تكنولوجيا

ملخص مؤتمر #MadeByGoogle 2023 الكامل: جوجل تثير حيرتنا!

اليوم أعلنت جوجل عن العديد من الابتكارات الجديدة خلال مؤتمر #MadeByGoogle السنوي  لتوسعة مجال استخدام الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية بجانب إطلاقها للنسخ الجديدة من هواتفها الرائدة المحسنة، الـ Pixel 8 وأخيه الأكبر الـ Pixel 8 Pro — الهواتف الجديدة التي أتت ببعض التطورات الغريبة في بعض المناطق الغير متوقعة، والتي لم تشمل استخدام التيتانيوم، لكنها تزيد روعة التفاحة.

إليك ملخص مؤتمر جوجل الذي أعطى ضربة مباشرة للمنافسين في المجال التقني.

يبدو مألوفاً من الخارج، مختلف كلياً من الداخل:

بعد سنوات من التجارب الغريبة خرجت علينا جوجل اليوم بهواتف Pixel 8 و Pixel 8 Pro بعدما قررت أن تستقر على هوية واحدة لأجهزتها، وأن تعتمد على تصميم معروف يميز هواتفها لتتفرغ لتطوير هواتفها داخلياً لتكون نداً لباقي الهواتف في السوق.

هواتف السلسلة الجديدة (وكما يظهر امامكم في الصور) مشابهة بنسبة كبيرة لهواتف العام الماضي، لا يوجد فارق ملحوظ يذكر على مستوى التصميم، فتركيز جوجل بات أكثر كما ذكرنا على تطوير الهاتف داخلياً.

يأتي هاتف Pixel 8 Pro بشاشة OLED بحجم 6.7 بوصة بدقة 3120×1440 بيكسل وبدعم معدل تحديث متغير يصل إلى 120Hz مع سطوع شاشة يصل إلى 1600nits والقدرة على عرض أكثر من مليار لون بمعيار DCI-P3، وأعلى الشاشة هناك ثقب للكاميرا الأمامية التي تأتي بدقة 10.5 ميجابيكسل. بالطبع، الشاشة ليست بالخارقة، ولا يصل مستواها إلى شاشة الـ iPhone 15 Pro على السبيل المثال، لكنها جيدة للغاية بالمقارنة بمعظم الهواتف في العالم وهي مرضية جداً لعامة المستخدمين وحتى المحترفين منهم. 

يحتوي Pixel 8 Pro على مستشعر لدرجة الحرارة يمكن استغلاله لقياس درجة حرارة جسم الإنسان أو درجة حرارة أي شيء محيط ككوب للقهوة مثلاً، ميزة ذكرتني بهواتف Samsung الرائدة منذ 10 سنوات التي أصبحت في المقبرة التقنية عندما كانت تأتي بمستشعر لقياس درجة حرارة الغرفة – الأيام الخوالي. بالتأكيد حصول الـ Pixel 8 Pro على هذه الميزة الجديدة أمر جيد، ورغم أني أرى أن إضافتها في هذا الوقت غير منطقي (كانت ستكون مثالية إذا تم إطلاقها قبل عامين أو ثلاث)، إلا أنني سعيد بها لأنها تعيد ذلك الشغف التقني بداخلنا. 

تطورات كاميرا البكسل الجديدة المدعمة بالذكاء الاصطناعي:

بعيداً عن تلك الأمور المحيرة، الـ Pixel 8 أتى بنظام كاميرات جديد، حيث حصلت الكاميرا على أربعة ميزات جديدة أساسية، وهي: “Best Take” و “Macro Focus” و “Astrophotography”، بالإضافة إلى “Pro Controls” التي ستكون حصرية لـ Pixel 8 Pro تحديداً؛ لأنه بالطبع “برو”، هه.

خاصية “Best Take” تقوم بالتقاط صور كثيرة قبل وبعد التقاط الصورة ومن ثم تتيح القدرة للمستخدم على تغيير تعبيرات الوجه من الصور السابقة أو اللاحقة، وهذا الأمر يمكن استخدامه في الصور العائلية أو التجمعات لضبط وضعية كل شخص في الصورة على حدة، حتى لا يأتي أحدهم ويسألك السؤال المعتاد: “لماذا اخترت نشر الصورة التي أبدو فيها قبيحاً وأنت جميل؟”، وهنا جوجل حسمت الأمر أخيراً لهذه الجملة المستفزة. 

ميزة “Macro Focus” التي تعتمد قدراتها على عدسات الكاميرا المتغيرة يمكنها تصوير أشياء قريبة جداً للكاميرا حتى أن يصل مدى قربها لـ 2 سم فقط، وخاصية “Astrophotography” تمكنك من تصوير النجوم والمجرة ليلاً حين تواجدك في مكان ناء دون الحاجة إلى ضبط الإعدادات يدوياً أو استخدام معدات ثقيلة لأخذ الصورة. 

أخيراً، خاصية “Pro Controls” المصممة للمحترفين وخبراء التصوير تعطي للمستخدم القدرة على تعديل أي إعدادات في الكاميرا يدوياً قبل التصوير، بالإضافة إلى إعطائها القدرة للمستخدم على استخراج الصور الخام الملتقطة مباشرة من الكاميرا بجودتها الكاملة ودقتها الأصلية دون تعرضها إلى معالجة أو ضغط، وهذا يسمح للمستخدم فيما بعد إدخاله تلك الصور المتلقطة إلى تطبيقات تعديل الصور الاحترافية مثل Lightroom أو التطبيقات الأخرى المشابهة لتعديلها وضبط إضاءتها وتشبعها بشكل حر كما يريدها المصور تماماً.

الدعم لآخر زفير:

الترقية الأبرز في الهاتف في رأيي هو الدعم المطول للتحديثات، حيث وعدت جوجل خلال المؤتمر مستخدمي الهواتف الجديدة بـ 7 سنوات من التحديثات. جوجل قالت في المؤتمر أنها ستعطي 7 سنوات من تحديثات النظام الشاملة، أي أنه سيبقى مدعوماً حتى 2030، وتلك المدة هي الأطول في تاريخ نظام الأندرويد! هذا استكمالاً لسعيها خلف النهج الذي تتبعه Apple مع هواتفها التي تتراوح فترة دعمها ما بين الـ 5 سنوات وحتى الـ 7 في بعض الأحيان.

ولماذا جوجل واثقة من قدرة الهاتف على الاستمرار لكل تلك المدة؟ لأن الهاتف يعمل برقاقة جوجل الجديدة Google Tensor G3 المبنية بدقة 4nm في مصانع سامسونج وتحتوي على 9 أنوية لمعالجة البيانات، وفي الهاتف يوجد 12 جيجابايت من الذاكرة العشوائية – موحدة لجميع النسخ، ويأتي بثلاث خيارات للذاكرة التخزينية تتراوح بين 128 جيجابايت وصولاً للـ 256 جيجابايت وحتى الـ 512 جيجابايت، وكل ذلك يعطي شعوراً جيداً حول قدرة الهواتف على العيش لأمد طويل نسبياً، وبطارياتها التي تبلغ سعتها الـ 4575 ميللي أمبير في الـ Pixel 8 العادي والـ 5050 ميللي أمبير في الـ Pixel 8 Pro مع قدرة الشحن المتوسطة التي تصل إلى 27 واط قد تسند الأمر، حيث أن المستخدم المتوسط مع تلك البطاريات في الأغلب لن يحتاج إلى تغيير البطارية خلال تلك المدة، إلا لو ساءت الأمور بشدة بعد ثلاث أو أربع سنوات، حينها لن يكلفه الأمر إلا بضعة دولارات لتغيير البطارية واستكمال استخدام هاتفه دون أي مشاكل.

بهارات إضافية لإتمام الوصفة:

أخر شيء جديد في الهاتف كانت ترقية مقاومة المياه والغبار من اعتماد IP67 إلى IP68، كما أنه أخيراً وبعد طول انتظار تم ترقية مستشعر بصمة الاصبع الضوئي بآخر من نوع “ألترا-سونيك” مثل المتواجد في هواتف سامسونج الرائدة، والذي لا يعتمد على الضوء لرؤية بصمة اصبعك، وإنما يعتمد على انعكاسات موجات الالتراسونيك الغير مرئية، وهذا يغني عن توهج الهاتف الشديد لقراءة بصمة أصبعك، ويقلل من ازعاجك ليلاً حين فتح هاتفك، بالإضافة إلى أنه أسرع؛ بسبب توفيره لتلك اللحظة التي ينشط فيها الشاشة.

الاكسسوارات والمنتجات الجانبية:

بجانب الـ Pixel 8 والعديد من التطورات التقنية في تلك الأجهزة، أعلنت Google أيضاً عن الـجيل الثاني من الـ Pixel Watch وسماعة الـ Pixel Buds Pro الجديدة، الاكسسوارات الجديدة لعائلة البكسل التي اتت ببعض التقنيات الجديدة والتحسينات التي قد تفيد نطاق واسع من المستخدمين.

الـ Google Pixel Watch 2 أتت بنفس مستشعر قياس درجة حرارة الجسم المتواجد في الجيل الجديد من هواتف البكسل، وإضافة على ذلك، أضافت Google نظام الـ Body Response الخاص بشركة Fitbit – ذلك النظام الذي يعمل بخوارزمية تعلم آلي لاستشعار علامات القلق أو التوتر على المستخدم بالاعتماد على بعض العوامل التي تشمل معدل ضربات القلب وتغيرات أنماط معدل ضربات القلب وحرارة الجلد، وعند استشعار تلك العلامات سترسل لك الساعة إشعاراً حول حالتك وستعطيك بعض النصائح لتخفيف توترك أو أخذ رد فعل لتهدئة نفسك أو أخذ قسط من الراحة. القراءة فقط عن تلك الميزة يشعرني بالراحة لسبب ما، وهي فعلاً الميزة الأفضل في الساعة الجديدة والتي ستفيد الكثير من الناس الذين يمرون بضغوطات عديدة خلال يومهم، ومن المحتمل أن تترك أثراً إيجابياً على صحتهم على المدى البعيد.

بالنسبة للـ Pixel Buds Pro الجديدة، والتي تكمن ميزتها الأساسية في قدرتها على التوقف تلقائياً وتشغيل “وضع الشفافية” (حيث يمكن للمستخدم الاستماع إلى محيطه) حينما يبدأ المستخدم في التحدث، حينها تستوعب السماعة أن هناك من يتحدث مع المستخدم وأن عليها التوقف ليتمكن من الاستماع إلى من يتحدث له، وحين الإنتهاء من المحادثة تعود السماعة للعمل مرة أخرى واستكمال تشغيل الصوت، وهذا أفضل ما أضيف للـ Pixel Buds Pro في رأيي. جوجل لم تتوقف هنا وأضافت تحسينات لجودة الصوت في المكالمات، حيث أولاً أضافت الشركة تقنية “Bluetooth Super Wideband” التي أخبرتنا جوجل أنها تزيد من معدل بيانات الصوت المنتقلة عبر إشارة البلوتوث للضعف، وهذا يفتح مجالاً لزيادة جودة الصوت وتوسعة نطاق التردد حتى يصبح الصوت أكثر واقعية ونقاءاً عن السابق. 

انطباع أولي عام:

يبدو أن جوجل تتبع الآن وصفة آبل في تطوير منتجاتها، ويبدو أن الأمر يعمل بشكل جيد معهم بالفعل، حيث أن الإكسسوارات الجديدة أتت ببعض التحسينات التي فقط طلبها المستخدمون، وعلى الجانب الآخر: الـ Pixel 8 والـ Pixel 8 Pro يبدوان صفقة رابحة للمستخدم.

 في رأيي أن قيمة الهواتف العظيمة مقابلها سعرها الذي يبدأ بـ 700 دولار فقط للنسخة العادية و 1000 دولار للنسخة البرو يشكل قراراً دون تفكير في أنهما الهواتف المثالية لأي شخص يبحث عن هاتف أندرويد جيد الآن، وتعطيها ميزات جوجل الحصرية المزيد من القيمة، ومع وعد جوجل بأن فترة الدعم ستصل إلى 2030، أنا متأكد من أن هذه الهواتف هي الأفضل سعرياً وسط جميع هواتف الأندرويد بشكل عام.

في هذه الأثناء، تتوفر هواتف Pixel 8 الجديدة للطلب المسبق اليوم، ومن المتوقع أن يصل للأسواق في الثان عشر من أكتوبر الجاري. 

?xml>