منوعات

مشاهدة صورك القديمة مرة أخرى سلاح ذو حدين.. كيف نفهم مشاعرنا تجاهها؟


الشيماء أحمد فاروق


نشر في:
الثلاثاء 9 يناير 2024 – 9:12 م
| آخر تحديث:
الثلاثاء 9 يناير 2024 – 9:12 م

أصبحت أرشفة الأجزاء الأكثر دنيوية وبساطة من الحياة مثل تصوير أنفسنا مع الأطعمة أو الأماكن المختلفة أو الأصدقاء، أمرًا تلقائيًا تقريبًا، وتناقش الطبيبة النفسية كريستين آي.باتشو آثار هذه الصور سواء الآثار السلبية أو الإيجابية، في ضوء أحدث الإحصاءات التي نشرت حول مشاركة الصور الذاتية للأشخاص عن منصات إلكترونية مختلفة.

أدى إدخال التصوير الفوتوغرافي إلى إنشاء خزان جديد للذكريات، بحلول مطلع القرن العشرين، أتاحت الكاميرات العملية المستخدمة من قبل غير المحترفين التقاط الصور ليصبح جزءً من الحياة العادية، وأدى التحول الأحدث إلى الاعتماد السائد على التصوير الرقمي إلى جعل التقاط الصور وحفظها أكثر ملاءمة وأصبحت ذكرياتنا بصحبتنا دائماً على الهواتف الذكية، وبدءً من عام 2021، تم تخزين ما يقرب من 4.5 تريليون صورة على صور Google، مع تحميل 28 مليارًا كل أسبوع، وشارك مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي ما لا يقل عن 3.5 مليار صورة يوميًا، وهذه الأرقام تتزايد بشكل كبير سنة بعد سنة.

تقول آي.باتشو إن الذكريات “باعتبارها روابط لماضينا، يمكن أن تؤثر على ذكرياتنا وعلى حياتنا الحالية، وخططنا المستقبلية، ورفاهتنا”، ومن هذه الإيجابيات:

– يمكن أن يؤدي النظر إلى صورك الفوتوغرافية إلى زيادة التأثير الإيجابي وتقليل التأثير السلبي لأن الصور يمكن أن تحسن مزاجنا وتقلل من المشاعر السلبية، ورؤية شيء جميل أو مضحك أو لطيف أو مهم يمكن أن تجعلنا، حيث أظهرت الأبحاث أن مشاهدة الصور المرتبطة بذكريات إيجابية معينة من السيرة الذاتية تزيد من الحالة المزاجية الإيجابية وتساعد في إصلاح الحالة المزاجية السلبية الناجمة عن مقطع فيلم حزين.

– يمكن للصورة تصحيح التفاصيل غير الدقيقة حول كيفية تذكر شخص ما أو مكان أو حدث، لأنه بمرور الوقت وتجارب الحياة، يمكن أن تصبح ذكرياتنا مشوهة حول الأشياء.

– يمكن أن تساعدنا مقارنة الماضي والحاضر من خلال الصور في تقدير مدى التقدم الذي أحرزناه.

– الصور الشخصية تثير ذكريات أكثر حيوية وتحتوي على معلومات حسية إدراكية أكثر ثراء، مما ينتج مشاعر أعمق لإعادة تجربة الماضي، ويمكن أن يساعد ذلك في إبعاد الشخص عن المشاكل الحالية أو الحزن أو مشاعر اليأس. .

– يمكن لصور إثارة الحنين الذي يحفز نحو إعادة التواصل مع أولئك الذين كانوا مهمين بالنسبة لنا.

وتشير آي.باتشو إلى أن الصور ليست دائما إيجابية، فهي سلاح ذو حدين يمكن أيضا أن يصنع تأثيرات سلبية، مثل:

– إثارة الشعور بالحزن، خاصة لدى كبار السن، حيث جدت إحدى الدراسات أن الصور الشخصية كانت أكثر عرضة لتقليل الحالة المزاجية السلبية لدى الشباب أكثر من كبار السن، ويستخدم الشباب بشكل روتيني وسائل التواصل الاجتماعي لمشاركة لحظات حياتهم، مما يعزز دور الصور في التعبير عن الذات وتكوين الهوية، ويساعد الحفاظ على الحاضر في المنشورات عبر الإنترنت على ترابط حاضرهم، ولكن ذلك لا يحدث مع الإكبار.

– عندما نشاهد صورًا معينة، قد نكتسب رؤى جديدة مزعجة حول أجزاء من ماضينا.

– كما أن الصور قد تكون سلبية بالنسبة للشركاء المنفصلين، لأن ذلك يثير الشعور بالحزن وما يريد كل طرفه نسيانه.

– التفكير في مدى زيف الصور، لأن بعض هذه الصور تم التقاطها أثناء لحظات سيئة ولكن ابتسامة الصورة أخفت هذا الشعور.

وأوضحت آي.باتشو: “في نهاية المطاف، يمكن أن يكون النظر إلى الصور الشخصية تجربة صحية، حيث يساعدنا على البقاء أو التواصل مع ذواتنا أو التواصل مع الآخرين لتقديم الدعم وتلقيه، ويمكن أن يساعدك ذلك على إدراك أن قيمة ما كنت عليه وما فعلته في الماضي لا يزال قائمًا، وفهم التغيير كفرصة للانخراط في تحديات جديدة للنمو والإنجاز، وتذكر أنك تجاوزت خيبات الأمل في ماضيك، مما يدل على قدرتك على تحقيق النجاح والصمود”.