اخبار المغرب

مواطنو “مناطق الكيف” يشكون “سرقة المياه” من قبل نافذين وتجار الممنوعات

يشتكي مواطنون بمناطق زراعة القنب الهندي من “استيلاء بعض ذوي النفوذ وتجار الممنوعات على منابع المياه، ما يؤرق بال الساكنة”، موجهين مطالب إلى السلطات بضرورة التدخل لنزع الخراطيم التي تسحب المياه من المنابع مباشرة، ومتابعة المتورطين في “سرقة المياه”.

وتوصلت هسبريس بعدد من شكايات مواطنين بإقليمي الحسيمة وشفشاون، يشتكون من التضييق عليهم في الوصول إلى المياه، خاصة خلال فصل الصيف الذي تكون فيه الساكنة والأراضي الزراعية وأيضا الماشية في أمس الحاجة إليها، معتبرين أن الأمر يؤدي إلى انعكاسات كارثية، سواء عليهم أو على أراضيهم.

وفي هذا الإطار قال عبد الله الجوط، عضو تنسيقية المناطق التاريخية لـ”الكيف” بإقليمي الحسيمة والشاون: “في مناطق زراعة ‘الكيف’، ونخص بالذكر إقليمي الحسيمة والشاون، هناك مشكل كبير للغاية، حيث الأغلبية الساحقة من منابع المياه الطبيعية تمت السيطرة عليها في السنوات الأخيرة من طرف بعض أصحاب النفوذ، وأحيانا من بعض تجار الممنوعات، وهذا أمر خطير للغاية وتحد صريح للحياة الجماعية”.

وأضاف الجوط ضمن تصريح لهسبريس أن “هذه المنابع الطبيعية هي مصدر الماء بالنسبة للساكنة، ولها أوراق عدلية، وهي ملك لها، واستغلت لسنوات؛ لكن الأمر أصبح مختلفا مؤخرا، حيث ضغط أصحاب النفوذ على الفلاح البسيط ليتنازل عن حقه، وتم إتلاف بعض قنوات الري، وعمت ثقافة الفوضى والتسيب في البوادي”.

وأوضح المتحدث ذاته أن “الاستيلاء على منابع المياه يتم عبر حفر بئر عميق على بعد أمتار من المنبع الطبيعي الرئيس، مصدر الحياة، وأحيانا عدة آبار، بدون حق أو ترخيص، والنتيجة هي أن المنبع الطبيعي يجف وينقطع الماء. ويستغل النافذ المهيمن الماء لصالحه بدون خوف، بل يتم ينقله على بعد كيلومترات ليستعمل في سقي حقول في أماكن بعيدة عن المنبع”، مردفا: “لهذا تبقى أرض الساكنة صاحبة الحق في الماء بدون ماء رغم وجود وثائق وحجج قانونية يرجع تاريخها إلى سنوات حتى لا نقول إلى قرون، مع التناوب في توزيع الماء لسنوات عدة”.

وشدد الفاعل الحقوقي ذاته على أن “هذه الطرق العنيفة للسيطرة على الماء غيرت حياة المواطنين البسطاء، أما النافذون فلا مشكل لديهم”، مؤكدا أن “ما يزيد الطين بلة أن المواطن في مناطق ‘الكيف’ لا يطلب حقه لأنه يخاف من المتابعة بزراعة المخدرات، وهذا صلب المشكل”.

كما شدد المتحدث ذاته على أن “الطبيعة في تلك المناطق دمرت تقريبا بالكامل، فلا تجد بعض الحيوانات البرية ما تشربه، والتوازن البيئي تم تدميره… وهذا ليس مرتبطا بدوار معين، بل هو معمم في جل الدواوير”، وفق تعبيره.

وطالب الجوط السلطة بضرورة “نزع خراطيم المياه من منبع المكاسر، وهو منبع رئيس”، وزاد: “نطالبها بنزع خراطيم المياه من البحيرات الطبيعية وفتح المسالك ومتابعة من يسرق الماء مباشرة من المنبع”.