تكنولوجيا

ثورة Nightshade.. أداة تحمي الفنانين من مخالب الذكاء الاصطناعي

انتفض عالم الفن الرقمي مع انتشار أداة نايتشيد Nightshade، سلاحهم السري في مواجهة تهديد يزداد شراسةً: سرقة الذكاء الاصطناعي لأعمالهم وإعادة إنتاجها.

ففي غضون خمسة أيام فقط منذ إتاحته للتنزيل في 18 يناير، حقق Nightshade ربع مليون عملية تحميل، ما يعكس الحاجة الملحة لحماية الإبداع في عصر يطمس الذكاء الاصطناعي الحدود بين الأصولية والنسخ.

يقول بن تشاو، البروفسور في علوم الكمبيوتر بجامعة شيكاغو الذي يقود مشروع نايتشيد: «توقعت حماسًا عاليًا، لكن استهنت بالمدى. استقبالٌ يفوق الخيال حقًا. ومن ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي، تأتي التنزيلات من جميع أنحاء العالم».

ذو صلة > OpenAI تدافع عن استخدامها المواد المحمية بحقوق الطبع في تدريب الذكاء الاصطناعي

قبل أداة Nightshade، كان تحميل أي صورة على الإنترنت يعني احتمالية إضافتها إلى مجموعة تدريب الذكاء الاصطناعي، بغض النظر عن حقوق الملكية الفكرية للعمل.

لكن هذه الأداة تعمل كـ «تسميم للبيانات»، إذ تقوم بتعديل بنية الصورة بطريقة تخدع نماذج الذكاء الاصطناعي. لا تلحظ العين البشرية غالبًا هذا التحريف، وقد تظهر بضع بكسلات غريبة فقط في الأعمال ذات التفاصيل القليلة، خاصةً إذا لم يُستخدَم الإعداد ذو «الكثافة المنخفضة» في Nightshade.

كما يمنع «التظليل» آليات استخلاص البيانات التي تخدم نماذج الذكاء الاصطناعي من تفسير محتويات الصورة بشكل صحيح.

يضرب موقع نايتشيد المثل ببقرة في حقل أخضر، التي قد تبدو للذكاء الاصطناعي وكأنها حقيبة جلدية ملقاة على العشب. صورة الكلب تصبح قطة، وهكذا.

حتى وإن تم اقتصاص أو ضغط الصورة أو تعديلها بصريًا ببرنامج فوتوشوب، لا تستطيع أدوات الذكاء الاصطناعي مثل Dall-E و Stable Diffusion الكشف عن المحتوى الأصلي.

لكن برنامج Nightshade قد لا يكون كافيًا وحده بالنسبة لبعض الفنانين. صحيح أنه يغير المحتوى الظاهر للصورة، لكن يلزم أداة أخرى لمنع الذكاء الاصطناعي من تقليد أسلوب الفنان.

هنا يأتي دور Glaze، الأخ الأكبر لـ Nightshade والأداة الأولى التي طورها فريق جامعة شيكاغو.

اقرأ > OpenAI تُعدل سياساتها: هل تفتح باب استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري؟

يعمل Glaze بشكل مشابه، بتعديل بيانات الصورة دون تغيير كبير في مظهرها. لكن بدلاً من تغيير موضوع العمل الفني، فإنه يغير أسلوبه البصري.

وبالتالي، فإن استخدام كل من Nightshade و Glaze معًا يضمن بشكل أكبر عدم جدوى أعمال الفنان في نظر آليات استخلاص بيانات الذكاء الاصطناعي.

يركز فريق أداة حماية الفن الجديدة على «إعادة تمكين الفنانين»، كما يوضح موقعهم: «هدف نايت شاد ليس تدمير النماذج، بل زيادة تكلفة التدريب على البيانات غير المرخصة، بحيث يصبح ترخيص الصور من مُنشئيها بديلاً مجديًا».

كلتا الأداتين متوفرتان مجانًا على موقع الفريق. يشهد الإقبال الهائل عليهما تحديات، إذ أوقفت التنزيلات الكثيرة رابط الشبكة في الحرم الجامعي، ما دفع المطورين لإنشاء رابط احتياطي.

وخلال الأشهر المقبلة، يخطط الفريق لإنشاء أداة تجمع وظائف Nightshade و Glaze معًا لتسهيل الاستخدام المتزامن.

إذن، هل تعلن أداة نايتشيد بدء عصر جديد حيث يحتفظ الفنانون بالسيطرة على أعمالهم ويبطل سحر الذكاء الاصطناعي؟ يبقى الجواب مع تطوّر تقنيات نايتشيد ومواجهة التعلّم السريع لأدوات الذكاء الاصطناعي، ولكنه يمثل بلا شك خطوة قوية نحو استعادة التوازن والحفاظ على حقوق الملكية الفكرية في عالم رقمي متسارع التطور.

المصدر