اخبار فلسطين

مقطع فيديو يظهر مسلح فلسطيني وهو يطلق النار على حراس نقطة تفتيش في القدس من مسافة صفر

أظهر مقطع فيديو نُشر يوم الأحد مسلحا فلسطينيا يطلق النار على مجموعة من الجنود والحراس عند نقطة تفتيش في القدس الشرقية تمكن من الاقتراب منهم دون أن يتم رصده وفتح النار من مسافة قريبة.

قُتل في الهجوم الذي وقع ليل السبت الرقيب نوعا لازار (18 عاما)، وأصيب حارس مدني بجروح خطيرة. كما أصيب شرطيان من عناصر شرطة حرس الحدود بشظايا في الهجوم.

يظهر مقطع الفيديو، الذي التقطته كاميرات المراقبة في الحاجز الذي يقع خارج مخيم شعفاط، ما تبدو كثغرات أمنية في وقت يشهد حالة تأهب أمني قصوى في المدنية وفي الضفة الغربية.

يمكن رؤية المسلح وهو يخرج من سيارة بيضاء أثناء مرورها عبر نقطة التفتيش ويمشي ببطء باتجاه مجموعة من الجنود والحراس الذين يقفون في مكان قريب، ويبدو انهم كانوا منشغلين بمحادثة غير مدركين اقترابه.

بعد ذلك  يظهر المسلح وهو يخرج مسدسا ويطلق عدة طلقات على المجموعة، ويصيب اثنين منهم بينما يبحث الآخرون عن مكان للاختباء.

ويستمر المسلح في إطلاق النار على شخص واحد على الأرض لعدة ثوان حتى تعطل السلاح، ثم يستدير ويهرب إلى مخيم اللاجئين القريب قبل أن يتمكن أي من الجنود الآخرين من الرد.

وقال المسؤولون أنه أطلق سبع رصاصات.

رد فعل مجندة إسرائيلية داخل سيارة إسعاف بعد هجوم إطلاق نار على حاجز بالقرب من مخيم شعفاط في القدس الشرقية، 8 أكتوبر، 2022. (AHMAD GHARABLI / AFP)

عندما بدأ في إطلاق النار، ابتعدت السيارة التي كان يستقلها بسرعة. وقام سائق السيارة في وقت لاحق بتسليم نفسه للشرطة ولا يُعتقد أنه كان متواطئا.

وزعم السائق أنه أعطى توصيلة لمطلق النار الذي قال أنه متجه إلى مدينة موديعين بوسط البلاد.

وأظهرت صور من موقع إطلاق النار دماء على جزء من حجارة الرصف والأرصفة بجوار كشك حراسة، حيث أغلقت الشرطة المنطقة بالشريط الأحمر وقامت بجمع الأدلة.

وداهمت القوات الإسرائيلية مخيم شعفاط بعد الهجوم بحثا عن مطلق النار ومشتبهين آخرين. وشاركت في المطاردة وحدات من القوات الخاصة وطائرة هليكوبتر.

وقال وزير الأمن الداخلي عومر بارليف، الذي وصل إلى موقع الهجوم برفقة مسؤولين في الشرطة، إن القوات “ستضع يدها على المنفذ، حيا أو ميتا”. وقال بارليف إن مطلق النار هو شاب يبلغ من العمر 22 عاما من سكان شعفاط.

وصرحت وسائل إعلام عبرية إن منفذ الهجوم يدعى عدي تميمي، وأنه تم اعتقال والدته ووالده وشقيقه لاستجوابهم.

وأعلنت الشرطة اعتقال ثلاثة أشخاص آخرين متواطئين. المشتبه بهم في العشرينات من العمر من شعفاط وبيت حنينا في القدس الشرقية وعناتا في الضفة الغربية.

ومع ذلك، قال مسؤولون آخرون إنهم يعتقدون أن التميمي تصرف بمفرده.

الرقيب نوعا لازار (18 عاما) التي قُتلت في هجوم إطلاق نار في القدس الشرقية في 8 أكتوبر، 2022. (Israel Defense Forces)

وقال الجيش إن لازار، وهي من سكان بات حيفر في شمال إسرائيل، كانت عضوا في كتيبة “إيرز” التابعة للشرطة العسكرية. وقد تمت ترقية لازار، التي كانت برتبة عريف، إلى رتبة رقيب بعد وفاتها.

تم نقل لازار والحارس المصاب إلى مستشفى في القدس لتلقي العلاج بعد الهجوم، وفقا للشرطة ومسعفون. ولكن تم الإعلان عن وفاة لازار في المستشفى، كما أعلن الجيش بعد إبلاغ عائلتها.

وأفاد المركز الطبي “هداسا” في القدس صباح الأحد أن الحارس المصاب خضع لعملية جراحية طوال الليل من قبل جراحي أعصاب ولا يزال موصولا بجهاز تنفس اصطناعي وفي حالة خطيرة.

وأصدر رئيس الوزراء يائير لبيد والرئيس يتسحاق هرتسوغ بيانين أعربا فيهما عن حزنهما على مقتل لازار وتعهدا بالقبض على منفذ الهجوم.

وقال لابيد: “بقلب مفطور، تلقيت نبأ وفاتها. بالنيابة عني وعن حكومة إسرائيل، أبعث بالتعازي لأسرتها وأصدقائها. لا توجد كلمات للتخفيف من خسارتهم الفادحة”.

عنصر في شرطة حرس الحدود الإسرائيلي تسير في موقع هجوم إطلاق نار بالقرب من مخيم شعفاط للاجئين في القدس، السبت 8، أكتوبر 2022. (AP Photo / Mahmoud Elean)

وأضاف: “لن نهدأ ولن يهدأ لنا بال حتى نقدم الإرهابي المنحط للعدالة”.

وقال هرتسوغ: “أرسل التعازي لعائلة مجندة جيش الدفاع الرقيب نوعا لازار المفجوعة، التي تحولت فرحتها بالعيد إلى حزن رهيب، وأدعو لشفاء المصاب في هجوم إطلاق النار في القدس”.

“لن يكسر أي إرهابي حقير عزيمتنا. سنحارب الإرهاب وسنواصل بناء حياتنا والاحتفال بأعيادنا. نحن نثق بجيش الدفاع وقوات الأمن”.

وقالت حركة حماس ومقرها غزة إنها “باركت العملية البطولية”، ووصفت إطلاق النار بأنه “رد فعل على التوغلات في الأقصى وعدوان الاحتلال اليومي على جنين”. في وقت سابق يوم السبت، قُتل فلسطينيان خلال عملية للجيش الإسرائيلي لاعتقال مطلوبين في مدينة جنين بالضفة الغربية.

وقالت حماس أن “هذه العمليات تحمل رسالة مفادها أن انتفاضة شعبنا مستمرة ولن تهدأ، وأن العمليات وإطلاق النار على شبابنا في الانتفاضة ستطارد المحتلين وقطعان المستوطنين في كل مكان ردا على جرائمهم وتوغلاتهم”.

موقع إطلاق نار عند حاجز خارج مخيم شعفاط في القدس، 8 أكتوبر، 2022. (Flash90)

وتحدثت تقارير عن إطلاق الألعاب النارية احتفالا في شعفاط بعد عملية إطلاق النار.

يأتي الحادث في الوقت الذي تم وضع الجيش والشرطة فيه في حالة تأهب قصوى في القدس والضفة الغربية بسبب موسم الأعياد اليهودية. وقال مكتب رئيس الوزراء إنه خلال يوم السبت، أجرى لبيد تقييما أمنيا قبل بدء عيد العرش (سوكوت) مساء الأحد “مع التركيز على انتشار القوات في القدس وكذلك في أماكن أخرى في جميع أنحاء البلاد”.

كانت التوترات عالية بالفعل بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة في الضفة الغربية والتي شهدت مقتل أكثر من 100 فلسطيني واعتقال أكثر من 2000 في مداهمات ليلية، وتعرضت خلالها القوات الإسرائيلية بانتظام لإطلاق نار. معظم القتلى كانوا من المسلحين أو شاركوا في اشتباكات عنيفة، لكن بعضهم كان من المدنيين العزل.

وانطلقت العملية بعد سلسلة هجمات أسفرت عن مقتل 19 شخصا بين منتصف مارس وبداية مايو.