منوعات

صداع الأدوية.. أثر جانبي شائع لتناولها


إعداد: ليلى إبراهيم شلبي


نشر في:
الجمعة 29 ديسمبر 2023 – 6:34 م
| آخر تحديث:
الجمعة 29 ديسمبر 2023 – 6:34 م

العلاقة بين المعاناة من الصداع وتناول الأدوية المختلفة قضية طبية هامة يجب الانتباه لها. الصداع فى حد ذاته عرض للكثير من الأمراض التى تصيب الإنسان والتى يجب أن يتم تشخيصها بدقة لتحديد نوعية العلاج ووسائله. أما الشعور بالصداع المتزامن مع تناول بعض الأدوية فهو أمر شائع كأحد الآثار الجانبية التى تحدث عند تناول بعض الأدوية وهو أمر كثيرا ما يتم رصده أثناء التجارب المختلفة التى تجرى على الأدوية أثناء تصنيعها وإعدادها للتناول أيضا عند إجراء التجارب التى تجرى تحت مسمى السلامة الدوائية.
فى محاولة لشرح الأمر بصورة مبسطة يصنف العلم الصداع الناشئ عن تناول الأدوية فى أنواع ثلاثة:
< الصداع الارتدادى وهو الصداع الناتج عن تكرار وطول مدة تناول مجموعات من الأدوية المسكنة للألم والتى غالبا ما تستخدم لعلاج الصداع ذاته.
< الصداع الذى ينشأ مع بدء أو نتيجة استمرار تناول أدوية ضرورية لعلاج حالات مرضية حادة أو مزمنة كالالتهابات الميكروبية أو ارتفاع ضغط الدم أو ضيق الشرايين التاجية وما يتبعه من أعراض.
< الصادع الذى تسببه أدوية علاج الصداع النصفى على وجه الخصوص ومعه تتفاقم حدة الإحساس بألم الصداع ووجع الرأس.
من أهم مجموعات الأدوية التى تسبب الصداع ولها استعمالات ضرورية للغاية ولا يمكن الاستغناء عنها لأنها الأكثر شيوعا فى استخداماتها ما يلى:
١ــ حبوب منع الحمل: يجب على السيدات اللائى يعانين من الصداع النصفى ضرورة استشارة الطبيب قبل البدء فى تناول أدوية منع الحمل الهرمونية.
٢ــ أدوية علاج الحموضة: مثبطات مضخة البروتون تعد أفضل ما يمكن تناوله لخفض إنتاج المعدة من أحماض وبالتالى علاج الارتداد المعدى المريئى (حرقة الفؤاد) وقرحة المعدة.
٣ــ بخاخات الأنف المحتوية على مشتقات الكورتيزون وإن كانت بالفعل تساعد على إزالة الاحتقان وتدعم سهولة التنفس إلا أن استعمالها لفترات طويلة يمكن أن يحفز نوبات من الصداع النصفى القاسية.
لذا يجب الانتباه إلى استعمالها بحذر ولفترات متقطعة وليس لفترات طويلة دونما انقطاع.
٤ــ مركبات النيترات التى يتناولها مرضى شرايين القلب التاجية. رغم ما لها من أثر مباشر على الشرايين التاجية مقاوم للألم القاسى الناشئ عن ضيقها المفاجئ فى حالات الذبحة الصدرية إلا أنها بالفعل تسبب الصداع والذى يعد فى تلك الأحوال ظاهرة تؤكد نجاح الغرض من استعمالها كأقراص النيتروجليسرين التى يحتفظ بها المريض دائما فى متناول يده لوقت الألم والأزمات.
يأتى الصداع فى تلك الأحوال ممكنا احتماله إذ إن أقراص النيترات فى تلك الأحوال لا يمكن الاستغناء عنها فهى منقذة لحياة الإنسان.
٥ــ بعض أنواع الفيتامينات يؤدى الإفراط فى تناولها للصداع خاصة فيتامين (جـ) الذى يتزامن تناول أكثر من ٢٠٠٠ ميلجرام منه يوميا وحدوث آلام الرأس والصداع. أيضا فيتامينات (أ)، (د)، (ب ١٢) كذلك النياسين أو ب ٣.
<<< الغريب فى أمر صداع الأدوية أن أدوية علاج الصداع ذاتها قد تتسبب فى صداع أكثر قسوة إذا ما أفرط الإنسان فى استعمالها أو طالت فترة تناولها دون انقطاع. يطلق على هذا النوع من الصداع:
الصداع الارتدادى. من أمثلة تلك الأدوية: الأسبرين والاستيامينوفين (التايلنول) والباراستيامول (بانادول) والبروفين والنابروكسين والفولتارين ومسكنات الألم المحتوية على الكودايين والكافيين. يجب فى تلك الأحوال التوقف بالتدريج عن تناول تلك الأدوية تحت إشراف طبى حتى لا يتعرض الإنسان للمعاناة من أعراض انسحاب الدواء بصورة مفاجئة.