اخبار الإمارات

أزمة المنطاد اختبار لمستقبل العلاقات بين واشنطن وبكين

جنود تايوانيون خلال تدريبات.(أرشيف)

جنود تايوانيون خلال تدريبات.(أرشيف)

الخميس 9 فبراير 2023 / 16:12

اعتبرت الكاتبة لورا كيلي أن إسقاط الولايات المتحدة منطاد التجسس الصيني في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، يوفراختباراً لواشنطن وبكين على كيفية التعامل مع أزمة غير متوقعة- والنتائج المترتبة عليها.

الأكثر خطورة في هذه القضايا بالنسبة للولايات المتحدة والصين، هي تايوان

وقالت في مقال بموقع “ذا هيل” إنه بينما عمق الحادث من إنعدام الثقة والشكوك بين الولايات المتحدة والمسؤولين الصينيين وأخّر المحادثات الإستراتيجية الرامية إلى ترسيخ الاستقرار في العلاقات، فإن مخاطر اندلاع مواجهة بين أكبر قوتين في العالم، تبقى متدنية.

ومع ذلك، فإن المعركة بين الجمهوريين والديمقراطيين-في مناخ حزبي ينظر من خلاله إلى الصين على أنها الخصم الأكبر إيديولوجياً واقتصادياً، تنطوي على احتمال تحول الأزمات إلى اضطرابات خطيرة.

الأجواء المشحونة
وتظهر جوقة الجمهوريين التي تنتقد تأخر الرئيس جو بايدن في إسقاط المنطاد “الأجواء المشحونة في واشنطن في ما يتعلق بالصين” وفق ما قال ديفيد ساكي الزميل الباحث في مجلس العلاقات الخارجية، حيث ينصب عمله على دراسة العلاقات الأمريكية-الصينية.

وقال ساكي إن الحزبين لا يريدان “الظهور بمظهر الضعف حيال الصين”، لكن هذا يثير القلق حول المساحة المتاحة أمام المسؤولين الأمريكيين لخفض التصعيد في أزمة أكثر احتداماً. وأضاف: “إذا كانت لديك أزمة حقيقية، سيكون من الصعب على أي رئيس من كلا الحزبين خفض التصعيد أجل العثور على حل ديبلوماسي، لأنه ستكون هناك دعوات صاخبة من أجل إتخاذ إجراء قوي بقدر المستطاع”.

احتمالات الأزمة عالية
كما أن احتمالات اندلاع أزمة فعلية هي عالية، أخذاً في الاعتبار نقاط التوتر بين بكين وواشنطن والتي تشمل تايوان والتهديد النووي القادم من كوريا الشمالية أو الدعم الضمني لروسيا في حربها بأوكرانيا.
ويلمح المسؤولون الصينيون إلى استعدادهم لقطع الاتصالات على أعلى المستويات مع المسؤولين الأمريكيين. وأعلن البنتاغون الثلاثاء أن وزير الدفاع لويد أوستن لم يتمكن من الاتصال بنظيره الصيني عبر الهاتف بعد اسقاط الولايات المتحدة للمنطاد.

 

وصرح الناطق باسم البنتاغون البريغادير جنرال بات رايدر: “نعتقد بأهمية الحفاظ على خطوط اتصالات مفتوحة بين الولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية من أجل معالجة العلاقات بمسؤولية…إن خطوط الاتصال بين جيشينا تكتسب أهمية خاصة في لحظات كهذه”.
لكن المحللين يقولون إن الرد الصيني على اكتشاف الولايات المتحدة للمنطاد، قد كشف حالة من الإهتزاز في الدولة تحت قيادة الرئيس شي جين بينغ، مما يثير مخاطر وقوع المزيد من الأزمات غير المتوقعة.

تخبط وعدم انسجام؟
وقال هو-فونغ هونغ البروفسور في الاقتصاد بكلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز: “بالنسبة لرد الفعل الصيني، كان ثمة شيء استثنائي…ويبدو أن هناك تخبطاً، وأن هناك عدم انسجام في ما يتعلق بالرد”.
وأضاف إنه كان هناك تخبط في الرسائل الصادرة عن المسؤولين الصينيين- في البداية أعربوا عن الأسف لأن المنطاد دخل الأجواء الأمريكية ومن ثم ساورتهم الشكوك لأن بايدن أرسل صاروخاً لإسقاطه-مما يعكس التخبط الذي ساد لدى المسؤولين الصينيين في مواجهة كوفيد-19 وأزمات محلية أخرى.

ويقول المسؤولون في إدارة بايدن إنهم يتطلعون إلى توافر الظروف من أجل إعادة ترتيب موعد زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن للصين، والتي كان تم إرجاؤها عقب اكتشاف المنطاد، لكن لم يتحدثوا عن الخطوات التي يتعين على الصين اتخاذها لتهدئة التوتر.
وكانت التوقعات أصلاً متواضعة بالنسبة إلى ما ستخرج به الاجتماعات، التي كان من المفترض أن يعقدها بلينكن هذا الأسبوع. لكن كان ينظر إلى الزيارة على أنها محطة مهمة للمسؤولين الأمريكيين والصينيين للإتفاق على كيفية الاخبار السعودية حول المسائل الأكثر إثارة للجدل في العلاقات، وكيفية منع وقوع انفجارات جيوسياسية.

تايوان
والأكثر خطورة في هذه القضايا بالنسبة للولايات المتحدة والصين، هي تايوان، التي تعتزم بكين ضمها إلى البر الصيني.
وأعلن بايدن أربع مرات على الأقل التزامه الدفاع عن الجزيرة في حال تعرضت لهجوم صيني، على رغم أن مسؤوليه الكبار شددوا على أن الإدارة الأمريكية تعمل وفقاً لإعلانات بين واشنطن وبكين في ما يتعلق تايبه.
ومن المرجح أن تصعد الصين لهجتها أكثر في حال مضى رئيس مجلس النواب الأمريكي الجمهوري كيفن ماكارثي في خطته لزيارة تايوان، بعدما أصدرت وزارة الخارجية الصينية بياناً الشهر الماضي يحذر من مثل هذه الزيارة.