اخبار فلسطين

الإجلاء من السودان يتواصل وسط التزام جزئي بوقف النار في الخرطوم

لقي اتفاق وقف النار المعلن لمدة ثلاثة أيام في السودان التزاما جزئيا في الخرطوم مع بدء سريانه الثلاثاء فيما يتسارع إجلاء الرعايا الأجانب.

توازيا أبدت منظمة الصحة العالمية قلقها من خطر بيولوجي “هائل” بعد استيلاء “أحد الطرفين المتقاتلين” على “المختبر المركزي للصحة العامة” في العاصمة الذي يحوي عينات مسببة لأمراض الحصبة والكوليرا وشلل الأطفال.

بعد عشرة أيام على المعارك التي خلفت أكثر من 459 قتيلا وما يزيد على أربعة آلاف جريح حسب الأمم المتحدة، استهدف الجيش الثلاثاء بطائرات مواقع لقوات الدعم السريع في ضواحي الخرطوم، فردت الأخيرة باستخدام أسلحة ثقيلة، وفق ما روى شهود لوكالة فرانس برس.

واستهدفت غارات جوية جديدة مساءً مركبات لقوات الدعم السريع شمالي الخرطوم حسب شهود آخرين.

وقالت قوات الدعم السريع إنها سيطرت على مصفاة ومحطة كهرباء على بعد 70 كيلومترا شمالي الخرطوم حسب مقطع فيديو نشر الثلاثاء.

وأبلغ الجيش عبر فيسبوك عن تحرك كبير لقوات الدعم السريع نحو المصفاة من أجل الإفادة من الهدنة والسيطرة عليها.

وتبادل الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد دقلو الملقّب “حميدتي” الاتهامات بخرق وقف النار.

وتعذر على الفور التأكد من تراجع حدة القتال العنيف الذي اندلع في إقليم دارفور الشاسع (غرب) منذ بدء الأعمال العدائية في 15 نيسان/أبريل.

كان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أعلن مساء الاثنين موافقة الطرفين على وقف النار ثلاثة أيام اعتبارا من الثلاثاء.

وأوضح أن ذلك تم عقب “مفاوضات مكثفة على مدار الساعات الثماني والأربعين الماضية”.

وأبدت الخارجية الأميركية الثلاثاء على لسان المتحدث باسمها فيدانت باتيل أملها في “تمديد الهدنة”، مؤكدة أن دبلوماسييها يواصلون العمل مع جميع الأطراف المعنيين لتحقيق ذلك.

ورحبت فرنسا من جهتها بوقف النار قائلة إنها “حريصة على احترامه”، حسب بيان لوزارة الخارجية.

وقف دائم لإطلاق النار؟

مع بدء سريان الاتفاق، حذّرت الأمم المتحدة الثلاثاء من أن ما يصل إلى 270 ألف شخص آخرين قد يتوجهون إلى تشاد وجنوب السودان المجاورتين.

من جهته، قال المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير خالد عمر يوسف لفرانس برس الإثنين إنه سيتم خلال الهدنة إجراء “حوار حول ترتيبات لوقف نهائي لإطلاق النار”، مضيفا “الولايات المتحدة بتنسيق معنا تواصلت مع القوات المسلحة والدعم السريع”.

وأكد بلينكن أن واشنطن تعمل على تحقيق ذلك مع دول حليفة بينما تحدث الجيش عن وساطة “سعودية أميركية”.

تراجعت حدة القتال في أحياء عدة بالعاصمة منذ بدء عمليات إجلاء الأجانب السبت.

لكن الاشتباكات في مناطق أخرى كانت أكثر تدميرا في الأيام الأخيرة. فقد أظهرت مقاطع فيديو تأكدت فرانس برس من صحتها، متاجر محترقة ومباني مدمرة ومدنيين منهكين وسط أنقاض لا يزال الدخان يتصاعد منها، ما يعكس كثافة الغارات الجوية ونيران المدفعية.

الناس الذين لا يستطيعون مغادرة العاصمة التي يزيد عدد سكانها عن خمسة ملايين شخص يحاولون البقاء على قيد الحياة بلا ماء وكهرباء، ويعانون نقصا في الغذاء وانقطاعا للإنترنت والهاتف.

حسب الأمم المتحدة، هناك “219 ألف امرأة حامل في الخرطوم، 24 ألفا منهن يتوقع أن يلدن في الأسابيع المقبلة”، وتواجه الحوامل “صعوبات بالغة” في الحصول على رعاية صحية فيما تؤكد نقابة الأطباء أن نحو ثلاثة أرباع المستشفيات بات خارج الخدمة.

يهدد النزاع “بحريق كارثي داخل السودان قد يمتد إلى كامل المنطقة وأبعد منها”، حسب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مخصصة للسودان مساء الثلاثاء.

“احترامها بشكل كامل”

رحّب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بالهدنة، حاضًّا “الطرفين على احترامها بالكامل”.

وأعلنت ألمانيا أنها ستنظم رحلة إجلاء أخيرة مساء الثلاثاء لنقل مواطنيها وكذلك رعايا دول أخرى إلى الأردن.

في غضون ذلك، بدأت بريطانيا إجلاء رعاياها بعد ثلاثة أيام على إخراج دبلوماسييها من البلد.

وتمكن أكثر من ألف من مواطني دول الاتحاد الأوروبي من المغادرة، وأعلنت فرنسا الثلاثاء أنها أجلت 538 شخصا بينهم 209 فرنسيين. وتمكنت أوكرانيا من إخراج 138 شخصا من السودان، بينهم 87 من مواطنيها.

من جهتها، أعلنت طوكيو أنها أجلت “جميع اليابانيين الذين كانوا في الخرطوم” وأرادوا المغادرة.

أعلنت وزارة الخارجية الهولندية مساء الثلاثاء أن طائرة على متنها 104 أشخاص تم إجلاؤهم من السودان قد هبطت في مطار أيندهوفن بجنوب هولندا.

وقالت الأمم المتحدة إن نحو 700 موظف أممي وفي المنظمات غير الحكومية والسفارات “تم إجلاؤهم إلى بورتسودان”.

وقتل خمسة عمال إغاثة في المعارك فيما تم إجلاء عشرات آخرين من دارفور إلى تشاد.