اخر الاخبار

اليمين واليمين المتطرف «هُزما» في الانتخابات التشريعية

قصف روسي على أوديسا يدمر ثاني أكبر كاتدرائية في أوكرانيا

قال مسؤولون أوكرانيون إن هجوما جويا روسيا على ميناء أوديسا جنوب البلاد في وقت مبكر صباح الأحد أسفر عن قتيل و19 مصابا، وألحق أضرارا جسيمة بكنيسة أرثوذكسية. وكتب أوليه كيبر حاكم المنطقة على تطبيق «تلغرام»: «أوديسا: هجوم ليلي آخر للوحوش».

وتسبب الهجوم الصاروخي في سقوط قتيل و19 مصابا من بينهم أربعة أطفال، كما دمر ستة منازل وبنايات سكنية. وقال كيبر، إن 14 شخصا نقلوا للمستشفى. وقالت الإدارة العسكرية لأوديسا، إن كاتدرائية «سباسو – بريوبراجينسكي» أو «كاتدرائية التجلي»، تضررت بشدة.

والكنيسة هي الأكبر في أوديسا، وتقع في وسط المدينة التاريخي، الذي هو أحد المواقع المدرجة على قائمة «يونيسكو» للتراث العالمي.

وقال آندري بالتشوك رئيس شمامسة الكاتدرائية لوكالة «رويترز»: إن الضربة الصاروخية أشعلت حريقا أثر على جانب واحد منها يضم قطعا فنية دينية غير تاريخية، معروضة للبيع للمصلين. وتابع قائلا: «عندما أصيب المذبح الأيمن للكنيسة، وهو من أقدس أجزاء الكاتدرائية، طارت شظية صاروخية عبر الكاتدرائية بأكملها، وضربت المنطقة التي نعرض فيها الأيقونات والشموع والكتب للبيع».

جانب من الدمار في الكاتدرائية (إ.ب.أ)

وأوضحت وزارة الدفاع الأوكرانية، أن الكاتدرائية «تعرضت للتدمير مرتين»، إحداهما على يدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقبله على يدي الزعيم السوفياتي السابق جوزيف ستالين.

وأوضحت القوات الجوية الأوكرانية على تطبيق «تلغرام» في وقت مبكر من صباح الأحد، أن روسيا شنت هجوما بصواريخ «أونيكس» عالية الدقة وصواريخ كروز من طراز «كاليبر» على أوديسا… وأن أنظمة الدفاع الجوي، دمرت تسعة صواريخ من أصل 19 تم إطلاقها على المدينة والمنطقة المحيطة.

صورة جوية لسطح الكاتدرائية بعد القصف الروسي (رويترز)

ووصفت روسيا من قبل هجماتها على أوديسا بأنها «انتقام» من هجوم أوكراني الأسبوع الماضي على جسر بنته ويربطها بشبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014 .

وسبق لهذه الكاتدرائية التي يعود تاريخها لأوائل القرن التاسع عشر، أن تدمرت في 1936 في إطار حملات مناهضة للأديان شنها ستالين، ولم يعاد بناؤها إلا عندما نالت أوكرانيا استقلالها عن موسكو في 1991.

ودمرت راهنا أجزاء من البناء وغطى الركام الأرضيات، وسقطت أجزاء كبيرة من الجدار المزخرف للكاتدرائية. وجاء سكان من المنطقة المحيطة للمساعدة في رفع الركام.

والكاتدرائية تابعة للكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المرتبطة بموسكو. وهي ثاني أكبر كنائس أوكرانيا. ويتبع أغلب الأرثوذكس الأوكرانيين طائفة أخرى تشكلت قبل أربع سنوات، من خلال توحيد طوائف مستقلة عن السلطة الروسية.

صورة لآثار القصف الروسي على كاتدرائية أوديسا (رويترز)

واتهمت كييف من قبل الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية بالحفاظ على الصلات مع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية المؤيدة للغزو والتي كانت كنيستها الأم، لكن الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية تقول إنها قطعت الصلات بها في مايو (أيار) من العام الماضي، بعد بدء الغزو الروسي.

وندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالهجوم وتعهد بالرد. وقال على تويتر «لا يمكن أن يكون هناك مبرر للشر الروسي. كالعادة، هذا الشر سينهزم. وسنرد بالتأكيد على ما فعله الإرهابيون الروس في أوديسا. سيشعرون بوطأة هذا الرد».

وأصدرت جورجا ميلوني رئيسة وزراء إيطاليا بيانا نددت فيه بالهجوم، وعرضت المساعدة في إعادة بناء وترميم الكاتدرائية. وقالت أيضا: «المعتدون الروس يدمرون مستودعات الحبوب ويحرمون الملايين من الجائعين في العالم من الغذاء. ويصيبون حضارتنا الأوروبية بالفاجعة بتدمير رموزها المقدسة».

«إرهاب»… و«مرتزقة»

وفي موسكو، قالت الدفاع الروسية في بيان، إن «القوات المسلحة الروسية شنت، هجوما صاروخيا بأسلحة بحرية وجوية بعيدة المدى وعالية الدقة على أماكن إنتاج وتدريب الزوارق المسيرة في منطقة أوديسا، وكان يجري الإعداد لهجمات إرهابية ضد روسيا وكان هناك مرتزقة أجانب في المنشآت المستهدفة».

أسف وأسى على ما حلّ بالكاتدرائية التاريخية في أوديسا (رويتر)

وأشارت وزارة الدفاع إلى أن الأهداف المخطط لها دُمرت. وأعلنت: «قامت القوات المسلحة الأوكرانية بمحاولات فاشلة للعمليات الهجومية في اتجاهات دونيتسك وكراسني ليمان وجنوب دونيتسك وزابوريجيا». وأضافت: «في اتجاه دونيتسك، نتيجة للإجراءات المنسقة لقوات مجموعة (الجنوب) الروسية، والغارات الجوية ونيران المدفعية، تم صد 14 هجوما للعدو بنجاح في مناطق عدة في جمهورية دونيتسك الشعبية».

ووفقا للدفاع الروسية: «بلغت خسائر العدو من السبت إلى الأحد، ما يصل إلى 370 جنديا أوكرانيا، و6 مركبات قتالية مدرعة، و24 مركبة،

ومدفع /إم /777 أميركي الصنع، بالإضافة إلى مدفع هاوتزر ذاتي الدفع (جفوزديكا)».

مسعفون يعالجون جنديا أوكرانيا أصيب في منطقة دونيتسك (رويترز)

وأشار البيان إلى أنه «تم تدمير ثلاثة مستودعات ذخيرة للألوية الآلية 22 و24 و54 تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية في مناطق في جمهورية دونيتسك الشعبية… كما تم تدمير مستودع ذخيرة لواء الهجوم رقم 95 المحمول جواً التابع للقوات المسلحة الأوكرانية، بالقرب من منطقة

سيريبريانكا في جمهورية دونيتسك الشعبية». وأردف البيان: «بلغت خسائر العدو في هذا الاتجاه أكثر من 130 جنديا أوكرانيا، و10 مركبات قتالية مدرعة، و4 شاحنات صغيرة، ومدفعا ذاتي الدفع من طراز (أكاسيا)، بالإضافة إلى مدفعي (دي/30)، ومدفع هاوتزر (دي/20) ».

وتابع بيان الدفاع: «في اتجاه زابوريجيا، نجحت القوات الروسية في صد هجومين للعدو. وتم تدمير مستودع ذخيرة لواء الدفاع الإقليمي 105 بالقرب في مقاطعة زابوريجيا… وبلغ إجمالي خسائر العدو خلال النهار، في هذه المناطق، أكثر من 160 جنديا أوكرانيا، و7 دبابات ليوبارد، و15 مركبة قتالية مدرعة، ومدفع (إم – 777)، بالإضافة إلى مدفعي هاوتزر من طراز (مستا بي/ و/دي /20)».

وقال مدونون عسكريون مؤيدون للكرملين على مدى الأسبوع المنصرم إن روسيا «غيرت أساليبها في الهجمات الجوية، واستخدمت مزيجا من الأسلحة بطريقة الأسراب الضخمة، الواحد تلو الآخر، وإن ذلك يجعل من الأصعب نجاح أي دفاعات في صد تلك الهجمات».