مقالات

جمعية الإمارات للفلك: اليوم بدء دخول “أربعين المريعي”

كشفت جمعية الإمارات للفلك أن فصل الشتاء في التقويم التراثي لأهل الخليج العربي ينقسم الى فترتين رئيسيتن كل منها 40 يوماً، وبين الفترتين هناك عشرة أيام تسمى “أيام الحسوم” لا تستقر على برد او دفء وتختلف أجوائهن، مفيدة أن هذه الفترتين تسميان “أربعين المريعي” و”أربعين العقربي”.

الفترة الأولى

وقال إبراهيم الجروان رئيس جمعية الإمارات للفلك: إن “أربعين المريعي” تمتد لأربعين يوم بدأت اليوم وتنتهي في 5 فبراير المقبل، وتتميز بالبرودة الشديدة وتساقط المطر وتنخفض فيها الحرارة لأدنى مستوى لها وتوصف بشدة البرد وتوغله باطن الأرض وداخل البيوت ويتشكل الصقيع صباحاً ويبلغ البرد أشده وتقل الأسماك في المياه الضحلة بحثاً عن الدفء في الأعماق، وفقاً لوكالة الأنباء الإمارات “وام”.

أربعين العقربي

وأضاف ان “أربعين العقربي” تمتد أيضاً أربعين يوماً، وتبدأ في 6 فبراير المقبل، وتنتهي في 17 مارس المقبل، وتتميز بغزارة الأمطار وشموليتها أي أن مطرها يكون أعم ويشمل مناطق واسعة، ويقال “العقربي تسقي بر وبحر”، كما تتميز بنشاط رياحها وتقلبها بين شمال “شمالية غربية” و”شمالية شرقية” و”جنوبية غربية”.

‏ ولفت الجروان إلى أن من المصطلحات التراثية المرتبطة بالبرد والشتاء والمنبثقة من اللغة العربية الفصحى ولسان العرب “السبرة ” و”الصردة” تصف البرودة وتعنيان شِدَّة برد الشتاء.
تابعوا المزيد: الأرصاد السعودية: دخول الشتاء فلكياً سيكون يوم 22 ديسمبر الجاري

الانقلاب الشتوي

وفي وقت سابق، أوضحت الجمعية الفلكية بجدة، أن الانقلاب الشتوي حدث يوم 22 ديسمبر عند الساعة 06:28 صباحاً بتوقيت مكة المكرمة، حيث تكون الشمس ساطعة مباشرة على مدار الجدي، وهي علامة على بداية فصل الشتاء فلكياً في النصف الشمالي من الكرة الأرضية “الذي يستمر 89 يوماً” والانقلاب الصيفي في النصف الجنوبي.
وفقاً لـ”واس”، أوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة أن الانقلاب الشتوي يسبب ميلان محور الأرض وحركتها حول الشمس، ولأن الأرض أثناء دورانها حول الشمس ليست عمودية ولكن مائلة بمقدار 23.5 درجة، لذلك فإن النصف الشمالي والنصف الجنوبي يتبادلان الأماكن في استقبال ضوء الشمس، وعليه فإن ميلان الأرض وليست المسافة التي تفصلها عن الشمس هي السبب في حدوث الفصول الأربعة.
وأشار إلى أن القطب الشمالي يكون مائلاً بعيداً عن الشمس في يوم الانقلاب الشتوي، وتصل الشمس ظاهرياً إلى أقصى نقطة جنوب السماء، لذلك فإن جميع المواقع شمال خط الاستواء يكون طول النهار فيها أقل من 12 ساعة في حين أن المناطق جنوب خط الاستواء يكون فيها النهار أطول من 12 ساعة.
وأضاف: “بشكل عام ليس كل الأماكن حول العالم لها شروق وغروب في يوم الانقلاب الشتوي، فشمال الدائرة القطبية عند خط العرض 66.5 درجة شمال، لا يوجد شروق أو غروب للشمس في هذا اليوم لأن الشمس تبقى تحت الأفق طوال اليوم، في حين أن في الدائرة القطبية الجنوبية عند خط العرض 66.5 درجة جنوب لن يرصد شروق أو غروب للشمس أيضاً، لأن الشمس تظل فوق الأفق طوال اليوم وهي ظاهرة تعرف بشمس منتصف الليل وهي أحد أدلة كروية الأرض”.
وتابع: “يلاحظ في يوم الانقلاب الشتوي تأخر الفجر. كما أن الشمس تشرق من أقصى الجنوب الشرقي وقوس المسار الظاهري للشمس في قبة السماء يكون منخفضاً. وعند الظهر “الزوال” تكون ظلال الأشياء في أقصى طول لها خلال السنة، ومن ثم يأتي غروب الشمس مبكراً”.
الجدير بالذكر، بعد وصول الشمس أقصى نقطة جنوب السماء” ظاهرياً” في الانقلاب الشتوي، يلاحظ وكأنها تشرق من نقطة واحدة جنوب السماء لبضع الأيام، قبل أن تبدأ مسارها الظاهري باتجاه الشمال من جديد، نتيجةً لحركة الأرض في مدارها حول الشمس، وتبدأ بعد ذلك زيادة ساعات النهار حتى تتساوى مع ساعات الليل بحدوث الاعتدال الربيعي في 20 مارس 2024.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر