منوعات

ضبابية أحاديثنا

ضبابية أحاديثنا
ضبابية أحاديثنا

الاستشارية الأسرية : نهلة الضويحي ” “

تتسم بعض الأحاديث التي تجمعنا مع الأصدقاء والمقريين أحيانا بالضبابية وأحيانا نتحدث بمواضيع غير واضحة تخلو منالشفافية  ودون  الصراحة المتبادلة بيننا ،ومعظمها يكون   حول ما يجري حولنا من أحداث وقصص وبعض  أحاديث شيدت بالحواجز والمجاملات التي يتخللها  الاستئذان والاعتذار لفتح باب للعتاب بعد كل حديث قد يكون سببا لحدوث  سوء فهم .
لهذا التمسوا  لي العذر أن صادفتموني  شاحبة الوجه ،أو أرسلتم لي رسالة   ولم أجيب عليها  ،أو اتصلت على رقم هاتفي ولم أرد ،قد أكون منهكة وغير قادرة على فعل أي شيء .
التمسوا لي العذر أن لم أبتسم بوجهك ،وأن مررت بقربك ولم أراك ،فقد أكون بعالم آخر أنت لا تعلم عنه شيء ،وعليك أن تتخذ لي عذرا  .
من الطبيعي أن نختلف ونعتذر ونعاتب ونجتمع ونفترق،لكن الجميل أن نختلف بلباقة ونعتذر بتواضع ونعاتب برفق ،ونجتمع بحب ونفترق بود.
تعد إساءة الفهم أبعد مسافة بين شخصين لتكون طريقا لإيصال رسائلنا الموجه من فكرنا وعقولنا إلى المتلقين والمتابعين الذين يفهمونها بشكل خاطئ.
علينا أن نفهم بأن الأصدقاء والمتحابين غير معصومين عن إساءة الفهم ،علينا أن نترك مساحة في قلوبنا لكل هذا ،فالقلوب التي تتضخم بالصداقة الصادقة أكثر مما يجب ،معرضة للذوبان مثل الثلج كما يقال يذوب الثلج ويظهر المرج ،أو قد تكون شفافة كالزجاج الذي يكسر   بسهولة  أو مثل بالون محاط بالأشواق فيثقب ونفجر ليظهر فراغه من الصدمة الأولى.
فلا تخف من قسوة الآخرين،لكن الخوف كبير من أصحاب القلوب الطيبة الحنونة إذا تحولت لقاسية ،ومن أعتاد على إسعاد الناس يصعب عليه أن يكون سببا في أتعاسة أو التسبب بالحزن في قلبه بجروح لا تلتئم مهما مضى عليها الزمن .