والتي تمثلان جوهر الإنسان.
    في الختام يمكن القول بأننا بتنا نعيش في عالم افتراضي أكثر من عالمنا الواقعي، ولا يمكننا إنكار قوة تأثير المشاهير وسرعة تأثر الجمهور بمحتواهم، لكن من مبدأ المسؤولية الاجتماعية على المشاهير أولًا إدراك خطورة مجال عملهم وتحمُّل المسؤولية وتقديم أفضل محتوى لمتابعيهم بشكل محترم غير معاكس للفطرة ولا للدين، ثانيًا على كافة أفراد المجتمع عدم الانجراف خلف كل مشهور وتمجيده والاقتداء به بشكل كامل.
    بلدنا فيها الكثير من المبدعين والموهوبين بمختلف المجالات والتخصصات، فلنصنع مشاهير يمثلوننا ووطننا بشكل مشرف، ونكف عن تضخيم الطفيليات التي تنمو لتنخر عظام المجتمع ونتحرر من سيطرتهم.