اخبار فلسطين

قادة في الجيش الإسرائيلي يلتقون بنظرائهم المصريين في القاهرة للتحقيق في هجوم اطلاق النار الحدودي

توجه ثلاثة ضباط في الجيش الإسرائيلي إلى القاهرة صباح الأحد للاجتماع مع مسؤولين عسكريين مصريين في إطار تحقيق في هجوم دام وقع على الحدود في وقت سابق من هذا الشهر.

في 3 يونيو، تسلل شرطي حدود مصري إلى داخل الأراضي الإسرائيلية وقتل ثلاثة جنود إسرائيليين اثنان منهم في موقع حراسة وآخر في تبادل لإطلاق النار وقع بعد بضع ساعات. ولقد قُتل منفذ الهجوم بعد إطلاق النار عليه.

وقال الجيش إن قائد المنطقة الجنوبية، الميجر جنرال اليعزر توليدانو؛ وقائد وحدة التعاون الدولي في الجيش البريغادير جنرال إيفي ديفرين؛ وقائد العمليات الاستخبارية العسكرية البريغادير جنرال “غيمل” الذي لا يمكن الكشف عن هويته إلإ من خلال الحرف الأول من اسمه بالعبرية التقوا بضباط في الجيش المصري لمواصلة التحقيق.

بدأ التحقيق المشترك بين الجيشين الإسرائيلي والمصري بعد عدة ساعات من الهجوم، وقام مسؤولو دفاع مصريون بجولة في الموقع واجتمعوا مع ضباط إسرائيليين.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان يوم الأحد: “أعرب الجانبان عن التزامهما بإجراء تحقيق معمق وكشف الحقيقة”.

ولقد شدد كبار القادة السياسيين والعسكريين على أن عملية إطلاق النار لا تعكس العلاقات بين البلدين، والتي أصبحت قريبة بشكل متزايد في المسائل الأمنية منذ معاهدة السلام التي وقّعها الجانبان عام 1979 وأنهت رسميا عقودا من العداء المسلح بينهما.

مسؤولون دفاعيون مصريون يلتقون بضباط من الجيش الإسرائيلي في موقع هجوم مميت على الحدود، 3 يونيو، 2023. (Israel Defense Forces)

ويحقق الجيش الإسرائيلي والجيش المصري بشكل مشترك في دوافع المهاجم.

ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن محمد صالح إبراهيم (22 عاما) تصرف بمفرده. ولقد سعت مصر إلى النأي بنفسها عن الشرطي، حيث قال مسؤولون مصريون إنهم لم يكونوا على علم بنواياه.

وبحسب تقارير إعلامية عربية، فقد اشتكى إبراهيم مرارا من خدمته العسكرية، بعد أن تمركز على الحدود الإسرائيلية كشرطي.

وسلمت اسرائيل جثة ابراهيم الى مصر يوم الاثنين الماضي لدفنها.

يوم الثلاثاء، تحدث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عبر الهاتف مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أعقاب مقتل الجنود الثلاثة.

ودفن الرقيب أول أوري يتسحاق إيلوز (20 عاما) والرقيب أول أوهاد دهان (20 عاما) والرقيب ليا بن نون (19 عاما)، اللذين قُتلوا على يد إبراهيم يوم السبت، في مقابر عسكرية في بلداتهم الأحد الماضي.

وخدم الجنود الثلاثة في كتيبتي المشاة المختلطتين “برديلاس” و”كركل” المكلفتين بحماية الحدود.

الرقيب أول أوهاد دهان (20 عاما)، في الصورة من اليسار، والرقيب ليا بن نون (19 عاما)، في الصورة في الوسط، والرقيب أول أوري يتسحاق إيلوز (وسط)، جميعهم جنود مقاتلون في كتيبة “بارديلاس”، الذين قُتلوا في إطلاق نار على الحدود المصرية في 3 يونيو، 2023. (Israel Defense Forces)

وفقا للتحقيق الأولي للجيش الإسرائيلي، تسلل الشرطي المصري عبر الحدود من خلال بوابة طوارئ صباح الأحد.

يتم استخدام البوابة الصغيرة التي كانت مغلقة بواسطة أربطة بلاستيكية فقط من قبل الجيش الإسرائيلي لعبور الحدود عند الضرورة، بالتنسيق مع الجيش المصري. وزعم الجيش المصري أن الشرطي عبر الحدود لملاحقة مشتبه بهم في محاولة تهريب المخدرات.

وسار إبراهيم نحو خمسة كيلومترات من موقع حراسته في مصر وصعد منحدرا للوصول إلى بوابة الطوارئ، مما يشير إلى معرفته بالمنطقة والحاجز الأمني، وقام بقطع الأربطة البلاستيكية بواسطة سكين قتالية، وفتح المدخل الصغير لإسرائيل، وسار حوالي 150 مترا إلى نقطة الحراسة حيث تواجد إيلوز وبن نون.

בלי תלתלית, פרוץ, וקשור באזיקונים: כך נראה פתח החירום שדרכו חדר המחבל לשטח ישראל pic.twitter.com/F2FJNeQWXC

— רועי שרון Roy Sharon (@roysharon11) June 4, 2023

كان بن نون وإيلوز قد بدآ نوبة حراسة تستمر لمدة 12 ساعة في الساعة التاسعة من مساء الجمعة في موقع عسكري بالقرب من الحدود مع مصر. حوالي الساعة 2:30 فجرا أحبطت القوات محاولة لتهريب مخدرات عبر الحدود، على بعد نحو 3 كيلومترات شمال موقع بن نون وإيلوز، وضبطت بضائع مهربة تقدر قيمتها بنحو 1.5 مليون شيكل (400 ألف دولار).

في الساعة الثالثة فجرا، تم اختتام واقعة التهريب على بعد نحو 3 كيلومترات من موقع الهجوم. في الساعة 4:15 فجرا، اتصلت القوات باللاسلكي بمركز الحراسة حيث تواجد بن نون وإيلوز، اللذين ردا بأن كل شيء على ما يرام.

هناك محاولات متكررة لتهريب المخدرات من مصر إلى إسرائيل. يعمل المهربون المصريون عموما عن طريق إلقاء الممنوعات عبر الحدود على بدو إسرائيليين، الذين يبيعون المخدرات بعد ذلك في إسرائيل. يتاجر المهربون في الغالب في الماريجوانا من بيوت محمية في شبه جزيرة سيناء، ولكن في بعض الأحيان يتم تهريب مخدرات أقوى مثل الهيروين أيضا.

يُعتقد أن الشرطي المصري تسلل إلى موقع الحراسة وفتح النار ما بين الساعة السادسة والسابعة صباحا، مما أدى إلى مقتل بن نون وإيلوز. بعد أن لم يرد الجنديان على الاتصالات باللاسلكي صباح السبت، وقبل وقت قصير من انتهاء نوبتهما في الساعة التاسعة صباحا، توجه ضابط إلى المكان واكتشف جثتيهما بالقرب من الموقع.

بحسب تحقيق الجيش، لم يطلق الجنديان النار من سلاحيهما، مما يشير إلى أن منفذ الهجوم فاجأهما تماما. ويحقق الجيش في احتمال أن يكونا قد غطا في النوم أو لم ينتبها إلى الحدود.

جندي إسرائيلي يصعد إلى مركبة عسكرية بالقرب من قاعدة جبل حريف، بالقرب من الحدود مع مصر، 3 يونيو، 2023. (Menahem Kahana / AFP)

ويحقق الجيش الإسرائيلي في سبب عدم وجود تنبيه بعد تسلل الشرطي المصري إلى إسرائيل، ويفحص الترتيبات الأمنية المحيطة بالبوابات الصغيرة المختلفة في السياج، وكذلك وكذلك سبب عدم علم القادة الإسرائيليين بمقتل الجنديين لمدة ساعتين على الأقل.

بعد أن اكتشف الضابط جثتي بن نون وإيلوز حوالي الساعة التاسعة صباحا، أعلن مسؤلون عسكريون عن وقوع اعتداء في المنطقة وبدأوا عمليات تفتيش.

بعيد الساعة 11 صباحا، تعرفت طائرة مسيرة عسكرية على منفذ الهجوم على بعد حوالي 1.5 كيلومتر من الحدود.

أطلق منفذ الهجوم النار على مجموعة من الجنود اقتربت من المنطقة على بعد نحو 200 متر مما أسفر عن مقتل دهان. بعد بضع دقائق، حاصرت مجموعة أخرى من الجنود الشرطي المصري وقتلته. وأصيب ضابط صف بجروح طفيفة في الاشتباك الثاني الذي وقع قبل الظهر.

ولقد عين رئيس أركان الجيش اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي يوم الأحد الماضي الميجر جنرال نيمرود ألوني لقيادة التحقيق في الظروف المحيطة بالهجوم ، مع التركيز على الإخفاقات “المنهجية” و “تصور الدفاع عن حدود سلمية”.

رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هليفي يتحدث مع ضباط في موقع هجوم إطلاق نار واشتباكات دامية على الحدود مع مصر، 3 يونيو 2023 (Israel Defense Forces)

في غضون ذلك، سيحقق توليدانو وقائد الشعبة 80، البريغادير جنرال إيتسك كوهين، في سلوك القوات خلال الهجوم. ومن المقرر أن يقدم توليدانو وكوهين نتائج تحقيقهما لهليفي بحلول الثلاثاء.

تشهد الحدود الإسرائيليةالمصرية هدوءا إلى حد كبير منذ أن وقّع البلدان على معاهد سلام في عام 1979، وهو أول اتفاق سلام لإسرائيل مع دولة عربية. في العقد الأخير، بنت إسرائيل جدارا كبيرا على طول الحدود، يهدف إلى حد كبير لإبعاد المهاجرين الأفارقة وجهاديين إسلاميين ينشطون في سيناء المصرية.

نفذ مسلحون متمركزون في سيناء عدة هجمات ضد إسرائيل في 2011 و2012. في هجوم متعدد المراحل في أغسطس 2011، قُتل ستة مدنيين إسرائيليين وجندي إسرائيلي وعنصر في شرطة مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى خمسة جنود مصريين.