اخبار فلسطين

أقارب ثكالى يقاطعون بينيت خلال حدث لإحياء يوم الذكرى ويصفونه بالـ”خائن”

تعرض رئيس الوزراء نفتالي بينيت ووزيرة الداخلية أييليت شاكيد للمقاطعة يوم الأربعاء خلال إلقائهما كلمات في أحداث أقيمت لإحياء ذكرى قتلى معارك إسرائيل.

خلال خطاب ألقاه في مراسم تذكارية أقيمت قي المقبرة الوطنية في جبل هرتسل لإحياء ذكرى 4 آلاف إسرائيلي قُتلوا في هجمات، قاطع أفراد من الجمهور رئيس الوزراء واصفين إياه بالـ”خائن والمحتال”.

وكان بالإمكان سماع أحد الأشخاص وهو يصرخ “أغلق فمك”.

ووقف بينيت بصمت على المنصة لعدة دقائق وسط الصراخ، قبل أن يستأنف خطابه.

وقال: “العائلات الثكلى مقدسة. بإمكانها أن تصرخ وبإمكانها أن تحزن… ايتها العائلات العزيزة، أحبكم كثيرا، أسمع ألمكم”.

מהומה בטקס בהר הרצל כשראש הממשלה בנט עולה לנאום pic.twitter.com/IzLdpXeMvD

— אהרן רבינוביץ (@AronRabino1) May 4, 2022

وتحدث آبي موزيس، رئيس المنظمة الوطنية لقتلى الهجمات، بعد بينيت واعتذر لرئيس الوزراء على مقاطعته. وكان بالإمكان سماع أحد الأشخاص وهو يصرخ ردا على ذلك “لسنا آسفين”.

بعد المراسم، أعرب آخرون في الجمهور عن استيائهم مما حدث. وقال رجل مسن: “أنا آتي إلى هنا منذ 30 عاما، ولم أر يوما شيئا كهذا. هذا أمر مخجل”.

وأضافت امرأة أخرى، في مقابلات مع القناة 12 إن “رئيس الوزراء قال إن لدينا آراء مختلفة، ولا بأس في ذلك وهذا أمر مشروع. ولكن التشويش ينم عن عدم احترام برأيي”.

وقال آخر: “أنا مصدوم من أن الناس قد يسيئون استخدام يوم مثل هذا من أجل القيام بمناقشات سياسية”.

أحد الأشخاص الذين قاطعوا بينيت كان هرتسل حجاج، التي كانت ابنته شير من بين الجنود الأربعة الذين قُتلوا في هجوم دهس نفذه فلسطيني في القدس عام 2017.

رئيس الوزراء نفتالي بينيت ينتظر توقف أقارب ثكالي عن مقاطعة خطابه خلال مراسم رسمية لإحياء يوم ذكرى ضحايا الأعمال العدائية في جبل هرتسل، 4 مايو، 2022. (Olivier Fitoussi / Flash90)

قبل ساعات من ذلك، رفعت زوجته لافتة تحتج فيها على الحكومة الحالية خلال كلمة ألقاها بينيت في حدث آخر أقيم في جبل هرتسل لتكريم الجنود قتلى معارك إسرائيل. ولقد انخرط الزوجان في السابق بعدد من الأنشطة الاحتجاجية ضد الحكومة الحالية.

وُكتب على اللافتة التي رفعتها ميراف حجاج ”بينيت، أيا كان من يشكل حكومة مع مؤيدين للإرهاب غير مرحب به هنا”.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية “كان” أن أقارب اللفتنانت كولونيل إيمانويل مورينو عميد إسرائيلي في إحدى وحدات النخبة ورفيق سابق لبينيت في الجيش والذي قُتل في حرب لبنان الثانية في عام 2006 طلبوا من حجاج مغادرة المكان.

יום הזיכרון תשפ”ב | מחאה נגד רה”מ בטקס האזכרה הממלכתי בהר הרצל: אחת מבנות המשפחה של החללים הניפה שלט בזמן נאומו, עליו כתוב “מי שהקים ממשלה עם תומכי טרור לא רצוי פה”. אחרים מבני המשפחות דרשו שתוריד את השלט והמוחה יצאה@yaara_shapira pic.twitter.com/qoBwrqS01k

— כאן חדשות (@kann_news) May 4, 2022

أثار ضم حزب “القائمة العربية الموحدة” في الحكومة الحالية هجمات متكررة من المعارضة اليمينية، التي اتهمت الائتلاف بعدم القدرة على مواجهة الإرهاب. رئيس الحزب، منصور عباس، ندد بالإرهاب مرارا، وكان أشار إلى أنه قبل تشكيل هذا الإئتلاف أجرى محادثات مع رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، وهو أمر قلل زعيم المعارضة من شأنه ونفى أنه يتعلق ببناء الائتلاف.

كما تمت مقاطعة شاكيد، رقم 2 في حزب بينيت “يمينا”، خلال إلقائها كلمة في مراسم تذكارية أقيمت في مدينة بيتح تيكفا.

وسُمع رجل وهو يصرخ :”ارحلي. مقزز. عليك أن تخجلي”.

تم ايقاف الحدث لفترة وجيزة لإخراج الرجل من المكان، في حين بدا أن شاكيد تقبلت المقاطعة بصدر رحب.

وقالت في ردا مشابه لما قاله بينيت: “لا بأس في ذلك. العائلات الثكلى مقدسة. يُسمح لهم بالتعبير عن ألمهم”.

كما ورد أن الرجل الذي قام بمقاطعة شاكيد هو أريك حنان، الذي قُتل شقيقه في عام 1985 أثناء القتال في لبنان.

وقال حنان لصحيفة “هآرتس”: “خرج ذلك مني في خضم اللحظة”، واصفا اعتماد الحكومة على حزب “القائمة العربية الموحدة” بأنه أمر “لا يمكن تصوره”.

“كان هناك أشخاص قالوا لي أن أصمت، لكنني أعتقد أنني فعلت الشيء الصحيح. إذا لم يكن هذا هو الوقت أو المكان، فمتى إذا؟”

وزيرة الداخلية ايليت شاكيد تعقد مؤتمرا صحفيا في مطار بن غوريون، 13 مارس، 2022. (Roy Alima / Flash90)

أصبحت مثل هذه المقاطعات شائعة نسبيا في السنوات الأخيرة، بما في ذلك عندما تحدث أعضاء في الحكومات السابقة في مراسم لإحياء يوم الذكرى. ومع ذلك، مقاطعة بينيت استمرت لدقائق طويلة.

في حدث أقيم الأربعاء لإحياء يوم الذكرى قال وزير الدفاع بيني غانتس إن “الأقارب الثكالى يستحقون ذلك، ومن واجبنا أن نحتضنهم بأي يختارونها وأن نقبل أيضا نقدهم بمحبة، لأنهم هم من دفعوا ثمن إعادة ميلادنا ووجودنا”.

بدا أن وزير الدفاع يشير إلى دعوة وجهتها العشرات من العائلات الثكلى طالبت فيها وزراء الحكومة بعدم حضور مراسم يوم الذكرى، متهمة الحكومة بالاعتماد على دعم “مؤيدي الإرهاب” بسبب ضم حزب “القائمة العربية الموحدة” الإسلامي.

في الكلمة التي ألقاها في مراسم لإحياء ذكرى قتلى جهاز الأمن العام (الشاباك)، وجه رئيس المنظمة رونين بار ما بدا انتقادا ضمنيا لأحد منتقدي رد فعل الحكومة على الهجمات وأحداث العنف الأخيرة.

في الشهر الماضي، أصدر عضو الكنيست اليميني المتطرف إيتمار بن غفير بيانا انتقد فيه بار، محملا إياه مسؤولية سلسلة من “الإخفاقات” التي أدت إلى موجة من الهجمات والتوترات في القدس وغزة.

وقال بار: “قوتنا كانت دائما في وحدتنا. بالتحديد عندما نجتمع جميعنا معا، ينبغي علينا أن نتذكر خطر الانقسامات والخطاب العنيف والتحريض الذي يمكن أن يقودنا إلى هاوية خطيرة”.

وأضاف في ما بدا انتقادا ضمنيا لبن غفير: “أعضاء هذه المنظمة لن يتحدثوا أو يغردوا. سيكونون درعا دون أن تتم رؤيتهم”.

وزير الدفاع بيني غانتس يلقي نظرة على أسماء الجنود القتلى في قاعة الذكرى في المقبرة العسكرية في جبل هرتسل في القدس، خلال مراسم لإحياء يوم الذكرى في 4 مايو، 2022. (Elad Malka / Defense Ministry)

في الساعة 11:00 صباحا، انطلقت صفارات الإنذار في جميع أنحاء البلاد، معلنة الوقوف دقيقتي صمت تكريما لذكرى 24,068 من قتلى معارك إسرائيل الذين قُتلوا في إسرائيل وقبل قيام الدولة على مدى القرن ونصف القرن الماضيين.

قُتل 56 جنديا أثناء خدمتهم العسكرية منذ آخر يوم ذكرى أحيته إسرائيل. كما توفي 84 من قدامى المحاربين المعاقين بسبب مضاعفات من إصابات أصيبوا بها خلال خدمتهم العكسرية.

وأُضيف 33 اسما إلى قائمة ضحايا الأعمال العدائية الذين لقوا حتفهم في اعتداءات وقعت في العام المنصرم. توفي أربعة ضحايا آخرين من ذوي الاحتياجات الخاصة بسبب مضاعفات لإصابات خطيرة تعرضوا لها في هجمات، ليصل العدد الإجمالي إلى 3199 منذ قيام إسرائيل في عام 1948.

بالعد من “الأيام الأولى للصهيونية” في عام 1851، بلغ العدد الإجمالي لضحايا الهجمات 4216، وفقا لمؤسسة التأمين الوطني الإسرائيلية.

تحيي إسرائيل يوم الذكرى، الذي بادر إليه رئيس الوزراء ووزير الدفاع آنذاك دافيد بن غوريون في عام 1951، في الرابع من أيار من كل سنة بحسب التقويم اليهودي، أي اليوم الذي يسبق اليوم الذي تحتفل فيه إسرائيل باستقلالها.