منوعات

تبادل الزوجات في العراق

تبادل الزوجات في العراق
تبادل الزوجات في العراق

الكاتب الصحفي : نهاد الحديثي العراق خاص بـ ” ”

نشرت مواقع وصحف الكترونية عراقية خلال الأيام القليلة الماضية، تقارير عن ازدهار ظاهرة تبادل الازواج وبخاصة في العاصمة العراقية بغداد، مما يثير الجدل حول قدرة المجتمعات المحافظة على الحفاظ على مناعتها ضد الظواهر التي لا تمت الى تقاليدها وعاداتها بصلة بعدما ظنت انها حصينة بسبب الأعراف الدينية الراسخة, نشرت احد المواقع خبرا تضمن ان هناك منتديات جنسية تقتحم بغداد وتصدم المجتمع وتنذر بـعلامات الساعة يتبادل نكاح الزوجات,وتبادل الزوجات فانها لم تكن معروفة في العراق قبل سنوات الا ان انفتاح المجتمع وتطور تكنولوجيا الاتصالات ودخولها كل بيت عراقي خلال السنوات الاخيرة فقد بدأ البعض يتحدث او يثير هذه الظاهرة, ونشرت صفحات على الفيسبوك أيضا ان “تبادل الزوجات ما هو الا صفحات وهمية يراد منها خداع الشارع وتأجيج ظواهر الفساد الأخلاقي في المجتمع، دون ان يكون لها صحة من الأساس على ارض الواقع.. فمروجوها لا يلتقون بأحد ولا ينجزون أي صفقة, وتعتبر التكنولوجيا الحديثة واحدة من اهم وسائل البحث والتواصل مع تجمعات التبادل بين الازواج وبعض من تطبيقات الفيسبوك التي تسهل عملية التبادل بين الاعضاء المتواجدين لتلك الغاية.
أثار المجلس الاعلى للقضاء العراقي استغراب العراقيين لاعلانه عن تشكيل لجنة لتعقب ظاهرتين يواجههما المجتمع العراقي وهما انتشار الالحاد ودعوات تبادل الزوجات ما شكل خوفا شعبيا من وصولها مراحل متقدمة تستدعي التصدي لها باجراءات حازمة , واشار المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى الى تشكيل لجنة تضم 7 جهات قضائية وأمنية واعلامية وفنية بناءً على الطلب المقدم من قبل اللواء سعد معن رئيس خلية الأعلام الأمني بعد أن تم رصد العديد من الحالات المرفوضة اجتماعياً وأخلاقياً في مواقع التواصل الاجتماعي واوضح ان هاتين الظاهرتين تتعلقان “بالدعوات لتبادل الزوجات والحث على الإلحاد وممارسة أعمال الدعارة والترويج لأفكار تتنافى مع ثوابت الإسلام المنصوص عليها في دستور جمهورية العراق لسنة 2005 والذي أكد على الحفاظ على الهوية الإسلامية في المادة (2) منه معتبراً الإسلام دين الدولة الرسمي وأكد المجلس تشخيص حالات من التحريض الطائفي ايضا لدوافع سياسية وانتخابية. وقال انه اصدر امرا قضائيا بتشكيل اللجنة لرصد كل ما يشكل جريمة وفقاً لقانون العقوبات والدستور العراقي الذي أكد على الحفاظ على الأسرة وقيمها الدينية والأخلاقية والووالوطنية والتي هي أساس المجتمع في المادة (29) منه وبين انه قد تمت مراعاة ان يكون لكل نقابة معنية بالعمل الإعلامي المقروء والمشاهد ممثل في اللجنة لضمان مشاركة الجهة النقابية المختصة فنياً بالمخالفة وتشخيصها بشكل دقيق بالإضافة إلى ممثلين من الجهات الأمنية المختصةوتضم اللجنة المشتركة هذه ممثلين عن المجلس الاعلى للقضاء ووزارة الداخلية وجهاز الامن الوطني وخلية الاعلام الامني وهيئة الاعلام والاتصالات اضافة الى نقابتي الصحافيين والفنانين,, وكتب القاضي رحيم العكيلي في احد تغريداته ان تبادل الزوجات والزنا برضا احد الاطراف لا يحاسب عليه قانونا ، وهذا الموضوع اثار ضجة فمنهم من اتهم القاضي العكيلي بنشر الفساد ومنهم من انتقد القانون ، واخرين فسروا القانون على اهوائهم, اما بالنسبة لموضوع تبادل الزوجات ، فأن القانون العراقي لم يجرم من يقوم بهذا الفعل ، اذا وقع برضى الطرفين ، وهنا يكون هذا الفعل مسموح به قانون ، ولا يمكن اعتباره زنا زوجية ولا يمكن اقامة الشكوى من قبل الزوج او الزوجة ضد الاخر ، حيث نصت المادة 378 / 1 من قانون العقوبات العراقي المرقم 111لسنة 1969 ( لا يجوز تحريك دعوى الزنا ضد اي من الزوجين او اتخاذ اي اجراء فيها الا بناء على شكوى الزوج الاخر.) ولكن اذا وقع هذا الفعل بالاكراه والتحريض من قبل الزوج للزوجة يعتبر جريمة حاسب عليها وهذا ما نصت عليه المادة 380 من القانون اعلاه ( كل زوج حرض زوجته على الزنا فزنت بناء على هذا, يشار الى ان الدستور العراقي قد كفل حرية التعبير عن التوجه الديني ضمن المادة 25 منه وبالتالي فإن حرية الأديان والمعتقدات وممارسة الشعائر الدينية مكفولة على ألا تتعارض مع أحكام الدستور والقوانين والآداب والنظام العام فيما لا يوجد نص قانوني يتحدث عن تهمة الإلحاد أو يضع وصفاً له ضمن الإطار الجنائي والقضائي
وفي العراق صفحة على شبكات التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أنشئت عام 2017 تحمل اسم “ملحدون عراقيون فوجدت انها تشكك بالعقائد الاسلامية واحيانا تستهزئ بها, وتشير الصفحة الى ان مصطلح الإلحاد كان غريبا في العراق قبل أعوام وكان يبعث على الخوف بين الناس الا انه صار عاديا الآن وهناك من يجاهر بهذا الموقف الديني, وتشير تقارير الى انه بالرغم من أن هناك مدونين عراقيين يجاهرون بموقفهم ضد الدين، إلا أن معظمهم يعيش خارج البلاد إذ قد يشكل الاعتراف بالإلحاد داخل العراق سببا كافيا للقتل من قبل جماعات مسلحة أو الملاحقة من قبل السلطات الرسمية في أفضل الأحوال
تبادل الزوجات هو عادة مارسها العرب قبل وبعد الإسلام استنادا لبعض آيات القرآن. حيث كان العرب يقدمون زوجاتهم كهدية للضيف النازل عندهم ليستمتع بها ويفعل بها ما يشاء إكراما له . ولا يعتبرون ذلك انتقاصا من شرف وكرامة الزوجة, كما كان الرجل العربي قبل الإسلام وبعده يؤمّن زوجته عند جاره او صديق يثق به لتكون زوجته تحت حماية ذلك الجار او الصديق، ويسمح له بالنوم معها ومجامعتها حتى يضمن الزوج ان زوجته لا تزني مع اخرين اثناء غيابه عن المنزل أثناء سفره لفترة طويلة أو ذهب للغزو في بلاد بعيدة . كما كان من عادة العرب ان يتبادلون زوجاتهم مع رجال آخرين ، يعطي الرجل زوجته الى رجل آخر ويأخذ هو زوجة ذلك الرجل للمتعة الجنسية، أو لغرض الحصول على طفل ان كان لا يحدث إنجابا في تلك العائلة بين الزوجين، ولا يرى العرب في ذلك الزمن ان في هذا عيبا يمس شرف وكرامة الزوج أو الزوجة . هذه الممارسة كانت تدعى تبادل الزوجات.
في زمننا الحالي يعتبر عيبا وممارسة لا اخلاقية ان يفرط الرجل بزوجته ليقدمها لرجل أو رجال آخرين يستمتعون بجسدها جنسيا ، مقابل ان يستمتع هو ايضا بأجساد زوجاتهم. أي يتبادل الأزواج بزوجاتهم كسلعة للمتعة فيما بينهم دون مراعاة ادنى مشاعر الشرف والغيرة.
أكد الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، أن سبب جريمة تبادل الزوجات أن بعض الأزواج غير سعداء في حياتهم الزوجية، ويشعرون بحالة من الملل، ما يجعلهم يفكرون في تغيير أزواجهم ولكن دون طلاق، أي كسر حالة الملل من خلال بعض الإثارة, وأوضح صادق، أن هناك فرقا بين “تبادل الزوجات” و”بيوت الدعارة”، وذلك لأنها لا تهدف لهامش ربح، ولكنها تدعو لإثارة الغرائز فقط، مشيراً إلى أن بعض الزوجات تستدعي “الغيرة” من زوجها بهذه الطريقة المنحلة, وتابع أن هؤلاء الفاسدين يرفضون الطلاق لوجود مصالح وأعمال بينهم ولا يريدون هدمها، كما أنهم لا يهتمون لنظرة المجتمع لهم أو للدين، لذلك يجهرون بهذا الفسق عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي, وأفاد بأن العديد من الدول العربية بها هوس “الجنس”، وذلك يتضح من الترتيب العالمي لها في هذه القضايا، حيث إننا نحتل المركز الأول في مشاهدة المواقع الإباحية، كما أننا نحتل المركز الثاني في التحرش.
ظاهرة “تبادل الزوجات” أول ظهور لها كان في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1957، ثم انتقلت إلى كوريا أثناء فترة الحرب وانتشر هذا الفكر بين الطيارين الأمريكيين، حيث قاموا بنقل زوجاتهم لجانب مقراتهم العسكرية بكوريا وبعد انتهاء الحرب، تفرقت الأسر غير أنهم أقاموا أندية سموها أندية المفتاح، كل طيار يقوم بدفن مفتاح شقته في كومة، على أن تلتقط كل زوجة كومة عشوائيًا وتكون الزوجة من نصيب صاحب المفتاح.
وانتشرت الفكرة بعد ذلك وتغيرت أشكال الممارسة من ثنائية تجمع بين رجل وامرأة، لثلاثية تجمع رجلين وامرأة ثم رباعية لصديقين وزوجتين، ثم أخذت تأخذ شكل مجموعات تتبادل العلاقات الجنسية في حفل جماعي حتى أصبح هناك أكثر من 4 ملايين مواطن أمريكي يمارس التبادل غير الأماكن المنتشرة المتخصصة في ذلك، ومن واشنطن بيت الداء إلى مصر ثم المجتمع الشرقي