اخبار فلسطين

بينيت: يبدو الأمر وكأنه خيال، لكن إسرائيل بحاجة إلى إئتلاف من بن غفير إلى عباس

تحدث رئيس الوزراء المنتهية ولايته نفتالي بينيت عن أخطائه خلال توليه المنصب، وعن التغييرات السياسية التي يعتقد أن إسرائيل بحاجة إليها ومدى ملاءمة زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو للقيادة، في مقابلة موسعة وصريحة ليلة السبت.

يوم الإثنين، أعلن بينيت ووزير الخارجية يائير لابيد عن قرارهما حل الكنيست الـ24 بعد عام واحد في السلطة فقط بسبب عدم قدرتهما السيطرة على ائتلافهما الضيق والمتنوع سياسيا لفترة أطول.

ومن المقرر أن يتولى لابيد منصب رئيس الحكومة الانتقالية هذا الأسبوع، وفقا للاتفاق الائتلافي بينهما.

ودعا بينيت إلى نهج أكثر شمولية للسياسة في إسرائيل، ووضع حد لممارسة “إبطال” أحزاب معينة من قبل خصوم سياسيين.

قبل تولي إئتلاف بينيت السلطة، مرت إسرائيل عبر سلسلة من الانتخابات الشاقة وغير الحاسمة، التي لم يتمكن فيها أي حزب من تشكيل إئتلاف أغلبية، حيث رفضت فصائل سياسية الجلوس مع خصومها في حكومة واحدة.

قام بينيت ولابيد بتشكيل حكومة “تغيير” واسعة شملت جميع ألوان الطيف السياسي، من اليمين مرورا بالوسط ووصولا إلى أحزاب من اليسار، بالإضافة إلى حزب “القائمة العربية الموحدة” الإسلامي. لكن لم يكن لدى الإئتلاف سوى أغلبية ضئيلة، مما يعني أنه لم يتمكن من تحمل انشقاق أي نائب عنه، وتسبب الاقتتال الداخلي بين عناصره بانهياره في نهاية المطاف.

يوم السبت، قال بينيت إن الحكومة لا ينبغي أن تعتمد على أحزاب وأعضاء كنيست من “المتطرفين”، مثل النائبين من حزب اليمين المتطرف “الصهيونية المتدينة”، بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، أو حزب القائمة الموحدة الشريك في إئتلافه بقيادة منصور عباس، ولكن أضاف أنه لا ينبغي استبعادهم أيضا.

ايتمار بن غفير يتحدث لوسائل الاعلام في ميدان صفرا في القدس قبيل مسيرة لليمين في 20 أبريل، 2022. (Yonatan Sindel / Flash90)

وقال بينيت “هل حكومة تعتمد على بن غفير وسموتريتش ستكون جيدة لإسرائيل؟ لا. أنا لا أقول إنهما ممنوعان، لكن لا يمكن للحكومة أن تعتمد عليهما. هذا العام أثبت أنه ليس من الجيد الاعتماد على المتطرفين”.

وأضاف “أريد ائتلافا يمتد من بن غفير إلى منصور عباس. قد يبدو هذا مثل الخيال. يجب أن تختفي ثقافة ’الإبطال’ بالكامل”.

“لن تريني أوقّع بهذه السرعة على تعهدات عامة”، كما فعل قبل الانتخابات الأخيرة في العام الماضي عندما تعهد بعدم الدخول في شراكة مع القائمة الموحدة أو الجلوس مع لابيد في إئتلاف. “ليس هذا هو الطريق”.

من المتوقع أن تتجه إسرائيل إلى انتخاباتها الخامسة في غضون أقل من أربعة أعوام في الخريف. تتوقع استطلاعات الرأي لكتلة المعارضة بقيادة نتنياهو تحقيق نتائج قوية، لكنها لا تتوقع أن يكون لأي حزب طريق واضح نحو حكومة أغلبية دون حدوث تغييرات في التحالفات السياسية، مما يثير المخاوف من العودة إلى حالة من الجمود السياسي وعدم الاستقرار.

مستقبل بينيت السياسي يبدو مجهولا، حيث تراجع حزبه إلى أربعة أو خمسة مقاعد في استطلاعات الرأي، مقارنة بالمقاعد السبعة التي فاز بها في العام الماضي في الكنيست الذي يضم 120 مقعدا، في حين ذكرت تقارير أن رئيس الوزراء ناقش أخذ استراحة من السياسة.

كما أنه رفض استبعاد الجلوس في ائتلاف بقيادة نتنياهو، الذي قاد الهجمات ضده من المعارضة خلال العام الماضي. اجتمعت حكومة بينيت حول معارضة مشتركة لنتنياهو، الذي يواجه تهما بالفساد وهاجم القضاء والنيابة العامة بشأن القضايا المرفوعة ضده.

زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو يرحب بانهيار ائتلاف بينيت لابيد في الكنيست بالقدس، 20 يونيو، 2022. (Yonatan Sindel / Flash90)

وقال بينيت يوم السبت إن هجمات نتنياهو القاسية ضده وضد شركائه السياسيين كانت “فظيعة وغير مقبولة”، ولكن عندما ضغطت عليه محاورته دانا فايس من القناة 12، قال إن زعيم المعارضة يؤمن بفعل ما هو أفضل من أجل البلاد.

وقال “ما تحتاجه إسرائيل الآن هو ببساطة حكومة تعمل”.

وقال عن نتنياهو “أنا لا أوزع العلامات. هذا يعتمد على ما سيفعله، ويعتمد على القيود المفروضة عليه”.

وقال بينيت أيضا إنه كان ينبغي أن يركز أكثر على إدارة حزبه والسياسة الداخلية خلال شغله منصب رئيس الوزراء، والتركيز بدرجة أقل على إحراز تقدم مع القادة الدوليين بما في ذلك الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والإماراتي محمد بن زايد.

ولقد تبين أن حزب بينيت، “يمينا”، كان أحد الحلقات الأضعف في الإئتلاف. عضو الحزب عيديت سيلمان انسحبت من الإئتلاف في شهر أبريل، تاركة إياه في عدد متساو من المقاعد مع المعارضة، مع 60 مقعد لكل منهما، لتبدأ الأزمة التي أدت إلى انهيار الحكومة. في وقت سابق من هذا الشهر انسحب نير أورباخ، من “يمينا” أيضا، واضعا الإئتلاف في وضعية أقلية وموجها له الضربة القاضية. ولقد تصادم كلا النائبان مع الجانب الآخر من الإئتلاف حول قضايا، كانت المستوطنات من بينها، قبل انسحابهما.

عضوا الكنيست عيديت سيلمان (على يمين الصورة) ونير أورباخ يصلان لحضور اجتماع لكتلة ’يمينا’ في الكنيست، 16 مايو، 2022. (Olivier Fitoussi / Flash90)

وقال بينيت “[حتى كرئيس للوزراء] ينبغي عليك تخصيص 3040 بالمئة من وقتك للسياسة. أقل لزيلينسكي وأكثر لسيلمان. أقل لمحمد بن زايد وأكثر لنير أورباخ”.

وعرضت فايس على بينيت مقطع فيديو تظهر فيه سيلمان وهي تقول لعضو الكنيست ياريف ليفين من الليكود، “لقد كنت جيدة حتى النهاية”.

وردا على سؤال حول المقطع، الذي بدا فيه أن سيلمان تسعى للحصول على إشادة من النائب من الليكود لمساعدتها نتنياهو والمعارضة في الإطاحة بالحكومة التي كان حزبها بقيادة رئيس الوزراء شريكا فيها، قال بينيت “ليس لدي الكثير لأقوله”.

وقال “هذه صورة مؤلمة. هذا ليس ذنبها، هذا خطأي. لقد قتلوها. الأشخاص من آلة [نتنياهو] وسموتريتش حولوها إلى كاذبة وغشاشة ومتوهمة… وأنا كنت مشغولا بإيران”.

كما قال بينيت إنه تغير كثيرا في العام الذي أمضاه في المنصب.

وقال “لن أشيطن أي شخص. اليوم، أنا شخص يريد أن يؤمن بالخير في كل شخص، بالتوحيد”.

وأضاف “معا، معا، معا. كيف؟ هذا معقد”.

وتابع قائلا “أريد العودة. أعتقد أنني كنت رئيسا للوزراء حاول أن يفعل الخير لمواطنيه وبلاده. أعتقد أنني نجحت. الرب، ليكن اسمه مباركا، ومواطنو إسرائيل سيقررون”.