اخبار الإمارات

مخيم الهول.. قنابل موقوتة


يتسرب من معلومات عن مخيم الهول في محافظة الحسكة السورية على مشارف الحدود العراقية، يثير الرعب حول ما يجري فيه، بعد أن تحول إلى «مصنع» للجيل الجديد من «الدواعش»؛ حيث يعيش فيه نحو 55 ألف شخص، منهم نحو 93 في المئة من النساء والأطفال، يتوزعون على نحو 60 دولة من بينها دول عربية، وهؤلاء هم عائلات «الدواعش»، بعد هزيمة التنظيم الإرهابي عام 2017 في كل من سوريا والعراق؛ حيث تم إنشاء المخيم بداية عام 1991، لإيواء لاجئي حرب الخليح الثانية من العراقيين، وبعد هزيمة «داعش» تحول إلى ملجأ ل«الدواعش» وعائلاتهم.

قوات «سوريا الديمقراطية» (قسد) نفذت، مؤخراً، وعلى مدى ثلاثة أسابيع، حملة تفتيش واسعة، أسفرت عن اعتقال 226 شخصاً من بينهم 36 امرأة، ومصادرة أسلحة وأدوات تعذيب وأجهزة اتصالات، كما تم العثور على 25 نفقاً وخندقاً، وتم تحرير فتاتين إيزيديتين من قبضة نساء «داعشيات»، وإطلاق سراح أربع سيدات كن مقيدات بالسلاسل. ووفقاً لما ذكر من معلومات، فإن المعتقلين على صلة بجرائم قتل وتعذيب وإرهاب جرت داخل المخيم خلال الأشهر الأخيرة؛ حيث تم الإبلاغ عن وقوع 25 جريمة خلال هذا العام، كما تم تهريب أسلحة عبر الأنفاق.

ليس هذا وحسب، فالمخيم يفيض بالتطرف والإرهاب والرعب، خصوصاً أن تنظيم «داعش» هو المسيطر على المخيم على الرغم من وجود قوات «قسد» داخله، والتي لم تسلم من هجمات مسلحة، ومقتل العديد من عناصرها داخل المخيم وخارجه. وقد زادت هجمات «داعش» بعد الحملة الأمنية الأخيرة، لتخفيف الضغط عن المخيم.

لم تتمكن قوات «قسد» المدعومة أمريكياً من ضبط الوضع داخل المخيم؛ حيث تمكن عشرات «الدواعش» من الفرار، كذلك فإن معظم الأطفال لا يتلقون التعليم؛ بل يخضعون لتربية متطرفة على يد «دواعش» من الرجال والنساء، وهؤلاء لا شك هم الجيل الجديد من التنظيم الإرهابي، كذلك هناك شبكة اخبار السعودية بين «دواعش» المخيم وخلايا في الخارج.

يقول تشارلز ليستر مدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب في معهد الشرق الأوسط: «نحن لا نفعل شيئاً لمنع الجيل الحالي من المحتجزين من الرغبة في مواصلة القتال إذا خرجوا، وخلق بوتقة انصهار للجيل الجديد من الدواعش».

تكمن الأزمة الحقيقية في أن الدول الغربية التي قامت بتصدير الإرهابيين إلى سوريا والعراق خلال السنوات الأخيرة، ترفض، حتى الآن، إعادتهم إليها، بزعم أنهم يهددون أمنها، لكنها لم تأبه لتهديد أمن وتدمير هاتين الدولتين العربيتين في إطار ما سُمي حينها ب«الفوضى الخلّاقة». فيما عمدت بعض الدول الأوروبية إلى استعادة بعض الأطفال في الآونة الأخيرة، لكنها لم تستجب لدعوة مفوضة مجلس أوروبا لحقوق الإنسان دنيا مياتوفيتش باستعادة كل مواطنيها.

فعلاً مخيم «الهول» اسم على مسمى.. يا للهول!