منوعات

سر الوادي المسكون من “مساخيط قارون”.. قصر ذهبي في قاع البحيرة

 

هل تخفي هذه البحيرة كنز قارون ؟ هل ما يحكى حولها من الأساطير والروايات صحيح إن كل هذا يضفي سحرا خاصا يضفي على جمالها الطبيعي روعة الغموض وحولها تمتد الأرض الخضراء وتنتشر أبراج الحمام وتتبعثر الآثار التاريخية .

ما هي حكاية هذه البحيرة التي تتعانق حولها كل هذه الألوان والتي تقع في أقصى شمال ورقة التين أو واحة مصر وجنة الصحراء وما حقيقة الكنز العظيم المدفون في قاعها منذ آلاف السنين؟.. ملف فتحته مجلة آخر ساعة عام 1668.

هذه البحيرة عبارة عن منخفض قديم هائل غمرته المياه في عصور موغلة في القدم بينما ارتفع جزء من أرضها وأصلحه امنحعت الأول وبنى به قصرا وبساتين واتخذه مقرا لنزهته يصطاد منه التماسيح وقلده في ذلك الأمراء فبنيت مدينة « شيد » أي المستخلصة والتي صار اسمها أيضا مدينة التماسيح ثم بنى البطالمة بالقرب منها مدينة أرسينوي واسمها الآن كيمان فارس وهي على الحافة الغربية لمدينة الفيوم الحالية.

وكانت البحيرة أيضا تسمى بحيرة موريس ويحكي التاريخ أن هذه الأماكن هي التي ساعدت سيدنا يوسف عليه السلام في أن يجتاز أزمة السنين العجاف ولكن لماذا سميت هذه البحيرة باسم بحيرة قارون ؟ وهل قارون هذا هو الطاغية الذي خسف الله به وبداره الأرض كما جاء في القرآن الكريم ؟ إن بعض الناس يجيبون بالاثبات ويضيفون أن جبل الزينة المجاور للبحيرة هو الذي كان يصعد إليه قارون الطاغية في يوم زينته ويستعرض قوته ومظاهر عظمته كما يؤكد بعضهم تأكيدا ساذجا يقول أن قصر قارون الذي خسف الله به الارض موجود تحت البحيرة وأن كنوزه في مكان ما من قاعها .

ولأن البحيرة قديمة ولأنها تسمى بحيرة قارون ولأن شاطئها يشرف على الخضرة الدائمة بينما يشرف الجانب الآخر على الصحراء القاحلة من أجل ذلك كله نسجت حول البحيرة أساطير معينة مازالت تتردد حولها بمشاعر عديدة من الخوف والرهبة والإعجاب.

فقصر قارون لا يزال يوجد في قاع البحيرة ولكن على مسافة بعيدة جدا هذا ما يؤكده بعض الصيادين الذين أقسموا أن القصر الذهبي موجود في قاع البحيرة وأنه يظهر أحيانا ويختفي أحيانا أخرى وأن بعضهم وجد نفسه مرة وكان من هواة الغطس انه أمام باب ضخم كله من الذهب وجواره تمثالان أيضا من الذهب وعندما تنكسر أشعة الشمس فوق صفحة البحيرة وبالقرب من الشاطئ الرملي وتتصارع ألوان الطيف فوق هذه الصفحة الوادعة فإن اللون الذهبي يبدو أحيانا قليلة وهو عند الصيادين قطعة طافية من القصر المسحور ولكنها سرعان ما تختفي .

وبالقرب من البحيرة وحول مدينة كروانيس التي اكتشفت حديثا وأيضا حول عزبة الأصفر يوجد وادي المساخيط. والمساخيط هم أعوان قارون الذين انقلبوا إلى أحجار مستديرة صغيرة وكبيرة عندما عصوا ربهم هكذا تقول بعض الرويات منذ الآف السنين.

ومن أكثر الاساطير التي ترتبط بالحياة القديمة حول البحيرة أسطورة ساحر أرسينوي ذلك الذي جاء طالبا الزواج من إبنة بطليموس الثاني ولكنه رفض أن يزوجها أياه وهنا قلب الساحر وعاء سحره فوق المدينة التي احترقت عن آخرها بينما تسلق هو عمودا من الجرانيت وأخذ يسير بقوة سحره إلى خارج المدينة حيث توقف سالما في منطقة يقال لها العمود وهو حي لا يزال يوجد حتى الان وهكذا تمضي الحياة حول البحيرة وعلى حافتها وفي قاعها الأسطوري.

المصدر : مركز معلومات أخبار اليوم

حكايات| وادي البطيخ.. سر الحبات الوردية في «الريان وقارون»