منوعات

الحقوق الإقتصادية والإجتماعية للمرأة

الحقوق الإقتصادية والإجتماعية للمرأة
الحقوق الإقتصادية والإجتماعية للمرأة

الكاتبة الصحفية: هاجر محمد موسى مصر خاص بـ ” ”

لا جدال في إن قضية العنف ضد المرأة من ابرز الظواهر الاجتماعية الخطرة التي تهدد المجتمع، وهي من القضايا التى تشكل ظاهرة خطيرة في المجتمعات العربية والمصرية تحديدا لإن العنف الواقع على المرأة ناتج عن محاولة المجتمع حرمانها من حقوقها الإنسانية مثل حق العمل، أحد حقوق الإنسان وضمن أهم الحقوق الإقتصادية التى نص عليها العهد الدولي لحقوق الإنسان.
ويعد الحق في العمل أساسا لإعمال حقوق الإنسان والتمتع بحياة كريمة، يشمل هذا الحق إتاحة الفرصة لكل فرد لكسب رزقه عن طريق أداء عمل يختاره أو يرتضيه بحرية وبالرغم من ذلك دائما تواجه المرأة المصرية صعوبات وتحديات في الحصول على عمل مناسب لها يكفل جميع حقوقها الإنسانية، مثل إيجاد بيئة عمل آمنه لها، وأن تأخذ نفس الأجر الذي يتقاضاه الرجل، إذ يتم التمييز بينهما في بعض الوظائف التي ترفض إعطاء المرأة أجازه وضع او إجازة أمومه بل بعض أصحاب الأعمال برفض عمل المرأة المتزوجه او التى تعول.
كذلك هناك الكثير من الوظائف مثل عاملات النظافة وعاملات المصانع لايتم توفير دورات مياة خاصة لهم او وسائل لإنتقالهم لمنازلهم مما يعرضهم للمخاطر والوصم المجتمعي.
مع ذلك يكثر الحديث عن تحرير المرأة المصرية اقتصاديا لكن معظم الحديث من وسائل الأعلام يتم بصورة سطحية لم تعرض حقيقه ما تتعرض له النساء في رحلة التحرير اقتصاديا.
بل عرضت اغلب الاعمال المرأة العاملة بصورة ديكتاتورية، او بصورة تتعارض مع صفاتها الانثوية وجعلت المرأة العاملة هي المرأة التى لم تنجح في الاعتناء بأطفالها او بزوجها اوبصورة الفتاة الفقيرة التى تبيع المخدرات او تعمل بالدعارة او بصورة المرأة اللعوب او السكرتيرة التى تتلاعب بصاحب العمل.
وللأسف كل تلك الصور خاطئة تتبع التنميط ولا تمس للواقع بإي صلة، والذي تعتبر فيه النساء هن العائل الوحيد لأغلب البيوت المصرية، حيث تناسى الإعلام حقيقة المجتمع وبإن تحرير المرأة اقتصاديا واتاحة الفرصة امامها لدخول  الحياة الإقتصادية  بصورة تتساوى فيه من حيث الفرصة والمزايا مع الرجل وحتى تكون عملية التحرير الإقتصادي للمرأة فعالة فلابد ان تتاح امام الفتيات منذ الصغر فرص التعليم والتدريب المتاحة فالمجتمع مثلها مثل الذكور حيث يعتبر حق التعليم من حقوق الانسان بل اهم حق في الحقوق الثقافية والإجتماعية.
يقول أبن باديس
إذا علمت ولد فقدعلمت فردا
وإذاعلمت بنتا فقدعلمت أمة
يجب ان تنتشر ثقافة احترام حقوق المراة وعدم قصر انتاجيتها على الزواج والإنجاب  لإن الادوار الإجتماعية التى اعطتها التقاليد والعادات منذ ولادتها هي ادوار جندرية وليست هي الأدوار الوحيده للمرأة.
المرأة نصف المجتمع ومسؤلة عن تنشئة النصف الإخر، لذلك يجب ان يكفل المجتمع المصري حقها في العمل وردع من يحاولوا منعها من النجاح بالتحرش او العنصرية او التمييز بينها وبين الرجل في بيئة العمل واعتبارها لا تصلح لتحمل المسؤلية والقيادة في الوظائف خروجها للعمل هو تقليد للغرب سيجعلها أكثر تحررا وستنال حريتها بصورة فاسدة.
لذلك هناك دور هام للدولة ومؤسسات المجتمع المدنى  بجانب وسائل الإعلام لتغيير ثقافة المجتمع ومحاربة العنف ضد المرأة وتغيير القوانين والإجرئات لضمان حقوقها ومساعدتها على التحرر الإقتصادي.