اخر الاخبار

حي “الريان” بمكة المكرمة.. وغياب الخدمات – عين الوطن


حي “الريان” بمكة المكرمة.. وغياب الخدمات

بقلم / حاكم بن عايض المسعودي

إذا ذُكرت أحياء مكة المكرمة الحديثة فإنه يتبادر إلى الأذهان عدد من الأحياء ومن ضمنها حي الريان والذي يُعد أحد أبرز وأهم الأحياء النموذجية الحديثة الواقعة شرق العاصمة المقدسة، بل داخل حدود الحرم، والذي يقع على امتداد الطريق الدائري الرابع بالتقاطع مع طريق المسجد الحرام؛ كما يتميز عن غيره من الأحياء بقربه من مشعري منى ومزدلفة.
حيث يكتظ الحي بالعديد من السكان ولايزال في عملية تزايد سكاني وعمراني مستمر، ويخدمه عدة جوامع ومساجد بها مصلىً للعيد، كما خُصصت له عدة مساحات متنوعة ومتفاوتة للخدمات والمرافق التي تخدم الحي.
ولكن إذا تم الوقوف على أرض الواقع تجد أن الحي يفتقد إلى الكثير والكثير من الخدمات الأساسية الضرورية الغائبة عنه منذ عدة سنوات، لاسيما أن الأهالي طالبوا بإيجادها وتوفيرها ولايزالون، وتكررت مطالبهم عبر وسائل الإعلام المختلفة حتى بات السؤال الأول في الأذهان أين الخدمات عن الحي؟ ولماذا لم تجد لها صدىً يُذكر إلى الآن؟
فحينما تُذكر الخدمات الغائبة فليس المقصود من ذلك غياب الخدمات الفرعية أو الترفيهية أو غياب أسواق الماركات العالمية، بل أن الغياب طالَ ماهو أهم وأكبر من ذلك من خدمات أساسية لأي حي سكني يمكن أن تتواجد فيه من بنية تحتيه وتعليم وصحة واتصالات ومرافق حكومية وخدمية وغيرها..
ولك أن تتخيل عزيزي القارئ حياً سكنياً نموذجياً يتربع داخل حدود الحرم يفتقد للعديد من المقومات والتي منها مايلي:

  • مدخل ومخرج رئيسي للحي
  • مدارس للجنسين (جميع المراحل)
  • مركز صحي حكومي وخاص
  • مرافق حكومية (مركز شرطة – مركز إسعاف – دفاع مدني – مكتب عمدة) ونحوها
  • مرافق خدمية تطوعية
  • البنية التحتية (صرف صحي – شبكة مياه – شبكة اتصالات)
    فضلاً عن ذلك يظهر للعيان غياب الخدمات المساندة كالملاعب والحدائق وممشى الحي والنوادي الثقافية والتي بات وجودها اليوم ضروري لأي حي سكني، علماً بأن حي الريان تتوافر به المساحات المخصصة والمصممة مسبقاً لتنفيذ وتوفير تلك الخدمات عليها.
    وبعد ذلك لعلنا نعيد السؤال السابق مرةً أخرى ونقول ماذا يمتلك الحي من خدمات ومقومات؟
    ألا يُعد المدخل الرئيسي للحي بمثابة الواجهة والبوابة الأولى له والتي لاغنى لأي حيٍ عنه فضلاً عن كونه أحد مداخل مكة المكرمة من جهة المشاعر المقدسة ؟؟
    أليس في وجود مدخل رئيسي للحي دور هام في تنظيم وسلاسة حركة المرور من خلال تقيد قائدي المركبات بأنظمة السير؟؟
    ألا يساهم إنشاء مدارس بالحي في بناء العملية التعليمية وزيادة الطاقة الاستيعابية لها، خصوصاً مع وجود الفئة العمرية في مراحل التعليم العام وتزايدها بشكل كبير وملحوظ من أبناء الحي ؟؟
    ألا يعتبر حالياً وجود المجمعات التعليمية في كل حي من الأمور التي تساهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 في الحصول على فرص تعليم جيد وفق خيارات متنوعة ؟؟
    ألا يُساهم توفير مركز صحي بالحي في تحسين جودة حياة قاطنيه من خلال بناء مجتمع صحي وآمن ؟؟
    ألا يُسهم توفير مركز رعاية صحية أولية داخل الحي في زيادة رفع نسبة الوعي الصحي لدى ساكنيه ؟؟
    أليست المرافق الحكومية (بكافة قطاعاتها) بمثابة صمام أمان للحي – بعد الله – ووجودها يسهم في رفع نسبة الأمان ويقلل نسبة المخاطر ؟؟
    ألا يُحقق إنجاز المرافق الحكومية بالحي لمعاملات ساكنيه توفير الوقت والجهد على الإدارات الأخرى المماثلة في الأحياء المجاورة ؟؟
    أليس من المهم وجود مركز اجتماعي بالحي ينشر الوعي والأخلاق الفاضلة ويزيد من أواصر الترابط بين أبناءه ؟؟
    ألا يساهم المركز الاجتماعي في تنمية قدرات أبناء الحي واستثمارها بما يعود بالنفع عليهم وعلى مجتمعهم ؟؟
    وكيف يكون الحال لحيٍ مملوءٍ بالسكان ومزدهرٌ بالنهضة والعمران دون وجود بنيةٍ تحتية ؟؟
    ألا تعتبر باقي الخدمات كالملاعب والحدائق وممشى الحي والنوادي الثقافية من العوامل التي تساهم في تحقيق رؤية المملكة (2030) والتي من مستهدفاتها “استحداث مجموعة كبيرة من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والتطوعية والرياضية عبر تمكين المنظومة التعليمية والثقافية والترفيهية “.
    ألا يستحق حي الريان وغيره من أحياء مكة المكرمة المجاورة للحرم أن تصلها تلك الخدمات، بل جميعها ؟؟
    ألا يستحق حي الريان وغيره من أحياء مكة المكرمة المجاورة للحرم أن تكون نموذجية ؟؟
    ألا وألا وألا … إذاً فمتى ؟؟