اخبار فلسطين

واشنطن: لإسرائيل “الحق في الدفاع عن نفسها” في أعقاب إطلاق الصواريخ من لبنان؛ والأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس

قالت الولايات المتحدة مساء الخميس إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها بعد تعرضها لإطلاق وابل من الصواريخ من لبنان ومن غزة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل للصحافيين: “ندين إطلاق الصواريخ من لبنان وغزة”.

وأضاف: “التزامنا بأمن إسرائيل متين، ونحن نعترف بحق إسرائيل المشروع في الدفاع عن نفسها ضد جميع أشكال العدوان”.

وتحدث باتيل بينما كان من المتوقع على نطاق واسع أن ترد إسرائيل بقوة على الهجوم من الشمال، وهو الأكبر منذ حرب لبنان الثانية في عام 2006. وقال الجيش إن حركة “حماس” تقف وراء إطلاق الصواريخ من كل من غزة ولبنان، في حين شدد على أن الدولة اللبنانية مسؤولة عن الهجمات التي تنطلق من أراضيها. ومن غير المرجح أن يتم تنفيذ مثل هذا الهجوم دون موافقة ضمنية على الأقل من منظمة “حزب الله”، التي تسيطر على جزء كبير من جنوب لبنان.

كما أدانت ألمانيا الهجمات الصاروخية من غزة ولبنان “بشدة”، قائلة “يجب أن تتوقف على الفور… وخاصة الآن خلال الأعياد، يجب منع المزيد من التصعيد”.

ودعت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان إلى ضبط النفس بعد إطلاق الصواريخ.

وقالت القوة التي تقوم بدوريات في المنطقة الحدودية بين البلدين اللذين لا يزالان في حالة حرب نظريا: “الوضع الحالي خطير للغاية”.

صورة تم التقاطها في 5 أغسطس 2021، تظهر مركبات تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، وهي تقوم بدوريات في سهل الخيام بالقرب من الحدود مع إسرائيل. (Mahmoud Zayyat/AFP)

وأدان الأمين العام للأمن المتحدة أنطونيو غوتيريش إطلاق الصواريخ من لبنان، كما قال المتحدث باسمه، ودعا “جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس”.

ولقد أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية تعليماتها لبعثاتها في جميع أنحاء العالم يوم الخميس لتوضح للمجتمع الدولي أن إسرائيل سترد على إطلاق الصواريخ من لبنان.

وُطلب من السفارات أن توضح للدول المضيفة أن القدس تتوقع إدانة واضحة للهجمات ضد البلاد.

عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة يوم الخميس لمناقشة أعمال العنف الأخيرة في القدس، وضغط العديد من أعضائه من أجل إصدار بيان يدين إسرائيل بسبب قيام الشرطة بضرب المصلين المسلمين خلال مواجهات في المسجد الأقصى ليلة الثلاثاء، وفقا لدبلوماسي أممي يمثل إحدى الدول الأعضاء في مجلس الأمن.

وقال الدبلوماسي الأممي أن بعض الأعضاء ضغطوا أيضا بأن يشمل البيان إدانة لإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل من غزة ولبنان.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن إدارة بايدن منعت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من إصدار بيان حول التصعيد الأخير في العنف، خوفا من أن يتم استخدامه للموازنة بين أفعال إسرائيل وأفعال الفصائل المسلحة.

كما قال الجيش إن عشرات الصواريخ أطلقت من جنوب لبنان بعد ظهر الخميس، واعترض نظام “القبة الحديدية” للدفاع الجوي 25 صاروخا فوق شمال إسرائيل. وأصيب في الهجوم ثلاثة أشخاص على الاقل.

وأن 34 صاروخا أطلق باتجاه الحدود مع سقوط خمسة داخل إسرائيل، بينما أسقطت القبة الحديدية معظم الصواريخ المتبقية.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها على الفور، وقال مصدر في حزب الله لشبكة “العربية” الإخبارية أنه لم يكن وراء إطلاق الصواريخ، وألقى باللوم على ما يبدو على الفصائل الفلسطينية المتمركزة في المنطقة. وقال مسؤولون أمنيون لبنانيون تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بالتحدث مع وسائل الإعلام إن الصواريخ أطلقت من منطقة مخيم لاجئين فلسطيني.

إطلاق الصواريخ جاء بعد ساعات فقط من إعلان منظمة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران عن دعمها لـ”كافة الإجراءات” التي قد تتخذها الفصائل الفلسطينية ضد إسرائيل بعد الاشتباكات في الحرم القدسي.

كما جاء بعد يوم من وصول رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية إلى بيروت فيما وصفتها مصادر في حماس بـ”زيارة خاصة”. وذكرت تقارير إعلامية أنه التقى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

وأشادت حركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية بإطلاق الصواريخ من لبنان ووصفتها بأنها “عملية بطولية ضد الجرائم الإسرائيلية في المسجد الأقصى”.

قوات الأمن الإسرائيلية في مكان سقوط صاروخ أطلق من لبنان على قرية في شمال إسرائيل، 6 أبريل، 2023. (Ayal Margolin / Flash90)

وانطلقت صفارات الإنذار بداية في بلدتي بتست وشلومي في الجليل الغربي بالقرب من الحدود مع لبنان. وقال الجيش الإسرائيلي أنه تم تحديد اعتراض صاروخ من قبل القبة الحديدية. بعد ذلك بقليل، استمرت صفارات الإنذار في الانطلاق في مدن أخرى في جميع أنحاء المنطقة.

وأظهرت تسجيلات فيديو تم تداولها على الإنترنت آثار الدخان من صواريخ القبة الحديدية الاعتراضية.

وقالت مؤسسة “نجمة داود الحمراء” لخدمات الإسعاف إن رجلا أصيب بجروح طفيفة بشظايا بينما أصيبت امرأة عندما كانت تركض لدخول الملجأ. وقال مركز الجليل الطبي في مدينة نهاريا إنه قدم العلاج لشخصين أصيبا بجروح طفيفة من شظايا، من بينهم أحد المصابين اللذين نقلتهما نجمة داوود الحمراء.

أصيب شاب (26 عاما)، من سكان يانوح جت، بجروح طفيفة إثر إصابته بشظية أثناء قيادته لدراجة نارية بالقرب من شلومي، بحسب المستشفى. وأصيب الشاب الثاني، البالغ من العمر 19 عاما وهو من سكان بلدة فسوطة، بشظايا أثناء قيادته سيارته في القرية. وأضاف المستشفى أن كلاهما في حالة مستقرة.

وألحقت الصواريخ أضرارا بعدد من المباني والمركبات وأشعلت عدة حرائق.

وقال وزير الخارجية إيلي كوهين إن الهجوم تم شنه عمدا بينما يحتفل الإسرائيليون بعيد الفصح اليهودي، وقال إن إسرائيل “ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة للدفاع عن بلادنا وشعبنا”، كما دعا المجتمع الدولي إلى “إصدار بيان واضح ضد المسؤولين”.

جاء الهجوم الصاروخي في الوقت الذي تصاعدت فيه التوترات بعد أيام من الهجمات الصاروخية من قطاع غزة، والاشتباكات في المسجد الأقصى، وكذلك إطلاق طائرة مسيرة إيرانية من سوريا في وقت سابق من الأسبوع.

في أعقاب تلك الأحداث، بدا أن حزب الله يشير إلى أنه قد ينخرط في النزاع أيضا.

وندد حزب الله في بيان “بشدة قيام قوات الاحتلال الاسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى واعتداءاتها على المصلين”.

أحد مؤيدي حزب الله يحمل صورة المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي (إلى يمين الصورة)، وقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، الذي قُتل في غارة أمريكية بطائرة مسيرة في بغداد (إلى اليسار) ،خلال تجمع حاشد لإحياء “يوم شهيد حزب الله” ، لبنان، الجمعة، 11 نوفمبر، 2022. (AP Photo/Bilal Hussein)

وأضاف أن “حزب الله يعلن تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني وجماعات المقاومة ويتعهد بالوقوف إلى جانبهم في كافة الإجراءات التي يتخذونها لحماية المصلين والمسجد الأقصى وردع العدو عن مواصلة اعتداءاته”.

تصاعد القلق الدولي بعد أن اشتبكت الشرطة الإسرائيلية مع فلسطينيين داخل ثالث أقدس المواقع في الإسلام ليل الثلاثاء، مما أدى إلى إطلاق صواريخ من غزة ردت عليها إسرائيل بغارات جوية على الناشطين في القطاع، مع مخاوف من مزيد من التصعيد.

أثار القتال مخاوف من اندلاع نزاع أوسع. وقد أدت اشتباكات مماثلة وقعت قبل عامين إلى اندلاع حرب دامية استمرت 11 يوما بين اسرائيل وحماس. التحذير الصادر عن حزب الله أثار شبح اندلاع  صراع أوسع.

ساهم في هذا التقرير إيمانويل فابيان ووكالات